من محافظة صعدة وجه الشيخ السلفي يحيى الحجوري رئيس مركز دار الحديث بدماج دعوة لجميع السلفيين في البلاد للقيام بفريضة الجهاد ضد الحوثيين الشيعة الروافض، هذا في الوقت الذي تقوم لجنة رئاسية بفض النزاع المسلح بين الطرفين المتقاتلين (السلفيين والحوثيين).. وقد لبى دعوة الشيخ الحجوري خلال الأيام الأولى من هذا الاسبوع 800 سلفي من تعز وإب والحديدة وصنعاء وابين وشبوة ولحج، بعضهم وصل إلى كتاف بمحافظة صعدة، والآخرون إلى جبهة حاشد في محافظة عمران.
وبعيدا عن حرب دماج بين السلفيين والحوثيين، نفذ سلفيون يوم أمس الأربعاء هجمات بمختلف الأسلحة على المواطنين الذين احتفلوا بعيد الغدير خارج محافظة صعدة، وتأكد مقتل ثلاثة في إب وحدها، وهذه كلها دلائل تشير إلى أن الفتنة في سبيلها إلى حرب دينية أو مذهبية واسعة وطاحنة.
قبل يومين أكد شيخ سلفي أنهم أقاموا نقاطا عسكرية في مناطق محددة بمحافظتي حجة وعمران لأسر الحوثيين، وأنهم تمكنوا من أسر 26 حوثيا في منطقة حاشد بعمران، وأنهم نصبوا نقاطا عسكرية في حجة لقطع الامداد التمويني عن مناطق الحوثيين في صعدة.. وهذا يتم في ظل وجود لجنة رئاسية في صعدة تبذل جهودا لفك الاشتباك في دماج.
نستطيع القول ونحن مطمئنون إن البؤرة التي تضخ منها هذه الحرب المذهبية تكمن في دماج، وتحديدا مركز دار الحديث أقدم وأكبر مراكز التعليم الديني السلفي المنفلت من كل قوانين الدولة.. يتجمع في هذا المركز طلاب ومدرسون من أكثر من 80 دولة عربية وأجنبية، وصار هؤلاء الأجانب مشكلة حتى بالنسبة لإدارة المركز، فهم الأكثر حماسا لمقاتلة الحوثيين - الشيعة، وقد قتل كثير منهم أثناء المواجهات على أيدي الحوثيين، والقتل عادة يقود إلى مزيد من القتل.. وفي الوقت الذي لا تستطيع إدارة المركز منعهم من شن هجمات عسكرية على الحوثيين في دماج، وأحيانا على رجال الأمن الذين يكلفون بفك الاشتباكات، فإن إدارة المركز لم تقبل مقترحات لجان الوساطة الحكومية بتصحيح أوضاع هؤلاء الأجانب.
إن مشكلة دماج، والصراع المذهبي في صعدة، وتداعياته في المحافظات الأخرى، لا يمكن حلها دون تصحيح وضع مركز دار الحديث، وعملية التصحيح هذه لا يمكن أيضا القيام بها دون تدخل قوي من الحكومة.. السلفيون لا يثقون بأحد، ويدعون أنهم مستهدفون على الدوام، بينما المشكلة تنمو وتتغذى على تشددهم.. يزعم السلفيون أن اللجنة التي شكلها رئيس الجمهورية لحل النزاع بين السلفيين والحوثيين في صعدة تتحيز للحوثيين لمجرد أنها ترى أن وضع الأجانب في دماج غير صحيح من كافة النواحي، ويزعم السلفيون أيضا أن وزارة الدفاع لم تفصل بين طرفي الحرب في دماج بل تزيد الأمور تعقيدا، ذلك أن السلفيين يرفضون إحلال قوات عسكرية في دماج ما لم تكن موالية لهم.. أو محل ثقتهم كما يقولون.. هي مشكلة معقدة إذا، وتحتاج إلى حل حاسم دائم من قبل الحكومة.
إنها حرب دينية
أخبار متعلقة