صنعاء/ 14 أكتوبر :عن مطابع فن التصميم بصنعاء صدرت باكورة أعمال الشاعرة إيمان السعيدي الشعرية ديوان عطر المطر والذي قدم له الشاعر اليمني الكبير الحارث بن فضل الشميري ، حيث قال عن الكتاب والشاعرة “ في كل يوم يفاجئنا المشهد الشعري المتميز في بلادنا بالعديد مِن الأصوات المبدعة التي ينم إبداعها عن استيعابها لما مضى وتجاوزها لما هو حاضر في الساحة الشعرية ومن بين هذا الأصوات الكثيرة والمتنوعة الشاعرة المبدعة إيمان السعيدي التي حَلَّقَتْ مؤخراً في فضاء القصيدة الحديثة تحليقا لافتا جعلها تتصدر المشهد الشعري في بلادنا وباقتدار مستحق.جاء ذلك انطلاقا من جنون الحب الذي لخصته شاعرتنا المبدعة حين قالت: جنــــــــــون الحـــــب يــغنـيــــك “الحـــاء” ويراقصـــك “البـــاء” على ألحـــان الهوى. هذا الجنون الذي عجز عن تناول حرفيه وبهذا الاقتدار والتماسك الكثير. وما وصل ألقُ الحب إلى مشارف الجنون إلا بعد عدم جدوى الحنين ونفع النسيان كما تقول إيمان: مــن ذاكــرة الحنيــن أحــــــدثــكَ كثيــراً فلا الحنين يجــدي ولا النسيــان ينفــع. كل ذلك الجنون والحنين ينصهران في بوتقة الذاكرة على لحظات الاحمرار التى تشكلها أشعة الأصيل الناتجة عن حنين الشمس الجامح لمعانقة زرقة البحر الخجول. تقول إيمان: لحظـــة غروب حـــيــن تــفــارق الشمس الدُنـــا، وفي لحظــــات احتــضـــار أضـــوائهـــا الأخــيرة .. يجـــن جـــنون الــحــنين بـــاحـــثاً عـــن شمــس وصــلك لتـــنيــر ليــله الطويـــل .. تتمنــى يـــد الشــوق لو تــرسمــك في دنـــيـــا المـــحــبة شمســـاً أخــــرى , وتكـــتب اســمك فـــوق الغـــمــام , وعلى أجــنــحة الـــوله المــســافــرة تـــحــت سمــــاء الــذكــرى لتعبُـــرَ مــعــك فــوق أنـــهار الــجــنــون , وجبــــال الخــــيــال , ويـــجمـــعك النــسيــــم ســحــاباً فـــي الشــفــق الأخيــــــر .. حتى تــصــبح أنـــامــل الحـــب قـــاب قـــوسيــن أو أدنـــــى ..أي نجاح يحققه العاشق عندما تصبح أنامل الحب قاب قوسين أو أدنى ولكن وبالمقابل أي فشل يمكن أن ينعكس على نفسه الشفافة عندما يكتشف أن هذا كله ليس إلا حلما جميلا والأسوأ من هذا وذاك إعلان المفسرين عن عجزهم عن تفسيره بما يخلق حالة حزن تنقلها لنا إيمان في هذا النص الرائع. أضغاث أحلام ألتحف الشوق .. وأصنع من الحنين وسادتي .. أتغطى بتلك الذكرى التي يرويها تدفق نفحات الحنين علي في كل ليلة كحكاية قبل النوم.. يتناثر الفكر بعيداً في عالم خيالي الملامح .. تمر الذكرى فيه جداولاً غير منتهية.. هنا .. لازلت أتذكر حين انتظرتك في محطة الأمل لأراك بين قطار العائدين.. أذكر رائحة عطرك التي فاحت في المكان .. وكيف زين وجودك أواني شرفتي بزهر ابتسامتك ، حين أسقته ماء الوصل .. ففاحت رائحة الزنبق والأقحوان.. أحدث نفسي على ذلك الكرسي حين تداهمني طيور الظهيرة لتأكل خبز أشواقي ، وتتشرب ماء الفقد .. ثم تعلن صفارة القطار قدومها.. حينها فزعت وأدركت أنها لم تكن سوى أضغاث أحلام يعجز عن تفسيرها المعبرون في عوالم الهوى.. لقد استطاعت شاعرتنا المبدعة إيمان وبإبداعها المتميز أن تجعلنا نعيش معها حلمها الجميل إلى حد معانقة رذاذ شلالات الحنين ،ومكابدة لحظات الانتظار في محطات الأمل ،وتنفس روائح عطر الذاكرة ،وزَيَّنَتْ شرفاتنا بزهر ابتسامات المُنْتَظَر، وجعلتنا نشعر بقسوة أكل طيور الظهيرة لخبز الشوق وشربها لماء الفقد. كل هذا الجَمال الشعري الذي استطاعتْ شاعرتنا المبدعة أن تجعلنا نعيشه في ثنايا صورها الشعرية الفاتنة التي استطاعت وببراعة فائقة أن تمزج فيها بين الحسي والمعنوي وبما ينقل حالة الإحساس العالية التي تعيشها الشاعرة سواء على الصعيد العاطفي أو على الصعيد الشعري التعبيري عن ما تقاسيه الذات الشاعرة في ظل هذا المحيط التقليدي الذي تكابده ا .كل هذا وزيادة في ثنايا هذة المجموعة الشعرية المتميزة والتي لا يتسع المقام في هذه العجالة إلى الاغتسال بالمزيد من عطر مطرها. والكتاب من القطاع الصغير ويقع في 68صفحة
|
ثقافة
إيمان السعيدي تحلق في فضاء “ عطر المطر “
أخبار متعلقة