بهدف تحقيق الشمول الاجتماعي للأطفال وبالشراكة مع بنك الأمل وصندوق الرعاية الاجتماعية
تعز / بشير الحزمي:مجتمعات المهمشين في محافظة تعز هي الأكبر على مستوى الجمهورية ، وتمثل بحسب تقديرات سكانية نحو 10 % من اجمالي عدد سكان المحافظة البالغ عددهم 2839206 نسمة، وتتوزع في 3 مناطق حضرية و 20 منطقة ريفية .. وتعاني تعز من عدم وجود خدمات اجتماعية كافية وخاصة في المجتمعات الفقيرة التى يتواجد فيها المهمشون . وخلال نزول ميداني قمنا به الى مجتمعات المهمشين بمدينة تعز للوقوف على مشروع آليات الحماية الاجتماعية المراعية للطفل بنموذجه المبتكر والممول من منظمة اليونيسيف وجدنا أسراً من أطفال ونساء ينظرون بتفاؤل كبير صوب المستقبل .. فلم تعد تلك الفئة المهمشة كما كانت في الماضي بل باتت تهتم بالتعليم والنظافة وتتطلع الى حياة كريمة بالرغم من بساطة عيشها . فقد شاهدنا الابتسامة والفرح والسرور في وجوه الاطفال والأمهات الذين التقينا بهم ليس لأنهم امتلكوا فللاً فارهة أو عمارات شامخة او سيارات حديثة او لأنهم حصلوا على كنز ثمين لا يمكن إحصاؤه، بل لأنهم تمكنوا من فتح حسابات ادخار بمئات الريالات في بنك الامل بدعم من منظمة اليونيسيف استعادوا من خلالها الثقة بالنفس وشعروا بأن لهم قيمة في المجتمع . وقد مثل لهم هذا العمل انجازاً كبيراً، واعتبروه الباب الذي سيفتح لهم الطريق نحو المستقبل المشرق ، فرسموا من خلاله آمال وطموحات هي بالرغم بساطتها إلا انها ذات دلالة عميقة .توفير وادخارفمن بين الاطفال الذين التقينا بهم في منطقة البعرارة بتعز الطفلة خزامة بشير دبوان البالغة من العمر عشر سنوات والتى تدرس في الصف الثالث من مرحلة التعليم الاساسي حيث قالت لقد فتحت حساب ادخار في بنك الأمل بعد قيام فريق من البنك بزيارة الى مدرستنا وأعطوني حصالة للتوفير وشجعوني على الادخار وفتحوا لي ولبعض زملائي حساباً في بنك الأمل وأنا الآن أحرص كل يوم على ان أوفر جزءاً من مصروفي وفي بعض الاحيان أوفر المصروف بالكامل وأضعه في الحصالة وفي اخر الشهر تذهب به أمي الى البنك لتودعه في حسابي .وعبرت خزامة عن مشاعر الفرحة والسرور بهذا العمل فقالت : توفير مصروفي وإيداعه في حساب بنكي جعلني أشعر أنني أصبحت شخصاً مهماً وبدأت أنظر الى المستقبل بتفاؤل كبير وأني قادرة على تحقيق أحلامي .وأوضحت أن والديها يشجعانها وإخوتها على التوفير من اجل مستقبلهم ولكي يكون لديهم طموح وأحلام يستطيعون تحقيقها في المستقبل .من أجل المستقبلفيما تقول امها جميلة علي سالم انا ايضا فتحت حساب ادخار في بنك الامل بعد ان حضرت دورة تدريبية لبنك الامل عن الشمول المالي وشرحوا لنا أهمية الادخار والتوفير من اجل المستقبل وطبعا أنا في البيت لا اعمل وزوجي مريض والآن ابنى يشتغل ، فقد ترك المدرسة وهو في الصف الخامس بسبب مرض أبيه كي يشتغل بدلاً عنه، ونحن الآن نحرص على أن نضع في حسابنا أي مبلغ بشكل دائم ومستمر حتى ولو كان المبلغ بسيطاً لأنه ربما يأتي يوم من الايام ونحتاج لهذا المبلغ فنستطيع به ان نقضي حاجتنا . وأكدت أنها تشجع اطفالها دائما على توفير بعض من مصروفهم حتى يتعودوا على ذلك من اجل منفعتهم ومستقبلهم .