الإرهاب هو عدونا الأساسي واكبر معضلة تواجهنا في اليمن فهل هو كائن ؟ لو كان كذلك لن نجد صعوبة في استئصاله والقضاء عليه نهائيا من الوجود لكن الإرهاب يا قوم ليس كائناً بل هو ثقافة وسلوك تتلبس الكائن، ثقافة تنمو تتوسع ونحن نشهدها بل بعضنا يباركها ويعززها ثم تلسعه فيدينها، ثقافة ارتبطت بفكر معزز بالعقيدة، فكر استغل الدين لخدمته فكر دمر عقول الشباب وأغواهم عن قيم الدين النبيلة والسامية من أخوة وعدالة ومساواة وحب وتآزر وتسامح وحرمة المسلم عرضه وماله ونفسه وعزز فيهم الجهاد من قتل وتدمير وتكفير وجعلهم قساة القلوب عديمي المشاعر مفرغين من الإنسانية.
ما نعاني منه اليوم هو نتاج الأمس من حملة تجنيد وتشكيل وعي الجهاد في أفغانستان انتهت الحرب لكن الفكر توسع والتكفير والجهاد بدأ يبحث له عن عمل فوجد بلد العرب مرتعاً له وأعماله المشينة والحكام استغلوه لخدمتهم واستفادوا منه لتمكين سلطتهم وضرب خصومهم. أتذكرون حرب 1994م التي كان الإرهاب ركناً أساسياً فيها واستمرت البيئة الحاضنة للإرهاب تتوسع وبدعم من السلطة ومشايخ ورجال دين حينها هم من يدينونه ألآن لأنه أصبح يهدد مصالحهم، ماذا عملنا لنقضي على هذه البيئة بل البعض باستحياء يدافع عن بقاء هذه البيئة الثقافية والفكرية التي تساعد على تنامي الإرهاب . التعليم وتطرف وتعصب مناهجه الإسلامية غير الوسطية بل مدرسوها بعضهم أكثر تشددا وتعصبا وتزمتا في الحياة وكل ما يتصل بالثقافة المجتمعية محرم لديه: حرم التلفاز والسينما والفن والشعر الغزلي والأغاني كل هذا يقتل الروح الإنسانية والمشاعر النبيلة ويخلق شخصاً عفوا وحشاً على صورة شخص هذه هي بيئة الإرهاب قد تنكرونها أو تتهموني لكنها الحقيقة المرة التي يجب الاعتراف بها أذا أردنا القضاء على الإرهاب.. هل توقفت هذه الممارسات بإحساس ما خلفته من فكر متطرف إرهابي في الوسط الاجتماعي ؟
طبعا مازالت الفتاوى تنهل علينا من أفواه التكفيريين وما زال شبابنا عرضة للإغواء وتعبئتهم بالجهاد المصلحي الجهاد ضد إخوتهم المسلمين يبحثون عن عمق الفرقة ولا يبحثون ما يقربنا ويلم شتاتنا بل ما يمزقنا ويجعلنا نتناحر والصراع يشكل جيلا قاسي القلب مقيد العقل خالياً من الإنسانية والأحاسيس والمشاعر المرهفة هذا الجيل هو امتداد لما يحدث هو جيل إرهابي يبحث عن عمل نحن ضحاياه .
نحن لا نريد طائرات بدون طيار لمحاربة الإرهاب نحن نريد تعليماً خالياً من الإرهاب والتطرف والتعصب تعليماً كله مشاعر وأحاسيس وعقول متفتحة لا مغلقة سياسة تعليمة تنمي الروح الوطنية والمشاعر الإنسانية والحب والوئام والتسامح والتعايش وحرية الفكر والعقيدة وتلغي من قاموسنا الصراع والتناحر والتطرف والعصبية والتمايز للعرق والسلالة والمذهب نحن نريد إرساء ثقافة مجتمعية طاهرة ثقافة إنسانية ثقافة تعايش وحب ووئام يجب دعم المسرح والدراما التلفزيونية والسينمائية والأغاني طبعا مع الابتعاد عن الأعمال الهابطة نريد أعمالاً تهتم برعاية الشباب وإرساء ثقافة مجتمعية راقية لنجنب الوطن مزيدا من الدماء هل فهمتموني أم ستتهمونني؟ لا أبالي فالوطن أيضا وطني ومن حقي أن أقول رأيي ومن حقي أن ابدي مشورتي ولست ضد الإسلام دين محمد صلى الله عليه وسلم دين المحبة والإخوة والتسامح دين كل المسلمين في العالم كل من يقول لا اله إله الله محمد رسول الله .
الإرهاب هو نتاج ثقافة سائدة
أخبار متعلقة