أحدهم طالب بمحاكمة والده قبل محاكمته
القاهرة/ السيد الجمل : لم يصدق رجال مباحث القاهرة أنفسهم وهم ينظرون إلى أفراد التشكيل العصابي الذي ارتكب عشرات الجرائم بمنطقة الساحل بشمال القاهرة حيث كانت أعمارهم صغيرة للغاية ولا تتناسب مع الجرائم التي ارتكبوها وكان من بينهم طفل صغير لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره.وأمام النيابة قال الطفل حسام رمضان عمره 12 سنة طالب بالصف السادس الابتدائي إنه يعيش وسط أسرته بمنطقة الساحل لديه ستة أشقاء هو أصغرهم ، لكن بدأت مأساتي عندما بدأت الأمراض تتملك والديّ وأصبحا عاجزين عن توفير نفقات أولادهما وقال حسام : كنت أكثر إحساسا بالمسؤولية من أشقائي، وكنت أتمنى أن أصبح مهندسا مثلما تمنى والداي والتحقت بالمدرسة وتفوقت حتى وصلت إلى الصف السادس الابتدائي ومعظم زملائي تنبأوا لي بمستقبل مشرق وكانوا يقولون بأنني ذكي ولدي القدرة على استيعاب المعلومة وإدراكها في وقت قصير إلا أنني كنت أشعر بأن القدر يخبئ لي شيئا آخر.ويكمل حسام اعترفاته: عندما تدهورت أحوال أسرتي ولم يجدوا مصدرا للرزق قررت أن أترك المدرسة وبدأت أعمل تباعا على سيارة ميكروباص لمساعدة أسرتي وكل مليم أتقاضاه أعطية لوالدي ومع مرور الأيام خلعت عباءة الطفولة، وأصبحت شخصاً آخر يبحث عن الأموال ومنذ ذلك اليوم انقلبت حياتي كنت أخرج صباح كل يوم للعمل ثم أعود في منتصف الليل وأعطي أسرتي حصيلة ما أجمعه، ثم بكى حسام أمام النيابة وقال كنت أريد أن أكمل تعليمي ولكن الظروف وقفت عائقاً وفي يوم ما كنت أجلس مع شقيقي حامد وبدأت أحكي له عن المعاناة التي أمر بها يوميًا وفجأة همس شقيقي حامد في أذني وأخبرني بأنه لديه فكرة ستجلعنا أثرياء في وقت قصير،وهنا انتفضت من مكاني وبدأت أنصت لشقيقي وطلبت منه أن يقص علي كافة التفاصيل.وقد تفاجأ به يطلب منه أن يشتركا في سرقة الناس بالإكراه ولم أقتنع بكلام شقيقي وأخبرته بخطورة الجريمة وبعد إلحاح منه وافقت وبدأنا نخطط لتنفيذ هذه الحيلة وبالفعل استعنا بشابين آخرين وكنا نخرج مساء كل يوم ونقف في منطقة نائية ثم نختار ضحيتنا بعناية فائقة ونخرج أسلحة بيضاء ونسرقه بالإكراه. وفي أحد الأيام شاهدنا شابا يسير بمفرده في أحد الشوارع النائية وعندما اقتربنا منه وسرقناه بالإكراه فوجئنا به يخبرهم بأنه ضابط إلا أننا اعتقدنا بأنها حيلة منه للإفلات من بين أيديهم.. وتمكنا من سرقة 1500 جنيه وهربنا وكانت هذه آخر جريمة لنا حيث سقطنا في قبضة الشرطة بعدها لكي ننال جزاء جرائمنا.وبدأت الواقعة عندما تبلغ لمأمور قسم شرطة الساحل، من ضابط شرطة على المعاش بأنه حال سيره بمطلع كوبري الساحل دائرة القسم استوقفه 4 أشخاص أدلى بأوصافهم التقريبية واستولوا منه على مبلغ 1500 جنيه تحت تهديد الأسلحة البيضاء وفروا هاربين. وتم تشكيل فريق لكشف غموض الواقعة وضبط مرتكبيها على الفور ليتم تمشيط المنطقة وتتبع خط سير هروب الجناة وتم تحديدهم وضبطهم وتبين أنهم كل من حامد رمضان 15 سنة عاطل، وبحوزته سلاح أبيض مطواة قرن غزال وشقيقه حسام 12 سنة ومحمد علي 17 سنة عاطل ومحمد سيد 17سنة وبمناقشتهم أمام مدير المباحث الجنائية اعترفوا بارتكاب الواقعة على النحو وأضافوا بإنفاقهم المبلغ على متطلباتهم الشخصية وبعرضهم على المجني عليه تعرف عليهم واتهمهم بالسرقة.وأمر رئيس نيابة الساحل بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق وأثناء نظر تجديد حبس المتهمين قال المتهم محمد سيد نعم لقد ارتكبنا عشرات حوادث السرقة ولكن أنا انضممت للعصابة ليس لأن والدي فقير مثل باقي أفراد العصابة ولكن كان والدي تاجرا ثريا ولكنه كان رجلا بخيلا جدا، وكان يرفض إعطائي أو إعطاء أشقائي أي نقود إلا نادرا لقد جعلنا نكرهه بشدة ومن هنا اضطررت الى مشاركة باقي أفراد العصابة في السرقة بالإكراه ثم طالب بمحاكمة والده لأنه مسؤول عن جرائمه.