طموحات بريئةأما الطفلة حماس عبده غالب والتى تبلغ من العمر 11 سنة وتدرس في الصف الثامن من التعليم الاساسي في نفس المدرسة التى تدرس فيها جارتها خزامة قد لا تختلف فرحتها بفتح حساب بنكي في بنك الأمل عن جارتها خزامة حيث قالت والابتسامة لا تفارق شفتيها وملامح السعادة واضحة عليها: انا وإخواني ندرس في مدرسة على بن ابي طالب في البعرارة وأبي وأمي يعملان مدرسين في نفس المدرسة ويعطونا مصروف يومي ويحثونا على ان نوفر منه من اجل مستقبلنا وقد اصبح لدينا حصالة نضع فيها كل يوم حوالي عشرة او عشرين او خمسين ريالاً وفي نهاية الشهر نذهب بها الى بنك الأمل لنودع ما فيها في الحساب الذي فتحناه . وببراءة الطفولة قالت حماس : ان شاء الله نجمع فلوساً كثيراً تنفعنا في المستقبل وإذا مرض احد منا نستطيع ان نعالجه . وأيضا سأشتري لي (كمبيوتر) .طموح للمستقبلوتقول جارتها الطفلة سهر قاسم غالب التي تدرس في الصف الرابع من التعليم الاساسي لقد فتحت حساب توفير في بنك الأمل والآن اجمع فيه مصروفي. وكل يوم اضع مصروفي في الحصالة في البيت وفي اخر الشهر اذهب بها الى البنك . والآن اختى ايضا فتحت حساب توفير وأبي وأمي يشجعوننا على ان نوفر مصروفنا وندخره في البنك لينفعنا في المستقبل. وسهر كما هو وأضح من حديثها لديها طموح أن تجمع مبلغاً كبيراً ينفها وأسرتها في المستقبل وإذا مرض احد افراد اسرتها تستطيع من خلاله أن تعالجه كما قالت . سلوك يتغيروقد لا تختلف سعادة الأمهات اللاتى فتحن حسابات ادخار في بنك الأمل بتعز عن سعادة أطفالهن وهو ما لمسناه من خلال حديثهن معنا حيث تقول نجاة حامد على من منطقة الجملة بتعز كنا في السابق نعمل هكبات في المنازل لكنها تكون في متناول ايدينا ونقوم بصرفها ، لكن الادخار في البنك بفتح حساب فكرة أفضل وقد شجع الكثير من النساء والأطفال أيضا على الادخار والتوفير . فقد كنا في السابق نقول «يومنا عيدنا « لكننا الآن بدأنا نغير هذا السلوك وأيضا نحرص على أن نعلم أطفالنا ونشجعهم على الادخار . وطبعا نحن لدينا طموح ونحب أن نرى أطفالنا متعلمين ونظيفين وأصحاء وأن يكون لهم مستقبل أفضل وهذا ما نعمل ونحرص عليه. لمستقبل أطفالناوتقول وفاء أمين عبدالله: لقد فتحت حساب ادخار في بنك الآمل قبل اسبوعين وقد وضعت فيه حتى الآن سبعة آلاف ريال، وهذا الشيء هو لصالحنا ولمستقبل أولادنا، وإن شاء الله سنوفر ما نقدر عليه من اجل مستقبلنا ومستقبل اطفالنا .وأوضحت أنها لا تعمل حاليا ولكنها في بعض الأحيان تمارس نشاط مدر للدخل وهو بيع الآيسكريم ولو حصلت على فرصة عمل دائمة ستكون قادرة على ان تدخر من راتبها مبلغاً شهرياً ثابتاً لتبني من خلاله مستقبلها وينفعها في وقت الحاجة . وأكدت حرصها على تعليم اطفالها حتى لا يكونوا مثلها كونها لم تتعلم وقد خسرت نتيجة جهلها الكثير . وقالت : سأعمل على ان افتح حسابات توفير في بنك الأمل لجميع أبنائي من اجل مستقبلهم . توفير المال مهموتقول اشراق احمد عبدالله التى تسكن في منطقة الجملة بتعز : بعد ان شاركت في دورة تدريبية في بنك الأمل قررت ان أفتح حساب ادخار في البنك لان توفير المال شيء مهم من اجل