إن أهم ما لفت انتباهي في كلمة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية - التي ألقاها يوم الأحد 26 أغسطس 2012م في الاجتماع الاستثنائي لحكومة الوفاق الوطني لمناقشة أداء الحكومة خلال الفترة الماضية وطبيعة المهام الماثلة في المرحلة الثانية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة - هو أنها صريحة وواضحة تدل على شفافية ومصداقية بل وعفوية وكأنها خارجة من القلب إلى القلب دون (تزويق) أو تنميق أو فذلكه في العبارات أو تقعر في الكلمات، مما يدل على أن الرجل مصمم على إكمال المهمة الصعبة التي تحملها حتى آخر المشوار وهذا هو العمل الوطني المخلص الذي سيسجل له ناصع البياض في تاريخه النضالي.
لقد قطع الشك باليقين في كلمته تلك حو ما يثار من إشاعات إعلامية مغرضة وتكهنات تقال هنا وهناك هدفها البلبلة وعرقلة وتثبيط جهود الرئاسة والحكومة الانتقالية التوافقية. وقد دلت كلمة الأخ الرئيس على إيمانه العميق وثقته وقوة حزمه عندما قال: إن من يحلم بعودة عجلة التغيير إلى الوراء إنما هو واهم ولا يعي حقائق التاريخ فالتغيير في اليمن عميق وفقاً للتسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014 - 2051.
ومما يدل على صراحة الأخ الرئيس وأنه جاد في مضيه إلى الأمام قوله: إن من يريد أن يعرقل المبادرة الخليجية عليه أن يكف عن هذا وعلى كل الأطراف السياسية أن تعي أنه لا رجعة عن المضي بعزم أكبر نحو ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على أرض الواقع وأن عجلة التغيير ستدور إلى الأمام نحو المستقبل المنشود ولن تعود إلى الوراء.
ومما هو جدير بالذكر هنا نفي الأخ الرئيس أي تعديل حكومي أو أي تمديد لفترة الرئاسة من سنتين إلى أربع وأن تلك الإشاعات ما هي إلا استنتاجات مغلوطة.
وبدا واضحاً ومحدداً عندما قال: إن القرارات المتخذة تتم وفقاً لما تحدده بنود المبادرة الخليجية ولم تتخذ تلك القرارات نتيجة إيحاءات أو تأثيرات أياً كان شكلها ومصدرها حتى لا يظن البعض بأنها قرارات مزاجية أو نزوات شخصية انفرادية. ومما يدعو للتفاؤل قوله: إننا قد تجاوزنا الوضع المعقد والصعب للأزمة التي مرت بها البلاد واجتزنا المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية بنجاح باهر.
وقد أشار في كلمته الصريحة تلك إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة وكيف أن ملايين الشعب قد خرجوا فيها من أجل حل الأزمة والأمل بالغد المأمول وأن هذا الشعب قد اختار طريق السلام والوئام والسير نحو الانتخابات والابتعاد عن الحرب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر، وتطرق في كلمته إلى فتح مكتبين في صنعاء: مكتب للأمم المتحدة ومكتب لمجلس التعاون الخليجي بهدف مراقبة سير أداء التسوية حتى الوصول إلى 21 فبراير 2014م.
ونبه الأخ الرئيس إلى أن أسلوب الحوار الوطني سيكون جديداً ويتضمن ملفات وقضايا عالقة من أجل الوصول إلى أسلوب ومنظومة الحكم الجديد الذي سيقوم على أسس الحكم الرشيد حيث لا تكون هناك فئة أو جماعة مظلومة أو ظالمة ولا مكان للإجحاف في حق أحد لأن ذلك سيرسم معالم طريق اليمن الجديد .. وتناول في كلمته جوانب كثيرة منذ قيام ثورة سبتمبر وأكتوبر والصراعات والحروب المتتالية في الجنوب والشمال وعلى مستوى الشطر الواحد أو كل شطر بما فيه وقال: نريد أن نقول صراحة كفى، الحرب الباردة انتهت، ويكفي صراعات .. وحمل الحكومة المسؤولية أمام الشعب والمجتمع والمحيط الإقليمي والدولي وقال: إنها حكومة وفاق وطني ولديها الصلاحية كاملة للعمل كفريق واحد من أجل الوطن والأرض والإنسان.
لقد كانت كلمة الأخ الرئيس واضحة وصريحة وشفافة وحازمة ومحددة وأن الرجل واثق مما يقول وماضٍ في تحقيق هدفه المرسوم والمحدد فما على كل الأطراف إلا فهم الرسالة واقتناص الفرصة التاريخية السانحة وأن تعي هذه الأطراف المرحلة وأن تفقه الواقع وأن تمشي مع القافلة في سفينة واحدة لا أن تقف في وجه التيار فيجرفها فتذهب ريحها معه دون أن تحقق ما كانت تصبو إليه أو تسجل موقفاً وطنياً يحسب لها وتتذكره الأجيال عبر الزمن.
كلمة الرئيس واضحة وصريحة
أخبار متعلقة