ترأس الاجتماع الأول للهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار ..
صنعاء / سبأ: رأس الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية أمس الاجتماع الأول للهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.وفي الاجتماع الذي بدئ بالسلام الجمهوري ثم آي من الذكر الحكيم وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء القوات المسلحة والأمن ألقى الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية كلمة أشار فيها إلى أهمية انعقاد اجتماعات الهيئة لبدء تنفيذ مهامها في الرقابة على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.وقال « يسعدني أن التقي بكم اليوم في افتتاح أعمال الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والتي أُلقي على عاتقها في هذه المرحلة التاريخية الهامة مهام كبرى كونها الجهة المعنية بالرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي تمثل خلاصة ما توافق عليه اليمنيون جميعاً وجوهر التغيير وأساسه».وأضاف الأخ الرئيس « هذه الهيئة ومهامها تعتبر واحدة من أهم الهيئات الوطنية الضامنة للانتقال إلى الدولة المدنية المرجوة القائمة على أسس الشراكة الوطنية والمسئولة إذ أُوكل إليها الرقابة على تنفيذ ما أجمعت عليه كل القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والمرأة والشباب بمختلف الاتجاهات والأطياف السياسية والحزبية والتوجهات الفكرية».. مشيراً إلى أن الهيئة يقع على عاتقها ضمان إدراج كل ذلك في الدستور الجديد الذي يراهن عليه أبناء شعبنا اليمني لإيصال وطنهم إلى بر الأمان وانتشال اليمن من خضم التحديات الكبيرة والأجواء العاصفة التي تحيط به للوصول إلى يمنٍ مستقر وآمنٍ خالٍ من الاستبداد والظلم والإرهاب يمن الرخاء والازدهار والتنمية الشاملة لكل أرجاء هذا البلد الطيب الواحد الموحد.وتابع الأخ رئيس الجمهورية قائلاً «إن شعبنا اليمني الحر المناضل ينظر إلى هذه الهيئة باعتبارها إحدى الروافع الرائدة للانتقال بالوطن إلى مرحلة جديدة وجمهورية ثانية إذا صح التعبير لإرساء معالم وأسس اليمن الاتحادي الجديد لأن ما أجمعت عليه كل القوى الوطنية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل سيظل حبرا على ورق ما لم تقم كافة الجهات برعاية ومراقبة تنفيذ مخرجاته على أرض الواقع وعلى رأسها الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار».. مؤكداً أهمية عمل هذه الهيئة باعتبارها الرقيب والمنفذ لتطلعات وآمال الشعب في التغيير والإصلاح الشامل ، وكذا باعتبارها المتابعة والمشرفة على أعمال لجنة صياغة الدستور وهو المشروع الأهم والعقد الذي ينتظره اليمنيون ليعبر عن ملامح الدولة التي نرجوها وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.ومضى الأخ الرئيس بالقول « كما تعلمون أنه كان من الواجب على هذه الهيئة أن تلتئم خلال فترة لا تتجاوز أسبوعين من تاريخ صدور قرار إنشائها إلا أن التحديات الاقتصادية والأمنية وفي المقدمة منها معركتنا ضد الإرهاب قد حالت دون ذلك»..