المستقبل . وقد فتحت الحساب قبل أسبوعين وسأعمل على أن يكون لأطفالي ايضا حسابات توفير . والآن انتظر أي مبلغ استطيع ان اوفره كي اودعه في حسابي كونى اعمل في بيع البطاط والأيسكريم وزوجي موظف وإن شاء الله نستمر في توفير بعض المال من اجل مستقبلنا وقد بدأت وزوجي وأطفالي نحرص على أن نوفر كل يوم مبلغاً من اجل ان نودعه في البنك حتى ولو كان مبلغاً بسيطاً وأنا على يقين بأنه سيأتي يوم ونكون قد جمعنا فيه مبلغاً كبيراً.. مؤكدة حرصها على تعليم أطفالها وأن لا يُحرموا منه من اجل مستقبلهم، كونها مؤمنة بأن التعليم مهم في حياتنا ، وستعمل على ان يكونوا جزءاً فاعلاً في المجتمع، وان يظهروا بمظهر حسن ويحافظوا على نظافتهم وتعليمهم كي يتقبلهم المجتمع ويصبحوا جزء منه .جوائز تشجيعيةوبعد أن استمعنا الى آراء وانطباعات الاطفال والأمهات في مجتمعات الهمشين بتعز انتقلنا الى فرع بنك الامل في منطقة وادي القاضي بتعز الذي يقع على مقربة من هذه المجتمعات والتقينا بمديرة الفرع نجلاء كامل حيث قالت: رصدنا جوائز تشجيعية للفئات المهمشة الذين يفتحون حسابات ادخار ويوفروا فيها مبالغ . فالمهمشين فئة تحتاج الى تشجيع وتوعية . وحتى الآن لدينا 2700 عميل في الفرع منهم 800 من المهمشين . وفي اطار المشروع المنفذ مع اليونيسيف فتحنا حتى الآن وخلال اسبوعين من بدء تنفيذ المشروع حسابات ادخار لنحو 38 امرأة و 29 طفلاً وقد لمسنا من خلال نزولنا الميداني الى مجتمعات المهمشين أن هناك حرصاً لديهم على التعليم والنظافة والعيش الكريم وعلى الادخار ولديهم طموحات مستقبلية. الشمول المالي للأطفالبعد ذلك انتقلنا الى ادارة المنطقة الثانية لبنك الأمل في منطقة الحوبان كجهة إشرافية على انشطة بنك الامل في محافظات (تعز ، إب ، عدن) لمعرفة دور البنك في تنفيذ المشروع وقد التقينا بمدير المنطقة بلال عبدالله غليس حيث قال: الجميع يعرف أن بنك الامل هو مؤسسة مالية غير ربحية وذا بعد اجتماعي يسعى الى تقديم خدمات مالية . وطبعا مشروع الشمول المالي للمهمشين اتى متناسقاً ومستجيباً مع مبادئ الحركة المالية للأطفال والشباب وهي حركة مالية عالمية تهدف للحماية المالية والتمكين للأطفال والشباب وشراكتنا في تنفيذ المشروع هي مع اليونيسيف وصندوق الرعاية الاجتماعية حيث نستهدف قرابة 9200 أم و10200 طفل بإجمالي 19400 شخص في اطار 9200 أسرة في تسع مديريات بمحافظة تعز وتبلغ كلفة المشروع قرابة 645 مليون ريال . وبنك الامل لديه تجربة في العمل مع فئة المهمشين حيث استهدف ومنذ 2009 وحتى الآن قرابة 8500 اسرة مهمشة في اليمن وبالتالي هو صاحب خبرة في التعامل مع هذه الفئة وقد تعامل لسنوات معهم . وأوضح أن مشروع التشميل المالي يتكون من جزءين (محو الأمية المالية، ثم يأتي بعد ذلك التشميل)، ويحتوى الجزء الاول على التدريب والتوعية ومن ضمنها الدخول بشراكة مع التربية من خلال المدارس لجعلها مكاناً للترويج والتجمع مع الفئات المستهدفة في الريف . وأيضا مع الصحة في توفير العناية الصحية ومع المرشدين الصحيين للتوعية بأهمية النظافة . وكذا مع الاحوال المدنية لتسجيل المواليد وقطع البطائق الشخصية لمن لا يحملونها من الفئات المهمشة .