نشرت صحيفة التلغراف البريطانية التي كتبت افتتاحية بعنوان “قرار بايدن جاء متأخرا للغاية”، وذلك تعليقا على قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي والذي أعلن عنه الأحد.
تقول الصحيفة: “لقد تأخر جو بايدن للغاية في قراره الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض، وهو ما يمكن معه القول إنه فات الأوان بالنسبة لحزبه للتكيف مع الواقع الجديد. وكما أدت محاولة اغتيال دونالد ترامب قبل أسبوع إلى تغيير ديناميكيات الانتخابات الرئاسية، فقد تغيرت الأمور مرة أخرى”.
“لقد بدا الرئيس بايدن بشكل متزايد غير قادر على أداء واجباته الحالية، ناهيك عن إدارة أمريكا على مدى السنوات الأربع المقبلة إذا أعيد انتخابه. وأثار الرئيس السابق دونالد ترامب الليلة الماضية مسألة ما إذا كان الرئيس الحالي قادرا بالفعل على إكمال فترة ولايته حتى يناير المقبل. هذا سؤال وجيه تحتاج الإدارة الحالية إلى إجابات مقنعة عنه”.
وقبل إعلان بايدن، كان الديمقراطيون يواجهون احتمال هزيمة ثقيلة على يد ترامب والمرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس “جي دي فانس”، وفق الصحيفة.
“ويأمل الديمقراطيون أن تتغير هذه الحسابات. لقد أيد الرئيس بايدن نائبته كامالا هاريس الليلة الماضية. ووصفها بأنها “شريكة غير عادية” ومن المرجح الآن أن تكون خليفته كمرشحة”.
ومع ذلك، يرى معظم المعلقين أنها من غير المرجح أن تكون قادرة على التغلب على الثنائي ترامب وفانس. ولا يزال من الممكن أن يقنع هذا الديمقراطيين باختيار شخص غير متوقع في مؤتمر الحزب في شيكاغو الشهر المقبل، وفق التليغراف.
“الديمقراطيون في وضع مماثل لما حدث عام 1968 عندما انسحب ليندون جونسون خلال الانتخابات التمهيدية. ومع ذلك، كان بايدن قد نال بالفعل ترشيح الحزب، وبالتالي فإن آليات اختيار مرشح جديد أقل وضوحا”.
“هناك مخاوف من سلسلة من التحديات القانونية بعد استبعاد بايدن من القائمة، لأن كل ولاية أمريكية لديها نظامها الانتخابي الخاص بموجب الدستور. كيفية حل هذا الأمر ليس واضحة بعد”، وفق الصحيفة.
“لقد كان ضعف الرئيس بايدن واضحا للجميع، باستثناء كثيرين من أعضاء هيئة الحزب الديمقراطي- على ما يبدو- وقطاعات من وسائل الإعلام الأمريكية”، حسب ما جاء في افتتاحية الصحيفة.
وتقول الافتتاحية: “إن أحداث اليوم هي ذروة الإحراج الذي بدأ بالتأكيد في فبراير إن لم يكن قبل ذلك، عندما وصف المستشار الخاص روبرت هور الرئيس بايدن بأنه “رجل مسن حسن النية وذو ذاكرة ضعيفة”. لقد بلغت سلسلة من العثرات ذروتها في المناظرة التلفزيونية التي جرت الشهر الماضي ضد ترامب والتي أقنعت الجميع، باستثناء أقوى حلفائه (حلفاء بايدن)، بوجوب انسحابه”.
واختتمت الصحيفة: “حتى قبل يوم أو يومين فقط، كان الرئيس يصر على أنه يستطيع الاستمرار. قراره بالانسحاب هو القرار الصحيح. ولكن كان ينبغي أن يحدث ذلك منذ أشهر. وكان هذا من شأنه أن يمنح الديمقراطيين الوقت لاختيار مرشح، يمكنه أن يكون قادراً على المنافسة ضد ترامب في انتخابات نوفمبر وليس من الجدير بالإدارة والحزب الديمقراطي أن يأتي هذا القرار متأخرا للغاية”.