عندما يكتب الكاتب هذه الأيام عن شخصية هامة مثل المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية فإنما يكتب عن الوطن ومستقبل الوطن لأن هذا الرجل جاء في مرحلة استثنائية ومنعطف خطير من تاريخ اليمن الحديث والمعاصر خاصة هذه المرحلة التي تشهدها بلادنا وهي تضع الحجر الأساس لبناء دولة مدنية حديثة وتنتقل من وضع شهد الكثير من الإخفاقات والاحباطات والصراعات على السلطة منذ الاستقلال عن الاستعمار والإمامة مما أثر على انتقال البلد إلى مرحلة أفضل من الحياة والتقدم والرفاه والولوج إلى القرن الحادي والعشرين الحافل بالتقدم الصناعي والتكنولوجي وازدهار ثورة المعلومات والاتصالات وتقارب القارات وتلاشي الحدود المصطنعة بين بني البشر في زمن العولمة والتسابق المحموم للدول الكبرى على مناطق النفوذ من كرتنا الأرضية ونحن جزء من هذا العالم نتأثر به وبما يحدث فيه هنا أو هناك.
وبالعودة إلى بداية مقالنا فإن أي مواطن منصف كان يتمنى لو أن المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية كان على رأس السلطة منذ بداية الوحدة المغدور بها لكانت الأمور أفضل مما نحن عليه اليوم فقد عمل الرجل على انقاذ البلاد من الهاوية التي كانت ستسقط فيها في مدة لا تتجاوز الثلاث سنوات وبالتحديد منذ ثورة الشباب عام 2011م، وهذا الرئيس الذي نتمنى له التوفيق والنجاح في مهامه وان يوصل البلاد إلى بر الأمان تميز بالصبر والهدوء والحكمة واتخاذ القرارات بصواب وبتروًّ يدلان على حنكة وخبرة سياسية منقطعة النظير في واقع متناقض ومضطرب ومشاكل وقضايا متراكمة من العهد السابق الذي قيد وحد من حركة هذا الرئيس الوطني والمخلص والذي يعمل بصمت خاصة عندما كانت تسند له أمور ثانوية، وعندما اتيحت له الفرصة وكسب ما يقارب ستة ملايين صوت من ابناء هذا الشعب وحاز على ثقة الشعب ووقف إلى جانبه المجتمع الاقليمي والدولي فجر كل طاقاته وابداعاته وأظهر كل اخلاصه ووفائه لهذا البلد الطيب برغم الصعاب والتحديات التي واجهها ومازال يواجهها في واقع معقد وصعب وهو يضع اليوم بصمات بل وخارطة طريق للمستقبل ولليمن الجديد ولابد أن هناك الكثير من الضغوطات عليه يصعب معها الانطلاق إلى المستقبل المنشود بسرعة فائقة دون ايجاد حلول لتلك الصعوبات والتحديات والضغوطات التي تاتي من الداخل والخارج فهناك القبيلة ومطالبها وشروطها وهناك الحراك في الجنوب وطموحاته وتطلعاته، وهناك الحوثي واطماعه وتوجهاته غير المفهومة والمدعومة خارجياً، وهناك الاحزاب النفعية والمصلحية وشروطها، لأن الحكومة في هذه المرحلة التوافقية تقوم على المحاصصة والتقاسم للسلطة وهذا يعيق عملية التنمية وإكمال عملية التسوية السياسية السلمية وهناك بقية شرائح المجتمع التي تعاني وتكابد الغلاء وفيها الكثير من الشباب العاطل عن العمل ناهيك عن تدهور الخدمات الاساسية والضرورية للحياة من صحة وكهرباء وماء، والتربية والأمن والاستقرار وانتشار ظاهرة الارهاب في كل مكان، فالله يكون في عون هذا الرئيس الذي قبل تحمل المسؤولية في أحلك الظروف بل وأصعبها ويحاول الآن ومنذ ان تولى رئاسة البلاد العمل على استتباب الأمن والاستقرار وتقارب الأطراف التي كانت ستدخل في حرب اهلية مدمرة ومضى خطوة بخطوة في تنفيذ المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية وما يزال حتى كتابة هذه الأسطر يسهر على تنفيذ بنود الآلية التنفيذية لتلك المبادرة الخليجية المباركة وكل يوم تطرأ مشاكل جديدة هنا وهناك ويسعى جاهداً لمتابعة كل هذه القضايا ومحاولة محاصرتها وايجاد حلول لها وهذا كله يعمل على إعاقة جهود هذا الرئيس المناضل في سبيل اخراج بلده إلى وضع أفضل مما هو عليه حالياً وفي الماضي بل والمساهمة في وضع لبنة لدولة يمنية متطورة.
إننا في حاجة ماسة إلى أن نضع كل أيدينا جميعاً دعماً لكل خطوة يقوم بها هذا الرئيس الوطني لكي يستطيع قيادة الوطن ليصل إلى هدفه المنشود، إما إذا كنا عامل اعاقة لكل جهد يقوم به رئيسنا فإن مجهوده هذا سيذهب جفاء وتذروه الرياح بسبب سلوكنا وتصرفنا هذا فالرجل يعمل ويحتاج إلى من يساعده لان اليد الواحدة لا تصفق ـ نتمنى من الجميع ان يكونوا على قلب رحل واحد، وأن يكونوا جميعاً عبدربه منصور لكي تصل سفينة الوطن إلى بر الأمان فجميعنا تحملنا هذه السفينة وربانها هو عبدربه منصور إنسان اثبت انه يحب وطنه ومخلص له وعنده إرادة لتغيير أوضاع هذا الوطن إلى الأحسن وإلى مشارف الدولة المدنية والعصرية دولة النظام والقانون والعدالة والمساواة والحرية التي يحلم بها كل مواطن.
فلماذا لا نسير على خطى هذا الرئيس المخلص وندعمه ونشارك معه في صنع المستقبل، مستقبل اجيالنا وابنائنا ونعيد أمجاد حضارتنا القديمة بل وأفضل من تلك الامجاد، لأن وسائل هذا العصر متطورة ومتقدمة عن وسائل العصور الغابرة والزمن غير الزمن فالعالم يتقدم بتقدم وسائله وقدراته وإمكاناته، فلماذا لا نستغل هذه الارادة السياسية المخلصة التي قد لا تتكرر وننتهزها ونمضي معها ونشد على يد رئيسنا ونعينه في بناء الوطن والمستقبل، فالجسد لا يستغني عن الرأس والرأس لا يستغني عن الجسد وكل مكمل للآخر، لأن جسد الوطن كل متكامل يشد بعضه بعضاً ولنمض معاً يداً بيد مهتدين بقيادة رئيسنا الهادي إلى طريق الدولة المدنية الحديثة.
هادي.. والطريق إلى الدولة المدنية الحديثة
أخبار متعلقة