مضيفاً « وها نحن نلتقي اليوم في أجواء مؤلمة وتحديات أمنية واقتصادية اكبر حيث أن المجتمع اليمني بكل شرائحه في حالة صدمة كبيرة بعد الجريمة الإرهابية الجبانة والغادرة التي قامت بها عناصر الإرهاب والخيانة التي أقدمت على فعل بشع عَكس ما تعانيه هذه العناصر من أمراض عقلية ونفسية وفكر ضال هو ضد الدين والوطن وضد كل الأعراف والشرائع السماوية والمواثيق الدولية حيث أقدمت على قتل (14) جندياً من أبناء قواتنا المسلحة والأمن الذين كانوا يؤدون واجبهم الوطني وتعرضوا لهذه الجريمة النكراء التي تعد واحدة من أكثر الجرائم جبنا وخسة ما يؤكد أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ».وأعرب الأخ الرئيس عن «أحر التعازي لأسر الشهداء الذين استشهدوا في حضرموت وفي كل ربوع الوطن والذين بذلوا أرواحهم ودماءهم الغالية دفاعا عن أمن الوطن واستقراره ، وأتعهد بان دماءهم لن تذهب هدرا وبأن المجرمين الذين ارتكبوا تلك الجرائم سينالون جزاءهم العادل قريباً».وحيا الأخ الرئيس أبطال قواتنا المسلحة والأمن المرابطين في السهول والجبال والأودية في البر والبحر وأبناء قواتنا الجوية البطلة ومؤكداً أنهم سيكونون محل الرعاية والوفاء والاهتمام من القيادة السياسية . .. مشدداً على ضرورة رفع جاهزيتهم القتالية واليقظة الدائمة لمواجهة قوى الشر والإرهاب وكل من يتربص بالوطن وأمنه واستقراره.وأكد الأخ الرئيس أن «معركتنا مع قوى الشر والإرهاب والغدر والخيانة والتخريب هي معركة مصيرية يجب أن يتكاتف فيها الجهد الشعبي مع الجهد الرسمي حتى نستطيع التخلص من هذه الآفة التي أصبحت أفعالها الإجرامية ظاهرة للعيان وانكشفت حقيقتها الدموية التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن هذه العناصر هي ضد القيم والمبادئ الدينية والوطنية وهي عبارة عن مسوخ آدمية منحرفة ونبتة شيطانية يجب اقتلاعها».وقال « بلدنا هو بلد الإيمان والحكمة وقد زكى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنيين ووصفهم بأرق قلوب وألين أفئدة ولذلك فقد كانت هذه الأعمال الإرهابية محل استغراب ودهشة بل وصدمة عند كل اليمنيين».ولفت الأخ الرئيس إلى أن هذه الجماعات بما تعتنقه من فكر ضال ونفسيات وعقليات وحشية منحرفة تمثل فكراً دخيلاً على مجتمعنا اليمني المسلم .. مؤكداً أن هذا الفكر الدخيل المصادم لقيم وأخلاقيات شعبنا لن يجد له مأوى ولا استقراراً في وطن الإيمان والحكمة وأن يد العدالة لاشك سوف تطال قوى الإرهاب والغدر إن آجلا أو عاجلاً.وجدد الأخ رئيس الجمهورية الدعوة لكل فئات وشرائح المجتمع اليمني بكل أطيافه الحزبية وتوجهاته الفكرية والأيديولوجية بلا استثناء للاصطفاف الوطني على الأسس التي اتفق عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وهي النظام الجمهوري والوحدة والنهج الديمقراطي التعددي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. مؤكداً أن الاصطفاف سيكون لمواجهة الإرهاب والتخريب والعنف بكل أشكاله وصوره.وقال « إن هذا الاصطفاف الوطني أصبح ضرورة وطنية لا تحتمل التأجيل أو التسويف في ظل الظروف والأجواء العاصفة التي تحيط ببلدنا لأن انتكاس تجربتنا الحضارية التي قامت على أساس الحوار والتوافق لا سمح الله لن يضر فئة أو شريحة أو حزباً بعينه بل أنه سوف يلحق الضرر الفادح بالوطن بأكمله وسوف يتضرر منه الجميع بلا استثناء».. معتبراً هذه الهيئة بما تحويه من تشكيل وطني واسع نواةً وحاضنة للاصطفاف الوطني المنشود وان الحفاظ على تجربتنا المدنية والراقية كطريق آمن ووحيد هو عمل وطني ضروري لمواجهة والتغلب على كل العقبات سواء في الجانب الاقتصادي أو الأمني أو السياسي.