(القمة الأمريكية - الأفريقية)
[img]img2014080.jpg[/img] تتجه أنظار العالم باهتمام وتوجس على حد سواء الى القمة (الأمريكية - الأفريقية) المنعقدة حاليا في العاصمة واشنطن والتي تعول عليها الإدارة الأمريكية في تصويب مسار علاقتها مع القارة السمراء بعد أعوام من انشغال واشنطن بملفات أخرى كالعراق وأفغانستان والربيع العربي في السنوات الأخيرة .من يتابع المشهد العام للقمة والقضايا المطروحة على جدول أعمالها سيلمس تغيرا ملحوظا في ديناميكية العلاقات الأمريكية الأفريقية من حيث ( محددات العلاقة - العوامل المؤثرة والموجهة لهذه العلاقات ) فهي تأتي في أعقاب قمم مشابهة حظيت باهتمام كبير وطرحت فيها قضايا لا تقل أهمية وخطورة وبالتحديد القمة ( الفرنسية - الإفريقية) التي عقدت مؤخراً في شهر ديسمبر العام الماضي في باريس والتي خصصت لمناقشة ملف الأمن والسلم في أفريقيا وطغت على مجرياتها الأحداث الدامية في جمهورية أفريقيا الوسطى وكذلك القمم العديدة لمنتدى التعاون (الصيني - الأفريقي) والذي أثمر تبادلا تجاريا بين الصين وأفريقيا تجاوز حجمه 200 مليار دولار في العام بينما يبلغ التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وأفريقيا 85 مليار دولار سنويا. فماذا في وسع الولايات المتحدة فعله لتعزيز علاقاتها مع دول أفريقيا ؟وماذا لديها لتقدمه ولم يقدمه الآخرون؟ ربما يجيب الشعار الذي اختير للقمة عن هذه التساؤلات : ( الاستثمار في الأجيال القادمة) شعار يبدوعمليا واكثر جذبا لاهتمام شعوب الدول الأفريقية وفي هذه القمة أطلقت الولايات المتحدة مبادرة للطاقة في أفريقيا خصصت لها 7مليارات دولار وسيستفيد منها قرابة 60 مليون إنسان في إفريقيا ولكن رغم الاهتمام المنصب على ملفات (الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان ) في أفريقيا إلا ان ملفين آخرين فرضا نفسيهما على جدول أعمال القمة الأول هو ملف وباء إيبولا الذي ألقى بظلاله الكئيبة على القمة وأثار مخاوف من انتشاره في أجزاء أخرى من القارة السمراء والعالم ما استوجب تخصيص جلسات ونقاشات موسعة للتباحث بشان هذا التهديد الحقيقي الذي يواجه الجميع أما عن الملف الثاني او التهديد الثاني بالأصح فهو موضوع الإرهاب ومخاطر ( الإسلام المتشدد) وما يمثله لأمن واستقرار الولايات المتحدة وأفريقيا والعالم اجمع .والجديد في هذه القمة هو الاستعداد الذي أبدته الولايات المتحدة لتقديم الدعم والتدريب لتشكيل قوات ووحدات إفريقية (نوعية) للتعامل مع خطر الإرهاب وتحديدا منطقة القرن الأفريقي الملتهبة أصلا جراء تحديات راهنة كالوضع في الصومال واليمن وتهديدات القرصنة والتهريب وانتقال المتشددين بين ضفتي البحر الأحمر وهنا علينا طرح تساؤل هام ... هل يمكن مناقشة امن جنوب البحر الأحمر والقرن الإفريقي بمعزل عن اليمن ؟ القمة (أمريكية - إفريقية) لا شك لكن المنطق يفرض هذا البعد لأسباب وجيهة لا تخفى على خبير او مهتم وربما يجدر بنا هنا أيضاً ان نتساءل عن مصير تجمع صنعاء وأسباب غيابه عن هذا المشهد الفارق ، ولا يجب ان تكون الظروف التي تمر بها دول تجمع صنعاء ذريعة لهذا الغياب اللافت بل هي ادعى لإعادة إحيائه وتفعيله بما يخدم مصالح امن دول التجمع ويساعدها على مجابهة المخاطر الماثلة أمامها وفي مقدمتها ظاهرتا الإرهاب والتطرف ، نأمل ان يبادر صانعو السياسة الخارجية في بلادنا الى تقديم ( مبادرة ) لإحياء تجمع صنعاء وتوظيفه بما يحقق الأهداف المرجوة من تأسيسه وكذلك طمأنة الأطراف المهتمة إقليمية كانت او دولية بان هذا التجمع غير موجه ضد احد بل على النقيض من ذلك هو موجه لحفظ امن ومصالح دول التجمع والتي هي في ارض الواقع شريك فعلي للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب في المنطقة وفي حفظ وصون السلم والأمن الدوليين .