المعسل هاجس الشباب والفتيات
استطلاع/ أشجان المقطريانتشرت في الآونة الأخيرة عادة شرب الشيشة للفتيات وخاصة في البحار والمتنزهات وكذا في المنازل يا ترى ما الذي دفع النساء لإدمان هذه العادة واحترافها في سن مبكرة رغم المحاذير الطبية والاجتماعية التي تحذر من تدخنيها الذي يؤثر على الدماغ بشكل مباشر وتؤدي إلى الاصابة بالسرطان وتسبب أيضا فشلاً كلوياً، وأيضا المدخنون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وهو السبب الرئيسي للذبحة الصدرية وجلطات القلب وهذه الأضرار تنطبق على السيجارة.لأهمية هذا الموضوع صحيفة (14أكتوبر) قامت باستطلاع الظاهرة مع بعض النساء في محافظة عدن، فإلى الحصيلة: عادة عند النساءفي بداية استطلاعنا التقينا بالأخت/ أم صلاح التي قالت: تبدأ هذه العادة عند النساء اللاتي تحببن الاستطلاع والرغبة في تجربة الأمور وربما رغبة في تقليد الرجل والدخول إلى عالمه والبحث عن القوة والقيام بما هو ممنوع ومضر للمتعة النفسية فقط، لقد تطور العالم وأصبحت البنت لا تكترث لنظرات الناس من حولها في الأشياء التي تفضلها ولو كانت مضرة مثل شرب الشيشة وبصراحة أنا ومجموعة من الأصدقاء من البنات اعتدنا على الذهاب للمقاهي لشرب المعسل وهذه العادة أصبحت ضرورية وصعب علينا التخلي عنها لأنها تترك شعورا لدينا بالراحة والمتعة، ولا يهمني نظرات الناس لي ، فالمجتمع يتغير والمرأة اليوم تفكيرها واهتماماتها مثل الرجل وتحب الاستقلال في تفكيرها ورغباتها ، ولماذا يجاز للرجال شرب الشيشة والتدخين وتلام المرأة عليه هذا ظلم وان كان النقد خوفا على صحة المرأة ونفسيتها فمن باب أولى أن يكون النصح للجنسين وليس للمرأة فقط والمرأة، فالتدخين حقيقة وواقع منتشر في عالم الرجال بدون أي تحفظات عليهم فلماذا عند انتشاره في عالمنا نشاهد النقد ونظرات الشبهات.لتفريغ التوترأما الأخت/ كاميليا حسن فقد قالت: بصراحة أجد فيها متعة شديدة وهي بالنسبة لي أمر أحبه وافرغ فيه الطاقات الكامنة والتوتر اليومي الذي اشعر به بسبب العمل.وأضافت: لقد تطور العالم، حيث أصبحت النساء يتصرف مثل الرجال لقد مضى عالم النساء والجلوس بالبيت لمراعاة الجميع من أب أو أخ أو زوج في المستقبل أصبحت المرأة بتشجيع من الجميع وحتى من عنصر الرجال رفيقة درب وزميلة عمل فلماذا عندما تشارك في اهتماماتها الترفيهية الرجل تصبح متهورة أو سيئة التصرف، الفتاة عندما تدخن تضر نفسها بنفس المستوى عندما يضر الرجل نفسه عند التدخين وان كان هناك نصائح أرحب بها لو كانت للجنسين لكن النقد الذي يوجه للبنات ولا يوجه جال بسبب شرب المعسل أنا ارفضه وارفض التفريق بيننا في هذا الأمر لان المرأة لا تضر أحدا بهذه العادة بل هي وسيلة للتفريغ عن النفس بسبب ضغوطات الحياة وبالفعل هي عادة منتشرة ولا اعتقد أن هناك من يستطيع الحد منها أو إيقافها لان النساء إن لم يشربن المعسل بالأعراس والبحار وغيرها من المتزهات.. فسوف تجد من اعتادت على هذا الأمر تحتفظ بواحدة في بيتها وتشربها ولو كان من دون علم أهلها.المعسل للبنات ليس جريمةإلى ذلك قالت الأخت سمية محمد: أنا لا أرى أن شرب المعسل للبنات جريمة ربما المشكلة كلها لان الرجل في مجتمعنا يرى دائما أن البنات ممنوع عليهن كل شيء وهو له كل شيء لذلك يستنكر شرب المعسل مع أن هذا الأمر في مجتمعات أخرى أمر طبيعي وعادي ويعتبر حرية شخصية للفرد سواء كان رجلاً أو بنتاً على حد سواء، أنا لا اعلم لماذا الرجال في مجتمعنا يجعلون من هذا الأمر مشكلة وهو في النهاية حرية شخصية، فالنساء تشرب الشيشة والمعسل من زمان وليس وليد هذه اللحظة كما يظن البعض لكن الجديد في هذا الوقت من الزمن أن عدد النساء بدأ في ازدياد ويجب أن يتخلى العالم عن نظرته تجاه المرأة المدخنة فهذه حرية شخصية الفتاة عندما تدخن لا تسيء إلى أخلاقها أو كرامتها بل هي تسيء إلى صحتها فقط لذلك أتمنى أن ينضج عقل المجتمع وتصبح النظرة لشرب المعسل للجنسين متساوية وليست محايدة لجنس ضد جنس آخر.