في الأيام القليلة الماضية، وأثناء جلوسي في أحد المقايل المهمة ( في نظري ) كون الذين يرتادونه من مختلف الأطياف اليمنية السياسية كان بقربي واحد من شبابنا الثائر بسلمية على مجمل الأوضاع المقلوبة في بلادنا ولا أخفيكم سراً أنني أعجبت بأسلوب طرحة الهادئ والواعي والمقنع، نعم إنه في النصف الثاني من العشرينات من عمره المديد بإذن الله تعالى، وطالب في جامعة صنعاء، وليس ملتزماً تنظيمياً لأي حزب أو تنظيم سياسي - قال أنه خرج إلى الشارع مبكراً بقناعة تامة لأنه أحس بوجع الحال والمحال، ولم يستطع أن يتعايش مع ذلك كثيراً!، فأستعرض بعض التفاصيل المؤلمة التي عايش بعضها والبعض الآخر منها سمع عنها وشاهدها، واعترف له أن معظمها مؤكد أنها صحيحة ولكن!..، ولكنه أصر على عدم إعطائي فرصة للمداخلة معه بحجة أنه مكبوت مقهور مظلوم ! وعلى الحضور - جميعاً - الاستماع له لعل وعسى أن نقدر حالته ونفهم رسالته ولا نظل سلبيين حتى لا نعيق !! - كما قال - تحركهم السلمي في ثورتهم البيضاء من اجل تحقيق التغيير السلمي العادل الحقيقي والهادف ونسف منظومة العمل المختلة قانوناً وإدارياً ووقف السطحية في التعامل والتباطؤ في المعالجة واستخدام المعايير المتلونة عند القبول والتقييم وتوقيع العقوبات!، وكذا إيقاف نزيف إهدار المال العام!! واستمرار الفهم الخاطئ والتعبئة الخاطئة! وعدم المحاسبة الإدارية والقانونية السريعة والشفافة لكل الذين ثبتت أو ستثبت إدانتهم بخرق الدستور وتجاوز القوانين النافذة وممارسة العنف والفساد والإرهاب وصنع المشكلات والاختلالات الأمنية والاقتصادية والسياسية و.... إلخ !!.
فما كان مني إلا أن أقول له بلغة المشفق عليه حقاً يا أخي كفاية وارحم نفسك اهدأ قليلاً واشرب قليلاً من الماء وأرتح وأرجوك لاتنفعل لأني أخاف الله ولا أريد أن يكون مجيئي ووجودي وحديثي معك سبباً في إصابتك بأي نوع من أنواع الأمراض العصرية ( ضغط، سكر، شلل، ذبحة صدرية !!) حماك الله منها وأعطاك الصحة وحفظك لأهلك ووطنك، فقد غلبتني اليوم !، ولكن لنا لقاء قادم إن شاء الله شريطة أن يكون الحديث لي ومعك، وثق أني سأنشر ما دار بأسلوبي البسيط والمتواضع صحفياً.
حاورت شاباً من الثوار السلميين .. فغلبني !
أخبار متعلقة