وقال: لقد عملنا بالتعاون مع اليونيسيف ومع صندوق الرعاية الاجتماعية على اقامة دورة تدريبية للمهمشين شارك فيها 37 امرأة و قرابة 32 طفلاً وقد كان برنامجاً رائعاً وروعته كان في الاستجابة وان الاطفال والأمهات انسجموا مع الفكرة وبدأوا يطبقون وفتحوا حسابات في بنك الامل والمفاجأة الأكبر أن هناك أطفالاً وأمهات اتوا تباعا الى الفروع ليفتحوا حسابات للإدخار.وأشار الى أن البنك ومن خلال المشروع يسعى الى خلق ثقافة مالية بأهمية التوفير والادخار وقد تم تخصيص نحو 64 الف جائزة فورية مقدمة من اليونيسيف وبنك الامل لكل طفل او امرأة من الأسر المهمشة يفتحوا حساب ادخار ويوفروا مبالغ فيه . ويتم منح كل طفل يفتح حساب حصالة خاصة بالأطفال للتوفير وجوائز اخرى . وقال : نقوم بفتح حساب مجانا بمبلغ 200 ريال للأطفال و 450 ريالاً للأمهات دون ان يتحمل العميل دفع هذا المبلغ وفي اول ادخار نشجعهم بقرابة 750 ريالاً والهدف هو استمرارية الخدمة ولذلك كان اول شيء قمنا به في التشميل هو التوعية والتدريب، وفتح حساب الادخار للأطفال يتم من خلال ولي أمره وغالبا ما تكون الأم .فجوة كبيرةولمعرفة تفاصيل عن المشروع الذي مكن الاطفال والنساء المهمشين من فتح حسابات ادخار والحصول على خدمات شمول مالية وخدمات تعليمية وصحية تستند الى معلومات دقيقة التقينا بمدير برنامج السياسات الاجتماعية بمنظمة اليونيسيف الدكتورة بثينة الارياني والتى تحدثت عن فكرة المشروع وسبب اختيار تعز لتنفيذه فقالت : لقد تولدت فكرة المشروع بعد أن قمنا بعمل تحليل لوضع المهمشين في اليمن والذي أظهر وجود فجوة كبيرة بين مجتمعات المهمشين وفئات المجتمع في الوصول الى الخدمات الاساسية وهذا يؤثر على وصول الاطفال للخدمات الاساسية . وطبعا هناك دراسات اثبتت أن تعز هي أكبر تركز لمجتمعات المهمشين الريفية إضافة الى تركزهم في المناطق الحضرية ، ونتيجة لذلك ولوجود عدة عوامل و مقومات في تعز ستساعد على انجاح المشروع ، بدأنا بتنفيذه المشروع في تعز في المديريات الست التى تعمل فيها منظمة اليونيسيف وهي مقبنة وموزع والوازعية والمخاء وماوية وسامع بالإضافة الى الثلاث المديريات الحضرية . وقد فكرنا بأنه وقبل أن نبدأ بأي تدخل من الضروري عمل مسح للمهمشين في التسع المديريات لمعرفة عددهم ومواقعهم وخصائصهم وخصائص أطفالهم ومدى التحاقهم بالتعليم لذلك نفذنا المسح وقد قام بتنفيذه صندوق الرعاية الاجتماعية بتعز بالتعاون مع مؤسسة بحثية متخصصة . الشمول الاجتماعي وأوضحت الارياني بأن الهدف من المشروع هو تحقيق (الشمول الاجتماعي) لمجتمعات المهمشين في تعز وبالذات الاطفال كون استهدافنا للأسر هو من أجل الأطفال لأننا منظمة تعنى بالطفولة . وتحقيق الشمول الاجتماعي يتم عن طريق اهداف فرعية وهي شمول مالي ، تدريب على المهارات الحياتية ، تسهيل الوصول الى الخدمات الاساسية وبالذات التعليم ، الوصول الى مجتمعات المهمشين بالرسائل التوعوية والصحية والاجتماعية .(20) ألف حساب بنكيوفيما يتعلق بالشمول المالي سنعمل على فتح نحو 20 ألف حساب بنكي في بنك الامل للأطفال المهمشين وأمهاتهم وسيقوم بنك الأمل بتدريبهم على آلية الادخار. لأنه معروف عن هذه الفئة أنهم يعيشون (يومهم عيدهم).