و أضاف الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي « لا شك بأن ما يجري من أحداث مؤسفة في أكثر من بلد عربي شقيق هبت عليه رياح التغيير وما رافقه في بعض البلدان من تدمير للبنى التحتية ولمقومات الدولة وظروف عدم الاستقرار هو أمر يجب أن نأخذ منه العبر والدروس الكفيلة بتحصين تجربتنا من أي انتكاسات لأن تجربتنا حتى الآن أثبتت صوابية منهجنا السلمي في التغيير والإصلاح والحوار وأكدت أهمية منهج الوفاق الذي ارتضته جميع الأطراف السياسية كمخرج مشرف لأن الأزمات غالبا ما تستفحل وتصبح عصية على الحل في غياب نهج الوفاق ومحاولة كل طرف سياسي إلغاء الآخر ، فالوطن ملك للجميع ومسؤولية الحفاظ عليه وبنائه تقع على عاتق جميع أبنائه».وتابع قائلاً «إن ما تقوم به قوى الشر والإرهاب والتخريب وما تسببه من أضرار بالوضع الاقتصادي والأمني بهدف عرقلة التسوية السياسية والعودة بالوطن إلى مربع العنف والتناحر يجب أن لا يثنينا عن تنفيذ ما توصل إليه الإجماع الوطني لحل مشاكل اليمن بل إنه يجب أن يدفعنا إلى المزيد من اليقظة والعمل والحرص على تجربتنا اليمنية الفريدة والمتفردة التي أعجب بها العالم لأنها لم تنزلق إلى مهاوي الاقتتال والحروب والعنف ولأنها غَلًبت نهج الحوار والتوافق وضمت كل أطياف المجتمع اليمني بلا استثناء بهدف حل مشاكل كل أبناء اليمن وصياغة المشروع الوطني الجامع وطرحت كل الأطراف سلاحها واجتمعت تحت قبة مؤتمر الحوار الوطني الشامل بأسلوب حضاري شهد به الشقيق القريب والصديق البعيد وقد أسفر كل ذلك عن ميلاد حلول جذرية لكل المشاكل الشائكة والتراكمات السلبية ».وأردف الأخ الرئيس قائلاً « لقد آن الأوان أكثر من أي وقت مضى لنمضي جميعا بسفينتنا إلى بر الأمان بإرادة سياسية قوية لا تلين مستمدة قوتها من الشعب الذي سئم من كثرة الحروب والعثرات والخيبات وأصبح تواقا لغد مشرق وطرق تفكير جديدة وتغيير شامل ولدولة النظام والقانون التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات وتترسخ فيها أسس ومعايير الحكم الرشيد وتذوب فيها العصبيات والنعرات الطائفية والمناطقية والمذهبية».واستطرد قائلاً « لقد أكدنا مراراً أن استخدام العنف والسلاح لا يمكن أن يحقق أي هدف سياسي خارج عن الإجماع الوطني المتمثل في مخرجات الحوار الوطني الشامل فضلاً عن انه عمل طائش وأرعن مدان على المستوى الوطني والإقليمي والدولي وانه لا يمكن لأي فرد أو جماعة أو حزب أو قبيلة أن تفرض على الوطن أي شيء بقوة السلاح وكل من يتوهم ذلك سوف يجد نفسه في مواجهة الدولة والشعب وقواتنا المسلحة والأمن الموكل إليها دستوريا وقانونيا حماية الإرادة الشعبية وسيادة الدولة وحقها في بسط نفوذها على كامل التراب الوطني».ومضى الأخ الرئيس بالقول « لذلك فإن أفضل الردود على تلك القوى هو السعي بكل قوة لانتشال الوطن من أزماته ومشاكله من خلال الشروع في تنفيذ المهمة الوطنية الكبرى وهي تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل على أرض الواقع».