زار الكلية الحربية وألقى محاضرة فيها
صنعاء / سبأ:قام الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أمس بزيارة تفقدية الى الكلية الحربية.وكان في استقباله وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد ووزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن احمد علي الاشول ونائب رئيس هيئة الأركان اللواء الركن عبدالباري الشميري.وفي الحفل الذي أقيم في صالة الكلية وبُدئ بآي من الذكر الحكيم ألقى الأخ رئيس الجمهورية أمام طلبة الكلية الحربية وكلية الطيران والدفاع الجوي والمعهد الفني للقوات المسلحة محاضرة بحضور مساعدي وزير الدفاع ورؤساء الهيئات ومدراء الدوائر العسكرية ووكلاء وزارة الداخلية وعدد من القيادات العسكرية والأمنية تناول فيها مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية والدور المجتمعي المطلوب لمواجهتها والخروج باليمن الى بر الأمان في ظل مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي يمثل المرجعية الرئيسية لبناء اليمن الاتحادي الجديد.وهنأ الأخ رئيس الجمهورية منتسبي القوات المسلحة والأمن بمناسبة شهر رمضان الكريم الذي يذكر بالمبادئ والقيم الإسلامية في التآخي والتراحم والتسامح ونبذ الأحقاد والكراهية، مستعرضا الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، وطبيعة ما حصل في محافظة عمران.وقال الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي: «بكل وضوح لايمكننا أن نسمي ما حدث في عمران إلا انه تجاوز غير مقبول ولا معقول ولا يمثل استهدافا لطرف معين أو للواء معين بل استهداف واضح وجلي للدولة وأجهزتها الأمنية وقواتها العسكرية ومؤسساتها المدنية، واستهداف للعملية السياسية والمرحلة الانتقالية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وانقلاب عليها».وأضاف «البعض مع الأسف كان يفهم حكمتنا وصبرنا وتعقلنا في التعامل مع قضية عمران وغيرها من المناطق على أنه ضعف وتخل عن المسؤولية وحاولوا استغلال حرصنا وميلنا إلى إنهاء الصراع بشكل سلمي استغلالا رخيصا».وتابع «من الواضح بغير خفاء أن البعض كان يريد من الصراع والحرب في عمران الالتفاف على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتقويض العملية السياسية برمتها ونحن اليوم مصممون وعازمون مستندين الى الشرفاء والمخلصين أمثالكم على أن نجعل من عمران وما حدث فيها مدخلا حقيقيا لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وبناء الدولة، فالدولة من الآن وصاعدا لن تسمح باستمرار هذا الصراع وستعمل بكل حزم وقوة للبدء باسترجاع أسلحة الدولة ونزع كافة الأسلحة المتوسطة والثقيلة من كل الأطراف من دون استثناء، وسنعمل على إخلاء كافة المواقع من معسكرات ومبان حكومية وخاصة من جماعة الحوثي».وأكد الأخ رئيس الجمهورية أن اللجوء للعنف أمر غادره اليمنيون تماما بمؤتمر الحوار الوطني الشامل والعودة إلى هذا الخيار هو نكوص عن التزامات الحوار الوطني واستحضار لتاريخ مليء بالآلام والمآسي وعلى الجميع أن يعي جيدا هذه المرحلة الحساسة والخطيرة في تاريخ اليمن، لافتا إلى أن المتربصين بالاستقرار والبناء كثيرون والناقمون والمنتقمون من بناء الدولة اليمنية الحديثة كثيرون أيضا.وقال الأخ الرئيس «مخطئ من يظن أنه سينتصر في اليمن بالسلاح وثقافة الإقصاء والتمييز، مخطئ من يظن انه بالحروب وبالدماء سيحقق انتصارا سياسيا، ومن يظن أن إضعاف الدولة يصب في صالحه وخدمة مشروعه».