(25) ألف حقيبة مدرسية وستعمل اليونيسيف على توزيع 25 ألف حقيبة مدرسية مع مستلزماتها الكاملة من دفاتر وأقلام والى آخره للأطفال المهمشين في المديريات المستهدفة ، بالإضافة الى عقد حلقات كسب مناصرة وتأييد في جميع المدارس في التسع المديريات للتحفيز على دخول الاطفال الى المدارس .حملة لتسجيل المواليدوقالت ستبدأ حملة مطلع هذا الاسبوع لتسجيل جميع المواليد والأطفال الى سن سبعة عشرة في جميع المجتمعات المهمشة في التسع المديريات بحيث ان كل طفل سيكون له هوية وأيضا السجل المدني سيصدر البطائق الشخصية الجديدة للآباء لأنه من الصعب أن نعمل على تسجيل المواليد دون ان يكون للأب هوية .تقييم الأثرولفتت الى أن اليونيسيف وبعد سنتين ستقوم بعمل تقييم للأثر .. هل فعلا ازداد معدل الالتحاق في المدارس ، وهل فعالا الاطفال الذين تم تسجيلهم ارتفع ، وهل فعلا الشمول المالي ودمجهم في المؤسسات المالية ساعد على رفع حياتهم المعيشية.تلبية الاحتياجاتوقالت أن اي نتائج سيظهرها المسح الذي نفذ في مجتمعات المهمشين ستعمل المنظمة على تلبية احتياجاتها . فمثلا أظهرت النتائج أن الشباب المهمشين في ريف تعز عاطلون عن العمل بشكل كبير ونسبة البطالة أكبر من المجتمعات العادية والآن هناك تنسيق مع مكتب الامم المتحدة الإنمائي لدمج هذه الفئة في المشروع المتعلق بمكافحة البطالة لدى الشباب في الريف باعتبارهم مواطنين يمنيين ومن حقهم ان يستهدفوا فيه ، وأيضا هناك نقاش مع وزارة الشئون الاجتماعية ومع صندوق الرعاية الاجتماعية لإدماج الاسر المهمشة في حالات الاستفادة من خدمات الرعاية الاجتماعية المقررة ب500 الف حالة جديدة وان يؤخذوا بعين الاعتبار .وختمت الارياني حديثها بالقول: عملنا هذا هو كبداية وبعدها سنعمل مسحاً لمجتمعات أخرى وسنعمل على استكمال بقية المديريات في محافظة تعز وسنتعرف على نتائج البرنامج وإذا اتضح ان البرنامج ناجح سنعيد التجربة في المجتمعات المهمشة في تعز والمحافظات الأخرى.ثلاث مراحل رئيسيةأما مدير مكتب منظمة اليونيسيف بتعز الدكتور خالد محمد الشيباني فقد تحدث من جانبه وقال: التدخلات في تعز تتم على ثلاث مراحل رئيسية: المرحلة الأولى ( مسح مجتمعات المهمشين)، المرحلة الثانية (تنفيذ برامج للحماية الاجتماعية مراعية للطفل للأسر المهمشة التي لديها أطفال)، المرحلة الثالثة (المساءلة / آليات التظلم / إضافة الحالات المؤهلة التي هي في قائمة الانتظار او غير المستفيدة في صندوق الرعاية الاجتماعية) . وبينما تكون المرحلة الأولى شرطاً مسبقاً للبدء في المراحل التالية : يتم تنفيذ المرحلة الثانية والثالثة بصورة متوازية . مسح لمجتمعات المهمشينوأوضح الشيباني أن الهدف من مسح مجتمعات المهمشين في تعز والذي تم تنفيذه من قبل صندوق الرعاية الاجتماعية بتعز هو معرفة المناطق الجغرافية وكذا الخصائص الرئيسية المميزة للأسر في هذه المجتمعات. وكانت أداة المسح الرئيسية هي الاستبيان القياسي لصندوق الرعاية الاجتماعية الذي تم استخدامه للمسح الوطني والذي أجراه الصندوق عام 2008 لتحديث قائمة المستفيدين لديه