ما معنى التوافق في الحكومة الحالية؟ معناه أن النظام السابق والمعارضة مشاركون في الحكم مناصفة وكل طرف مسؤول وهذا معناه بأنه ليس هناك معارضة تنقد الأخطاء والسلبيات.. فما هو المبرر اليوم أن يقوم هذا الطرف أو ذاك بوضع نفسه مكان المعارضة وهو مشارك في الحكومة التوافقية ثم ينتقد أخطاء وسلبيات الطرف الآخر المشارك معه في الحكم والذي وافق على الدخول معه في صيغة توافقية لتحمل المسؤولية معاً دون انتقاص من هذا الطرف لشريكه الآخر وكان ينبغي عليه أن يأخذ بيده للعمل سوياً من أجل إنقاذ الوطن بدلاً من الدخول معه في جدل عقيم ومكايدات ومناكفات و«مفاحسات» سياسية واتهامه وتعريته أمام الشعب واتهامه بالتقصير لكي يفقد ثقة الشعب به وبدلاً من أن يقوم المجتمع بالتعاون معه يصب جام غضبه عليه بسبب تشويه شريكه له أمام هذا المجتمع الذي وصل إلى قناعة بأن الطرفين لا يصلحان لقيادة البلاد وإيصالها إلى بر الأمان مادامت هذه الأطراف «تتفاحس» ولا تعمل معاً وسلوكها هذا يذكرنا بسلوك الضرائر وهذا لا يليق بأطراف تدعي وتزعم أنها حريصة على البلد وعلى مستقبله وأنها تعمل ما بوسعها من أجل حل الأزمة ووضع معالجات لها ومع ذلك يشعر المواطن بأن الطرفين يعملان على عكس ما يصرحان به عبر وسائلهما الإعلامية المختلفة وبدلاً من أن يكونا جزءاً من الحل يصبحان جزءاً من المشكلة التي تضيف أعباء إلى أعباء الوطن والبلاد «مش» ناقصة مشاكل ولا أزمات في الوقت الراهن بل اصطفاف وتعاون وتكاتف وعمل بروح الفريق الواحد بدلاً من قيام كل طرف بالانشغال بنفسه وترتيب وضعه وانتقاد الطرف الآخر وإيجاد المبررات على أن ما يقوم به هو الحق والصواب والصح وأن التقصير هو من جانب شريكة الآخر مع أنه وهذا الشريك يقتسمان كعكة الحكم بالتساوي.
فإذا اطلعت على صحف هذا الطرف تجد تحريضاً واضحاً ضد الطرف الآخر وإثارة فوضى ومن ما ظهر منها وما بطن وتشعر وأنت تقرأ تلك الصحف الصفراء وكأن البلاد على حافة الهاوية لتركيزها على تضخيم الأحداث والمبالغة في إبرازها حتى وإن كانت جنائية واستثمارها سياسياً من باب المكايدات السياسية وتشويه سمعة المناوئين لأصحاب تلك الصحف من الطرف الآخر ونرى أيضاً ونسمع ونقرأ لقاءات لرموز وشخصيات من هذا الطرف تهاجم الطرف الآخر وتتهم رموزه بالفساد والتقصير والإهمال وتزكي نفوسها على الجميع وأن لديها منجزات أما الطرف الآخر فليس له بصمات أو مشاريع أو حتى شعبية جماهيرية فهل هذه أطراف تصلح أن تقود الوطن إلى مشارف المستقبل؟.
لقد وصل اتهام هذا الطرف لشريكه الطرف الآخر في الحكم إلى حد أنه يشارك في عرقلة مسيرة التسوية السياسية في بلادنا وإلى اتهامه بدعم القاعدة الإرهابية حتى تظل البلاد في حالة عدم استقرار وأمن وطمأنينة وأن تتوقف العملية التنموية ويهرب ويفر المستثمرون من البلد..
فهل هذا وقت لدخول الأطراف اليمنية في هذه المرحلة الحرجة والهامة في مناكفات وجدل لا معنى له ولا جدوى سوى أننا لم نصل بعد إلى مستوى الشعور بالمسؤولية الوطنية ولم نتجاوز دوائرنا الضيقة ومصالحنا الأنانية ولم نستشعر الخطر المحدق بوطننا وبلادنا من الداخل والخارج بعد أن سمعنا فخامة رئيس الجمهورية يقول في كلمته وخطابه الأخير بأن هناك مؤامرة خارجية ضد بلادنا والدليل أن 70 % من إرهابيي القاعدة من الأجانب وجثثهم في ثلاجات الموتى ولم تقبل بلدان هؤلاء الإرهابيين استلامهم أو عودتهم إلى بلدهم.. فلا نضيف فوق أزمة البلاد اصطناع أزمات جديدة ياأيها المتنفذون والمسيطرون فالبلاد أمانة في أعناقكم وتحتاج إلى الأمن والأمان والعمل الجماعي.
البلاد (مش ناقصة مشاكل)
أخبار متعلقة