خلال استعراض التقدم المحرز في مجال الوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية
نيويورك / متابعات:قالت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان أن فقراء العالم هم الاكثر تضررا من الامراض المزمنة .وأعربت مارغريت خلال استعراضها للتقدم المحرز في مجال الوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية عن القلق العميق إزاء الاتجاهات المتوقعة ، خصوصا التي سيتضرر منها الفقراء.وقالت تشان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة « هناك عدم قدرة على التصرف ، وخاصة في العالم النامي حيث تشير البيانات إلى أن 85 %من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية تحدث في البلدان النامية».أضافت السيدة تشان: «لا تزال هناك تحديات هائلة وتتطلب تغييرا جوهريا في الطريقة التي يتم بها قياس التقدم الاجتماعي ، والطريقة التي تعمل بها الحكومات ، وتعيين المسؤوليات والطريقة التي يتم فيها تعريف حدود القطاعات الحكومية المختلفة».وأكدت تشان على أن هذه الأمراض المزمنة قد تجاوزت الأمراض المعدية كسبب رئيسي في العالم للأمراض والوفيات.وأكدت السيدة تشان على أهمية تجهيز النظم الصحية في العالم النامي بشكل أفضل لعلاج الحالات المزمنة طويلة الأجل. وقالت تشان « يجب على الصحة العامة أن تحول تركيزها من العلاج إلى الوقاية ، من قصيرة الأجل إلى طويلة الأجل ، من تقديم اللقاحات والمضادات الحيوية إلى تغيير السلوكيات البشرية ، من العمل الجانبي إلى التنسيق مع قطاعات متعددة».وقالت، إن ديناميات التقدم الاجتماعي الاقتصادي قد تغيرت ، وبالفعل عملت على تهيئة الظروف التي تساعد على زيادة الأمراض غير المعدية. يعمل النمو الاقتصادي والتحديث والتحضر على تعزيز أنماط الحياة غير الصحية ، ويزداد وباء البدانة سوءا في العالم ، إضافة إلى تسويق الأغذية غير الصحية والمشروبات.ولا تتوفر الخيارات الغذائية الصحية بأسعار معقولة ولا يمكن الوصول إليها في أجزاء كبيرة من العالم النامي ، وقالت ، وغالبا ما يكون الطعام غير الصحي أرخص ومريحا. وشددت السيدة تشان على أهمية تثقيف الناس حول الآثار الصحية للتدخين ، واستخدام الكحول على نحو ضار وقلة النشاط البدني ، وفرض ضريبة على المشروبات الكحولية وفرض حظر على الإعلانات ولاسيما في البلدان النامية.وقالت ، لا يمكن أن يكون القطاع الصحي مسئولا عن كل شيء ، وحثت السيدة تشان جميع الوزارات على المشاركة.وشجعت وزراء التعليم على تحسين الوجبات المدرسية ، وإزالة آلات بيع الوجبات الخفيفة غير الصحية ، وجعل برامج ممارسة النشاط البدني جزءا من المناهج المدرسية. وحثت وزراء الزراعة على ضمان وفرة وسلامة الإمدادات الغذائية. وحثت وزراء التجارة على مواجهة شركات صناعة التبغ عندما تتخذ إجراءات قانونية ضد قيام الحكومات بتطبيق تدابير لمكافحة التبغ.وقالت تشان: «لا يمكن للحكومات الافتراض بأن الأمراض غير السارية هي مشكلة صحية تقع على عاتق القطاع الصحي فقط».وقال رئيس الجمعية العامة جون آش: «أصبحت الأمراض غير السارية السبب الأول للوفاة والإعاقة في جميع أنحاء العالم، حيث أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 36 مليون شخص في عام 2008. ومن المتوقع أن ترتفع عدد الوفيات ذات الصلة إلى 44 مليوناً سنويا بحلول عام 2020.وقال السيد آش: «إن البلدان النامية تكافح للتحول من الالتزام إلى التنفيذ، وليس بسبب عدم وجود الإرادة السياسية بل بسبب نقص الموارد التقنية والمالية. ويتم وضع عبء غير متناسب على العالم النامي، حيث تحدث 80 ٪ من الوفيات العالمية الناجمة عن الأمراض غير السارية».وقال السيد آش: «إن الأعباء الصحية والاقتصادية للأمراض غير السارية تقوض التنمية بشدة، ولاسيما في منطقة المحيط الهادئ والبحر الكاريبي حيث يعاني ما يقارب 25 % من السكان من واحدة أو أكثر من هذه الأمراض. إنه من الضروري توفير التمويل المستدام والدعم التقني لهذه المناطق وخارجها. إن معالجة الأمراض غير السارية هو جيد لصحة الإنسان، وكذلك التنمية».