وكذا لتسجيل متقدمين جدد ، بناء على الاستهداف عبر الوسائل البديلة. وقد تم جمع البيانات من قبل فريق الصندوق الذي تم تدريبه بواسطة مؤسسة تدريبية . وقد تم تحميل الاستبيان في جداول بيانات رقمية وكذا في نظام خرائط تحديد الموقع الجغرافي (GPRS)، وشملت الدفعة الأولى من المديريات ثلاث مديريات حضرية في مدينة تعز والمديريات الست المستهدفة من اليونيسف. أما المديريات المتبقية من الـ23 فسيتم مسحها في مرحلة لاحقة. وأشار الى أن الأنشطة الرئيسية لعملية المسح شملت تحديث الاستبيان المستخدم من قبل صندوق الرعاية الاجتماعية ليتلاءم مع طبيعة المسح، تدريب موظفي صندوق الرعاية الاجتماعية على مستوى المديرية في تعز، وقد كان هناك فريق مكون من أربعة أشخاص في كل مديرية ثلاثة منهم لجمع البيانات ومشرف واحد هو مدير مكتب صندوق الرعاية الاجتماعية في المديرية. وقد تم تدريب كادر إضافي لصندوق الرعاية الاجتماعية من كل مديرية كفريق احتياطي، تم جمع البيانات من 9 مديريات مستهدفة في المرحلة الأولى وكتابة التقارير والتحليل للنتائج ، حيث زار كل جامع بيانات 12 - 15 أسرة في اليوم. ويتوقع ان تعلن النتائج النهائية للمسح خلال شهر سبتمبر الجاري .التدخلات البرامجيةوقال أن نتائج عملية المسح ستقدم قاعدة بيانات حول المؤشرات الرئيسية المتعلقة بالأسر المهمشة وأطفالها. وستمثل هذه منطلقاً لتدخلات الحماية الاجتماعية، لا سيما الشمول المالي المراعي للطفل.وذكر الشيباني بأن من الانشطة الرئيسية أيضا الإحالة للخدمات الاجتماعية الأساسية (بالتنسيق مع اقسام التعليم، نماء وبقاء الأطفال الصغار، حماية الطفل، التواصل من أجل التنمية) وتتضمن إحالة الأسر إلى خدمات التغذية والتحصين وصحة الأم، إحالة الأسر إلى خدمات تسجيل المواليد (وغيرها من خدمات حماية الطفل إن وجدت)، أنشطة الالتحاق بالمدرسة: توزيع الحقائب المدرسية لكافة الأطفال في عمر المدرسة والمناصرة مع المدارس على مستوى المديرية من أجل تيسير وصول الأطفال المهمشين للمدارس. وتشمل الانشطة الرئيسية أيضا التدريب على المهارات الحياتية لنتائج رئيسية للطفل وتشمل التدريب على المهارات الحياتية للآباء والأمهات، التدريب على المهارات الحياتية لليافعين والشباب، التوعية حول صحة وتغذية الطفل والمياه والصرف الصحي والنظافة والتعليم وحماية الطفل. آلية مساءلة مجتمعيةوقال أن البرامج ستشمل جميع فئات المهمشين المستهدفة من صندوق الرعاية الاجتماعية وغير المستهدفة. ففيما يتعلق بالفئات المستهدفة سيتم تطبيق آلية للتظلم من أجل مراقبة شكاوى من يتسلمون التحويلات النقدية من صندوق الرعاية الاجتماعية ولضمان سماع أصوات المهمشين في برامج الدفع الخاصة بالصندوق، وعمليات التسجيل وغيرها. أما بالنسبة لغير المستهدفين من الصندوق ، ستعطى الأولوية للأسر التي تنطبق عليها معايير الاستهداف الخاصة بالصندوق ليتم إدخالهم في برنامج التحويلات النقدية. استهداف مُركزوعن الدور الذي يقوم به صندوق الرعاية الاجتماعية في تنفيذ المشروع قال مدير فرع الصندوق بتعز قاسم ناجي شحرة: في اطار القانون لا يوجد هناك تمييز لشرائح في المجتمع كمهمشين وغير مهمشين لكن