يوم أمس الأول الثلاثاء دعت جماعة الإخوان الشعب المصري للنزول للشوارع في مسيرات أطلقت عليها “ مليونيات شهداء الانقلاب”.. ويبدو أن الجماعة أرادت محاكاة قائد الجيش الذي طلب من الشعب تفويضا لمواجهة العنف والإرهاب، فخرج يوم 26 يوليو نحو 30 مليون مصري حسب أقل التقديرات، ولم تفلح الجماعة في هذه المحاكاة، إذ لم يستجيب الشعب لدعوتها، وكان البديل أن أخرجت الجماعة قطعانا من رابعة العدوية والنهضة تسير بغير رشد، ثم انتهى كل شيء.. لقد شهد يوم الثلاثاء الماضي اختبارا قاسيا للجماعة، وكان كافيا لإظهار عزلتها، وكراهية الشعب لها.
والعجيب أن الجماعة وجهت تلك الدعوة للشعب من ميدان رابعة العدوية، الذي تحول إلى سلخانة بشرية وأكبر مركز للتعذيب، وأكبر تجمع للمطلوبين للعدالة على ذمة جرائم قتل وتعذيب وتحريض على الإرهاب والعنف، واختطاف رجال جيش وشرطة، فضلا عن أن الجماعة التي تحولت إلى قطاع طرق بعلم الشعب، وجهت الدعوة له من المكان الذي تمارس فيه أقسى العقوبات بحق سكان الأحياء المجاورة.
والخلاصة أن جماعة الإخوان - بفشلها الصارخ في الحكم، وبإرهابها وعنفها- تكاد تقضي على نفسها بنفسها، ولعل فشلها في الحصول على أي تأييد شعبي، كان سببا إضافيا في تشجيع الحكومة على اتخاذ قرار بالتدخل القانوني لإزالة مسلخة رابعة العدوية والقبض على المطلوبين للعدالة، ونعتقد أن استخدام الجماعة للأسلحة التي راكمتها في رابعة لمقاومة منفذي القانون سوف يقودها إلى نكبة كبيرة.
إن رجال الدين وممثلي أحزاب الإخوان في التنظيم الدولي للإخوان، تعصبوا للجماعة الأم إلى حد التصلب، وكانت حماقاتهم عونا عليها، فبدلا من ترشيدها يغذونها بمزيد من سموم التعصب والتصلب، وهي سموم قاتلة.
لقد أفتى يوسف القرضاوي بوجوب توجه كل المسلمين في العالم قاطبة إلى مصر طلبا للشهادة في سبيل جماعة الإخوان، وهذه الفتوى شحنت الجماعة الأم بغرور كاذب، وما عدا ذلك لقيت فتوى مفتي القتل والإرهاب سخرية، ولم يلتفت لها مسلم، باستثناء الإرهابيين الذين لن يتمكنوا من دخول مصر بسهولة خاصة بعد أن شددت السلطات المصرية إجراءاتها مع القادمين من غزة وسوريا واليمن وأفغانستان وباكستان وتركيا.. وطالب القرضاوي الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة العالم الإسلامي والأمم المتحدة للتدخل من أجل عودة جماعة مرسي للحكم، فلم ينصت له أحد، ولم يطالب هذه المرة بتدخل أمريكي وأوربي، لأنه يعرف أن أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، تتدخل وتمارس ضغوطا على المصريين لصالح الجماعة، ومع ذلك لا يبدو أن المصريين سيخضعون للضغوط الخارجية، فقد خرجت السيدة آشتون من القاهرة غاضبة بعد أن سمعت ما لا تحب، وهذا ما سيسمعه الألمان والأمريكان الذين يتقاطرون هذه الأيام إلى القاهرة للشفاعة للجماعة.
مستحقو الشفقة والسخرية، أكثر من استحقاق القرضاوي لهما، هم الإخوان في اليمن، والأخوانيون السعوديون والخليجيون أمثال السعودي سلمان العودة نائب القرضاوي، والكويتي طارق السويدان الذين يتداعون لتكوين جبهة عريضة لدعم جماعة الإخوان، ذلك أن أثقال هؤلاء خفيفة للغاية في ميزان الشعب المصري.. فعندما يتعلق الأمر بقرار الشعب المصري عليهم أن ييأسوا!
خلاص.. التحقوا باليائسين
أخبار متعلقة