اثارت المجزرة البشعة التي ارتكبها عناصر من تنظيم القاعدة في حضرموت بقتلهم ذبحا بالسكاكين 14 جندياً يمنياً كانوا على متن حافلة عائدين الى صنعاء جميع شرائح المجتمع اليمني بل والانساني حيث انشغلت وسائل الاعلام المحلية والدولية بالحادثة وتناولتها كل حسب سياسته لكن الجميع اتفق على ان هذه الجريمة لا تمت لأي دين من الاديان بأي صلة حيث تضمنت بعض الكتابات بأن من قاموا بها لا يمتلكون ذرة من الانسانية وانه من الظلم تشبيههم بالحيوانات لان الحيوان يقتل ليتغذى او يدافع عن نفسه اما هؤلاء فكانت الصور التي نشروها بأنفسهم وهم يستمتعون بقتل الجنود وقطع رؤوسهم اوضح دليل على استحقاقهم بجدارة لقب ارهابيين لا مفر من التعامل معهم الا بإنقاذ المجتمع من شرورهم الشيطانية من خلال تكاتف الجيش والمواطنين وسحقهم حتى لا يبقى منهم احد .هل يعتقد هؤلاء وهم يذبحون ضحاياهم مكبرين مهللين انهم بذلك يتقربون الى الله والله ورسوله منهم براء وماهو النموذج الذي يقدمونه للعالم من خلال هذا العنف الدموي الا مزيد من الكراهية للإسلام لمن كان يفكر يوما ما ان يعتنق هذا الدين المتسامح الذي وصل الى اطراف الارض بالقدوة الحسنة والسلام والامان ولو كان السلف العظيم من قيادات المسلمين اتبعوا هذا العنف والتنكيل لما بقى الاسلام حتى الان أكبر الاديان السماوية .يقول الداعية الكبير احمد ديدات رحمة الله عليه في احدى مناظراته ان اجدادنا في الهند اسلموا بعد ان شاهدوا ولمسوا امانة المسلمين وتسامحهم وكيف كانوا يتركون بضاعتهم ويذهبون للصلاة ولم يتعاملوا مع اجدادنا كغزاة يدمرون ويقتلون بل كانت كلمات السلام والدعوات بالأمن والامان تسبق سيوفهم . قدم المسلمون النموذج والقدوة الحسنة فكان احق ان نتبعهم وندين بدينهم العظيم الذي نفخر الآن بانتمائنا اليه ودفاعنا عنه .كل ما يقدمه هؤلاء للعالم الاسلامي والمسلمين في انحاء الارض المزيد من الحرب ضدهم اجتماعيا وسياسيا جاعلين من صورة المسلم امام من يعيشون معهم من اديان اخرى ذلك الدموي القاتل الذي يرفض الآخر ويقصيه بالعنف والكراهية.صديق من دولة اجنبية يقول لي كيف يقتل المسلمون بعضهم بعضا بهذه الوسائل والطرق البشعة ويتوقعون ان يصدقهم ويؤمن بهم الآخرون . عدد من الوسائل الاعلامية الغربية اتخذت من مجزرة القاعدة وسيلة غير مباشرة لتبريرالعدوان على غزة وقتل الابرياء من الاطفال والنساء . القاعدة اصبحت عاراً على الاسلام والمسلمين ولو لم يقم رجال الدين بواجبهم الشرعي في ادانة حقيقية لمثل هذه الجرائم فأنهم يصبحون شركاء فيها لما فيها من اساءة وضرر على الاسلام ديننا الحنيف الذي لم نشعر تحت ظله الا بالامن والامان .العنف بهذه الصورة الدموية هو وسيلة الضعيف لاخفاء ضعفه بل وتأكيد على تراجع القاعدة متأثرا بضربات الجيش الذي اعلن الثأر لضحاياه من الجنود كما فقد التنظيم الدموي القاعدة الشعبية التي كانت تتعاطف معه من قبائل وافراد من خلال الاستنكار والادانة الشعبية الكبيرة التي لم تفق بعد من هول الصدمة وبشاعة الجريمة البعيدة كل البعد عن طبيعة المجتمع اليمني المسالم والذي برغم حمله للسلاح يعتبر ن اقل المجتمعات في العالم في نسبة الجريمة والعنف .انها بداية النهاية للقاعدة ولن يكون الجيش وحدة هذه المرة في مواجهتهم بل ان كل مواطن يمني مسلم سيرى في عناصر القاعدة عدوا مجرما لا يستحق إلا العقاب والقصاص الشرعي.لا نريد من علمائنا الاجلاء الا ان يفتوا بتجريم هذا التنظيم ويكتفوا من الادانة والاستنكار قبل ان يستفحل الامر لما هو اعظم.
قاعدة اليمن : بداية النهاية
أخبار متعلقة