تمهيدا لضرب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية
دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس الخميس الأمم المتحدة إلى تقديم دعم «استثنائي» للسلطات الليبية لمساعدتها على إعادة هيبة الدولة التي تتجه إلى الانزلاق إلى الفوضى يوماً بعد يوم.وحذر هولاند في خطاب خلال اجتماع سنوي للسفراء الفرنسيين يحدد فيه الخطوط العريضة لدبلوماسيته، قائلاً «هناك فوضى تامة» في ليبيا «وإذا لم نفعل شيئاً على الصعيد الدولي فإن الإرهاب سينتشر في المنطقة برمتها».وأضاف «الجماعات الجهادية استولت على مواقع مهمة وليس مواقع نفطية فحسب. هناك برلمانان وحكومتان -حتى وإن كنا نعترف بأن هناك حكومة شرعية واحدة فقط- وهناك أيضاً مليشيات».وتابع القول «من المهم أن يشكل البرلمان الشرعي الذي انتخبه الشعب في يونيو الماضي حكومة ممثلة لجميع الأطياف قادرة على إعادة إطلاق عملية المصالحة الوطنية ونزع سلاح المليشيات وإلا ستكون الفوضى».وتنسجم تصريحات هولاند هذه مع تحذير أطلقه مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي من خطورة الوضع في بلاده، وقال إنه ينذر بحرب أهلية واسعة النطاق بعد أن تحولت الأحداث من فردية منعزلة إلى مواجهات بالأسلحة الثقيلة.ودعا الدباشي في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الأربعاء إلى ضرورة التوافق على استقدام قوة عربية وإسلامية لجمع السلاح وتخزينه وتدميره إذا دعت الضرورة.وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر الأربعاء الماضي قراراً وسَّع فيه العقوبات المفروضة على ليبيا لتشمل مختلف المليشيات المتقاتلة، والتي تستهدف الأشخاص أو الكيانات التي ترتكب أو تساعد على ارتكاب «أفعال تهدد السلم أو الاستقرار أو الأمن في ليبيا أو التي تعرقل أو تسيء للانتقال السياسي».ووفق نص القرار، فإن الأمر يعني بالخصوص المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان وأولئك الذين يستهدفون البنى التحتية مثل المطارات والموانئ البحرية أو المقار الدبلوماسية في ليبيا.وتشهد ليبيا معارك دامية منذ منتصف يوليو الماضي بين ما يسمى الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يشن هجوما عسكريا أطلق عليه «عملية الكرامة» من جهة، وبين قوات «حفظ أمن واستقرار ليبيا» من جهة أخرى التي تقود عملية باسم «فجر ليبيا» وسيطرت على مطار طرابلس ومواقع عسكرية مهمة تابعة لقوات الأول في بنغازي.