وعبر الأخ الرئيس عن ثقته بأن أعمال هذه الهيئة سوف تكلل بالتوفيق والنجاح والسداد مادامت الروح الوطنية هي السائدة وما دامت المصلحة الوطنية العليا هي المتغلبة على كل المصالح الشخصية والحزبية الضيقة وأن يستشعر كل فرد فيها كبر المسؤولية الملقاة على عاتقه والدور الوطني الكبير المناط به وأنه يمثل الوطن بأكمله والمشروع الوطني الجامع الذي يستلزم تنفيذ ما أجمع عليه اليمنيون وبناء اليمن الجديد بروح وطنية مبنية على قيم الشجاعة والإخلاص والتكاتف والتعاون للوصول إلى يمن الرخاء والازدهار والنماء.وأشار الأخ رئيس الجمهورية إلى أن الإصلاحات الاقتصادية والسعرية الأخيرة التي اتخذتها حكومة الوفاق الوطني وبتوافق كل القوى السياسية المشاركة فيها فرضتها علينا الضرورة القصوى والملحة لإنقاذ الاقتصاد الوطني من الانهيار كما أنها ليست كما يعتقد البعض أو يروج لها بحسن نية أو بسوئها من اجل تحقيق وفورات في الموازنة العامة ويتبارى البعض كذلك بضرورة البدء أولاً بمجموعة من الإجراءات الاقتصادية اللازمة التي لن تؤتي ثمارها إلا وقد انهارت البلاد اقتصادياً .وقال « نقول لكم بصدق وبشفافية كما اعتدنا أن نصارحكم دوماً إنه لولا هذه الإجراءات لما استطعنا أن نوفر النقد الأجنبي اللازم لتغطية احتياجاتنا ليس من المشتقات النفطية فقط بل ومن الغذاء الأساسي ، فضلا عن تغطية بقية النفقات الضرورية نقول ذلك ونحن نعلم بعض الآثار السلبية التي ستلقي بظلالها على كاهل المواطن وما كنا لنسمح بان يعاني شعبنا أو أن يواجه أية مصاعب لولا أن ذلك في سبيل ما هو أعظم وهو حماية معيشته والحفاظ على كرامته وضمان مستقبله نقول ذلك بمسؤولية كبيرة دون دغدغة للمشاعر أو متاجرة بآمال وأحلام البسطاء».. مؤكداً أن هذه الإصلاحات هي جزء من منظومة إصلاحات شاملة هدفها الرئيسي حماية الاقتصاد الوطني وبما سيعود بالأثر الايجابي على حياة المواطنين في المدى المتوسط والبعيد.وأشار الأخ الرئيس إلى أنه تم اتخاذ جملة من القرارات التقشفية والإجراءات الاقتصادية المصاحبة التي ستخفف عن كاهل المواطنين لاسيما في قطاعات الزراعة والأسماك والطاقة.. مشيداَ في هذا السياق بمستوى تفهم شعبنا العظيم وقواه الحية لهذه الإجراءات وعدم الانجرار وراء الدعوات المشبوهة التي أرادت استغلال تلك الإجراءات لمصالح فئوية ضيقة.وعبر الأخ الرئيس عن الشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الراعي للتسوية السياسية الممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والتي مثلت طوق النجاة بالنسبة لبلادنا وكان لها كبير الأثر في إنقاذ اليمن من المصير الكارثي الذي كان يهدد أمنه ووحدته واستقراره وكذلك لمواقفه الأخوية الصادقة والأصيلة في مساندة اليمن في كل الظروف.. مثمناً جهود الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي الذين يؤكدون في كل وقت دعمهم ومساندتهم لليمن حتى يصل إلى بر الأمان ليظل سنداً وعمقاً استراتيجياً لأشقائه في مجلس التعاون الخليجي.وجدد الأخ الرئيس التقدير للمجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن والأعضاء الخمسة دائمي العضوية على مواقفهم الثابتة والدائمة في دعم التسوية السياسية ومساندة حق الشعب اليمني في التغيير والسعي نحو حياة أفضل والتأكيد الدائم على الالتزام بوحدة وأمن واستقرار اليمن.وفي الاجتماع تم اختيار الدكتور عبدالكريم الإرياني ونادية السقاف نائبين لرئيس الهيئة.وقد أعلن الأخ رئيس الجمهورية رئيس الهيئة عن رفع الاجتماع لمدة 24 ساعة لإعطاء المكونات فرصة للتشاور وتحقيق أعلى درجات التوافق والشراكة لاختيار هيئة رئاسة الهيئة.