بحدود اللياقة والأدبفيما عبرت أم سلطان إبراهيم: في وقتنا الحالي المرأة تتعرض لضغوطات كثيرة مثل الرجل من العمل ومن البيت بالإضافة للمشاكل الأسرية وكل هذا يجعلها إنسانة متوترة لذلك تلجأ بعض النساء إلى التدخين للتنفيس عن غضبها كما يفعل الرجل، فكل إنسان له متنفس يفرغ فيه طاقاته المحترقة منهم من يفضل النوم ومنهم من يلجأ للتدخين فلماذا عندما تختار المرأة متنفساً لها هو التدخين يصبح الأمر غريباً وشاذاً، وكيف يصبح الأمر غريباً وممنوعاً وهو يباع في المحلات وفي كل مكان، وفي جميع المجتمعات الأخرى المرأة تفعل ما تريد بحدود اللياقة والأدب ولا تلاقي نقداً لاذعاً من مجتمعها كما نجده نحن النساء في مجتمعنا المحافظ والمتشدد على النساء فقط.تغير في الروتين أما الأخت/ أم مروان قالت: أن عدد النساء المدخنات كبير في مجتمعنا وما زال الوضع في ازدياد ولست أنا الوحيدة بل هناك كثيرات مثلي يحببن القيام بهذا الموضوع وقد تعودن عليه فهو وسيلة لطرد الملل والضيق وتغير في الروتين اليومي الممل وربما أيضا بسبب الإهمال لنا من قبل أهلنا والفراغ الكبير الذي في حياتنا ولا نعلم كيف نتصرف فيه فنفرغه بالسهر وشرب الشيشة وبالفعل هو وسيلة لتفريغ ما في داخلنا من ضيق وليس أكثر من ذلك.حرية شخصية كما التقينا بالأخت/ رشاء المقطري التي قالت: للأسف البنات أصبحن يقلدن الرجال في كل شيء حتى في الأمور السيئة والمرأة أصبحت تبحث عن الترفيه ولو على حساب صحتها الجسدية والنفسية حتى لو كانت هذه التجربة التي يسمونها شرب المعسل بنظرهن موضوعا عاديا وحرية شخصية رغم أنها من منظار الصحة هي مضرة كثيراً والمرأة يجب أن تحافظ على جمالها الروحي والجسدي ولا تشرخه بالتدخين كما يفعل الرجال لمجرد التقليد.وأضافت: ما انصح به فتياتنا أن لا يعرضن أنفسهن وبشرتهن الصافية إلى خدش التدخين والأمراض الأخرى المرافقة لها ويجب أن ينتبهن إلى صحتهن ولا يلقين بأنفسهن إلى التهلكة بسبب مجاراة عالم الرجال فأهداف المرأة في الحياة تختلف عن أهداف الرجال وميولها تختلف عن ميوله فلماذا تقلده في الخطأ على حساب نجاحها هي.تصرف خاطئوأما الأخت/ منية أحمد فقالت: هذه العادة لا تناسب مجتمعنا وشخصية الفتاة المسلمة والعجيب في الموضوع أن هناك مناصرين لشرب الفتاة للشيشة والمعسل ويقولون أن هذه حرية شخصية بل أن ذلك إهمال وعدم مبالاة لأمرها فهي أمانة ويجب المحافظة عليها من الشرور ويجب أن لا تترك عرضة للخطر بهذا الشكل الصريح بل يجب توعيتها وتعريفها بالأخطار الناتجة عن التدخين والتركيز على توعيتها ونصحها من اجل سلامتها وسلامة الأبناء الذين سوف تنجبهم بالمستقبل، وللعلم أنه في مجتمعنا اليمني الذي يشرب المعسل والشيشة كان رجلاً أو امرأة يصبح محط الانتقاد والشبهات، ولو كان المدخن يرى العكس من وجهة نظره بأنه لا يفعل أمراً خاطئاً المجتمع يرى تصرفه خاطئاً وسيئاً، صحيح أن مجتمعات أخرى تسمح بهذا الأمر وهو أمر طبيعي للجنسين ولا تبادر فاعله بالنقد أو تجريح كرامته لكن مجتمعنا المحافظ نظرته للمدخنين واحدة وهي الاحتقار.نصيحة للبناتوفي الأخير كان ختام استطلاعنا مع الأخت/ مريم الذتي قالت: للأسف الدنيا تغيرت ونحن أيضا وأصبحت المرأة تبحث عن كل جديد ولا يمنعها شيء من تجربة ما هو بنظرها جائز وغير مضر لكن هل بالحقيقة المعسل غير ضار بالصحة طبعاً لا وأن كان الرجل يتحمله فربما لأن جسده أكبر وأضخم منها لكن المرأة جسدها حساس وأي شيء يضر بصحتها فربما تعاني منه أكثر من الرجل وخاصة صدرها لأنه يشبه الدخان.نصيحة لبناتنا لماذا تعرضن أنفسكن للتهلكة بمجاراة عالم الرجال في طريقة معيشتهم خاصة إن لكل واحد منا رجلا كان أو امرأة حياة وأهدافاً مختلفة فمثل مالهم طريقة يروحون بها عن أنفسهم بعد التعب لابد أن تبحث المرأة عن طريقة لكن مختلفة عنه تناسب ميولها وأخلاقها أيضا.