آخر كـلام
دأبت وسائل اعلام القوى التقليدية مؤخرا على مهاجمة نجل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ، وبشكل يحاول أن يرسم في الأذهان نفس الصورة التي ارتسمت سابقا عن نجل الرئيس السابق ( أحمد ) .. رغم أن الفرق كبير بين جلال وأحمد فجلال حتى اللحظة لا يشغل منصبا حكوميا رفيعا ولا يقود أهم ألوية الجيش ولا يرأس حتى فخريا حزبا سياسيا أو ناديا أو تجمعا ولا يملك شركات نفطية يديرها كحال بعض قادة القوى التقليدية التي تهاجمه. يبدو واضحا وجليا أن الهجوم الإعلامي المركز الذي تقوم به القوى التقليدية في صنعاء على شخص الشاب جلال عبدربه منصور لا يستهدف جلال بقدر ما يستهدف والده الرئيس هادي الذي يحاول خصومه من خلال التركيز على نجله جلال رسم صورة معينة للرئيس هادي في الأذهان تظهره بمظهر الرجل الذي يريد توريث الحكم أو الذي يعطي لنجله صلاحيات واسعة ، وهذا من الخبث السياسي لهؤلاء إذ أن من يلعبون بهذه الورقة يدركون مدى دغدغة هذا الأمر لعواطف العامة خصوصا من ثاروا ضد الرئيس السابق وضد محاولات توريث الحكم التي كانت احد أهم أسباب الإطاحة به . وبات جليا وواضحا أن هذه القوى صارت تقحم اسم جلال عبدربه في كل موضوع لا يروق لها وكلما صدر قرار جمهوري يهدد مصالحها ترى وسائل اعلام هذه القوى تردد أن نجل الرئيس من يقف وراء هذا القرار ، وذلك للتأليب على سياسات الرئيس هادي وقراراته وخلق رأي عام مناهض له من خلال اقحام اسم نجله جلال في كل ما لا يروق لها كقوى تقليدية .لا يشغل جلال عبدربه منصبا حكوميا رفيعا حتى يتهم باستغلال سلطاته ، كان وكيلا لوزارة شؤون المغتربين في عهد الرئيس السابق ، ثم كان من أوائل القرارات التي أصدرها والده بعد توليه مقاليد السلطة تعيين وكلاء جدد لوزارة المغتربين لم يكن اسم جلال عبدربه بينهم .. ولا يملك جلال أسهما في شركات اتصالات أو شركات نفطية كحال من سبقوه .حين سئل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مقابلة مع قناة تلفزيونية في التسعينات عن أسباب سيطرة أقاربه على وحدات الامن والجيش المهمة بما في ذلك سلاح الطيران والأمن المركزي والحرس الجمهوري ، أجاب بوضوح : (( هؤلاء ولاؤهم مضمون )) .. ولا يختلف اثنان على أن الظروف التي حكم فيها الرئيس السابق صالح أقل خطورة من الظروف التي يحكم فيها الرئيس هادي الآن والتي تتطلب أن يكون الولاء المضمون مطلباً استثنائياً لمن سيعين قائدا على الوية مطلوب منها ان تحتكم بأمر الرجل الذي يدير بلدا لم يخرج من عنق الزجاجة بعد .. ورغم هذا فلا لواء عسكرياً واحداً يقوده جلال أو أحد اخوته ولا سلاح ضارباً بايديهم لا في الأمن المركزي ولا سلاح الطيران ولا حتى قوات الحماية الرئاسية . سيقول قائل أن جلال يتولى المساعدة الفنية والإدارية لأعمال والده .. نقول هذا ان صح لا يعيبه ، فليس من المزايدة القول أن الرئيس هادي تحيق به المخاطر من جميع الجهات في حين بعض القوى التقليدية في صنعاء لم تتقبل حتى اللحظة أن يحكمها رئيس ينحدر من الجنوب أو أن يكون من خارج سنحان .. ويوما عن يوم يزداد الساخطون على الرئيس هادي من القوى الرجعية والتقليدية تارة لانه لم يحرك الجيش في معركتهم مع الحوثيين وتارة لانه لم يوافق هواهم في طريقة الحكم لا سيما وان هذه القوى تعودت في السابق انها الحاكم الفعلي وان الرئيس لا يحكم الا برضاها وهواها .. يسير الرئيس هادي وسط طريق مليء بالأشواك ويقود سفينة في بحر متلاطم الأمواج .. لو أن أي رئيس في مكانه لاشترط أن تكون كل مقاليد الحكم في يد معاريفه حتى يستطيع ان ينفذ سياسته ، رغم هذا هناك من يستنكر عليه أن يكون نجله يساعده في الأمور الفنية التي ليست من صميم الحكم والسياسة. بالتأكيد لن ترضى القوى التقليدية في صنعاء ( القوى القبلية و العسكرية والدينية ) عن الرئيس هادي حتى لو قرر نفي جميع أولاده الى مدغشقر ، فليس الغرض من استهداف نجله جلال هو تقويم اعوجاج او تصحيح خطأ بقدر ما الغرض هو ممارسة ابتزاز للرجل والضغط عليه لتنفيذ أجندة سياسية معينة تصب في صالح هذه القوى .. وليس غريبا ان هذه القوى التي تستهدف (جلال) اليوم لم تنبس ببنت شفة تجاه الرئيس السابق ونجله طوال العشرين عاما الماضية رغم أن الفارق كبير بين الرجلين كما أسلفنا . قدر الشاب جلال عبدربه منصور أن يكون هدفا للردود الانفعالية التي يطلقها المنهزمون في المعارك السياسية والعسكرية الداخلية ، ولن يفيد جلال حتى لو قرر الاعتزال المبكر للعمل السياسي والحزبي الذي لا يمارسه أصلا لأن الهدف من الهجوم عليه أبعد من هذا بكثير.. ولن ترضى القوى التقليدية عن الرئيس هادي حتى يتبع نهجهم وينفذ أجندتهم مالم فسيستمرون في ابتزازهم لعلهم يحصلون على ما يريدونه.