الفئة التى أصطلح على تعريفها بالمهمشة هي تدخل ضمن الفقراء الذين نستهدفهم بشكل عام وكنا في سنوات ماضية عندما نستهدف حالات جديدة نخصص عدداً معيناً للمحاوي والأماكن التى تتجمع فيها الاسر المهمشة، وبطبيعة الحال هناك اسر في هذه التجمعات لا تنطبق عليه شروط الاستحقاق كالموظفين أو أي انسان لديه دخل محدود يستبعد في قانون الرعاية الاجتماعية . لكن نحن الآن بشراكة جديدة مع منظمة اليونيسيف قمنا باستهداف مُركز على هذه الفئات بشكل خاص من خلال النزول الميداني حيث اجرينا مسحاً ميدانياً شاملاً في إطار تسع مديريات واستهدفنا في المسح ثلاث مديريات في مدينة تعز وهي المظفر والقاهرة وصالة الى جانب الست المديريات المستهدفة في انشطة اليونيسيف نتيجة تواجد اعداد كبيرة من المهمشين فيها . وهذا المسح سيظهر لنا عدد المهمشين والخصائص الاجتماعية والديموغرافية وغيرها من البيانات التى ستمثل قاعدة مهمة للعمل واستهداف هذه الفئة مستقبلا . ونتوقع من خلال نتائج هذا المسح والبيانات التى سنحصل عليها ان تكون قد تبينت لنا الصورة بشكل اوضح واستطعنا ان نميز الخصائص التى تتميز بها هذه الشرائح وما هي اهم الصعوبات والمشاكل بمعنى تشخيص الواقع الذي تعيشه هذه الاسر . والآن أصبح من السهل استخلاص المعالجات والحلول في التدخلات التى يمكن ان تكون لها أولوية في احداث اثر لهذه الاسر . ونحن الآن بصدد العمل في هذا النهج .تفهم واعٍوأضاف بقوله: من ابرز الاشياء التى ظهرت في شراكتنا مع منظمة اليونيسيف ان هناك تفهماً واعياً بالتعامل مع هذه الشرائح وقد استفدنا كثير . فمثلا الى جانب مسألة تقديم الدعم النقدي استلهمنا شيء اسمه تنمية الوعى او الثقافة في المجتمع وهي قضية اساسية حيث لا يمكن تغيير أي سلوك ما لم يسبقه عملية وعي. ومن خلال هذا بدأت اليونيسيف بالتعاقد مع بنك الأمل لإجراء توعية شاملة لهذه الاسر فيما يسمى بالشمول المالي ولن تنحصر مسألة التوعية على مسألة الشمول المالى ولكن ستكون ضمن اطار توعية صحية وتوعية تعليمية وتوعية سلوكية بما فيها النظافة والتعامل مع الاطفال ومع البيئة وهذه الانشطة التوعوية عندما تربط برابط مادى او حافز عينى يكون لها اثر ايجابي .وأعرب عن تفاؤله بدعم اليونيسيف بالتركيز على هذه الشرائح كون مسألة دمج هذه الاسر في المجتمع اصبح ضرورة لا سيما وهم الآن قد وصلوا الى اعداد لا يستهان بها ، لأن التجاهل ستكون له نتائج وانعكاسات سلبية ، غير أن هذا الأمر يحتاج الى وقت .وأكد أن الدعم الذي يقدم لهذه الشريحة هو في اطار تصحيح مسار سلوك كي يشعر الفرد منهم بمسئولياته تجاه اسرته ، وبأهمية ادماج ابنائه بالعملية التعليمية وبأهمية النظافة والعملية الصحية .وأشار الى أن العمل مع اليونيسيف ما يزال في بداياته للعمل على التركيز على فئات المهمشين. ولذلك تم البدء بتنفيذ المسح من اجل جمع المعلومات لتكون منطلق للعمل في الفترة القادمة .وقال: نتائج المسح ستستفيد منها كل الجهات وأيضا الحكومة على مستوى رسم السياسات. خاصة وان البيانات فيه تكاد تكون دقيقة بنسبة 99 % . ولأول مرة نجزم بان لدينا مسحاً شاملاً بياناته دقيقة بعيداً عن أي تدخلات مجتمعية .