وأشار إلى أن الشعب اليمني بمختلف مكوناته وأطيافه برجاله ونسائه كان ولا يزال يراهن على المؤسسة العسكرية والأمنية في إخراج الوطن من الفوضى ودوامة العنف وحماية المواطنين والمكتسبات الوطنية والعمل كضامن حقيقي وأساسي لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي تمثل القاسم المشترك للإجماع الوطني والمدخل الحقيقي لبناء اليمن الجديد.وأضاف «نحن على ثقة كاملة بأنكم ستكونون عند مستوى المسؤولية والثقة والتحدي، ويخطئ من يظن أن قواتنا العسكرية والأمنية ستبقى متعددة الولاءات والغايات فإذا كانت أحداث وظروف المرحلة الماضية قد أوجدت مثل هكذا تعدد هنا وهنا فإن المرحلة قد تغيرت فالخطبة ليست الخطبة والجمعة ليست الجمعة والواهمون فقط هم من يظنون ذلك، ومن يقلب صفحات التاريخ اليمني فانه سيدرك جيدا أن الأزمات والمحن كانت مصدرا لتماسك البنيان وحافزا لتجاوز تلك الأزمات ووضع الأسس الصحيحة للبناء».وخاطب رئيس الجمهورية منتسبي القوات المسلحة والأمن قائلا «لقد أبهرتم الناس جميعا في الداخل والخارج بتضحياتكم وصمودكم وانتصاراتكم البطولية الرائعة في كافة المحطات وعلى مختلف الجبهات ولقنتم العناصر الإرهابية والخارجة عن القانون دروسا قاسية وثقتنا فيكم بأنكم ستظلون تضربون أروع الأمثلة في الدفاع عن حياض الوطن وأمنه ومكتسباته في كل المراحل وعلى مختلف الجبهات».واستطرد «يردد المرجفون والحاقدون أن جزء من الجيش مع فلان وجزءاً آخر مع علان وجزءاًثالثاًمع زيد أو عمرو وأنا أريدكم أن توجهوا رسالة واضحة للشعب اليمني وبصوت عال ومدو وواضح وضوح الشمس بأنكم مؤسسة وطنية ولاؤكم لله والوطن لا لزيد أو لعمرو ولا ليمين أو يسار وقد آن الأوان لكي نتجاوز مخلفات الماضي وعثراته».وتابع «إن الوضع يحتم عليكم أن تكونوا على درجة عالية من اليقظة والجاهزية وأن تتحلى أعمالكم بالمهنية والاحترافية، عليكم أن تفهموا أن هيبة المؤسسة العسكرية من هيبة أفرادها بل وكافة ألويتها ووحداتها في كل مكان وأي انكسار لأي وحدة فإنما هو انكسار للمؤسسة ككل، لذلك عليكم أن تكونوا لبعضكم البعض مشمرين السواعد مستيقظة هممكم ومعنوياتكم موحدين الصفوف والراية».وأكمل «على الجميع أن يفهم جيدا بأنه لامجال للمساومة عن خروج الحوثيين بأسلحتهم من عمران وكذا كافة الأطراف المسلحة الأخرى من غير أبناء عمران، وتسليم كافة الأسلحة والمعدات والذخائر التي تم الاستيلاء عليها من قبل الحوثيين في أحداث محافظة عمران، وإطلاق سراح كافة المعتقلين مدنيين وأمنيين وعسكريين وتسليم جثامين الشهداء، وعودة كافة أجهزة الدولة ومكاتبها التنفيذية لممارسة أعمالها».وأكد الأخ رئيس الجمهورية أن التاريخ اليمني يشهد بفشل المشاريع الطائفية والجهوية والإقصائية، وأن لاحياة إلا لمشروع الدولة وهيبتها ومدنيتها ولمؤسسة عسكرية وأمنية وطنية وسيادية، ولاحياة إلا للشراكة والتعايش والتنوع والقبول بالآخر، وبالتنمية والاهتمام بالاقتصاد وحسن إدارة الدولة وثقافة التآخي والتراحم.وكان مدير الكلية الحربية العميد الركن محمد صالح شيزر قد ألقى كلمة رحب فيها بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة.. مثمناً مواقفه الوطنية الشجاعة في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به الوطن اليمني وحرصه الدؤوب على إخراج اليمن الى بر الأمان واهتمامه الكبير بكل ما يعزز من مستوى الجاهزية القتالية والفنية للقوات المسلحة وتنفيذها لمهامها على الوجه الأمثل.وأشار العميد شيزر الى ضرورة أن تعي القوى السياسية حساسية المرحلة والظرف التاريخي لتقف صفاً واحداً خلف القيادة السياسية ومؤازرة جهودها الوطنية من اجل ضمان تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبناء الدولة اليمنية الاتحادية.