آخر كـلام
عندما تغدو عدن منطقة اقتصادية متميزة؛ فهذا يعني أن الوطن كله غدا على موعد مع نهضة شاملة، تعم بخيرها الجميع، ويصل خيرها إلى الجميع، فما بالكم والوطن اليمني كله غدا بشارات خير غامر بما يكتنزه في أعماقه من الثروات المعدنية، والبترولية، والغازية، وما تحفل به بلادنا الحبيبة قبل هذا وذاك من الموارد، والوفرة البشرية الشابة، النشيطة، الأمينة، المخلصة، والقدرات العقلية، والإبداعية المتميزة .والحق أقول : إن بشارة مهندس عدن الجميل، ومحافظها الرائع وحيد علي رشيد بانتهاء المحافظة من وضع تصور خاص لعدن كمنطقة اقتصادية متميزة؛ جاءت ( هذه البشارة ) لتعزز الثقة ليس فقط بمستقبل هذه الأرض المعطاءة، الكريمة؛ التي كان البعض ـ في يوم من الأيام ـ يحبذ أن ينعتها بـ( أم الدنيا ) و( أم اليتامى ) و( أم المساكين ) لمكانتها ومؤهلاتها الاقتصادية الربانية، ولمكانتها الروحية في قلوب الناس، ومن كل أصقاع الأرض؛ بل ولتعزز الثقة كذلك بإخلاص، ومصداقية الرجال والنساء؛ الذين ينهضون مع الأخ المحافظ، ابن عدن المخلص، المهندس وحيد على رشيد بمهمة العمل النبيل، الهادف إلى تحويل نصوص مخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات القيادة السياسية بزعامة الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والهادفة إلى إعادة صياغة المستقبل، وبناء اليمن الديمقراطي الاتحادي .. تحويل كل ذلك إلى أفعال، ومنجزات عامرة بالحياة .وسيبقى من المهم، بل الأهم من كل مهم؛ أن يدرك الجميع في هذه الأرض الطيبة ( دن ) وإقليمها الرائع، وكل أجزاء الوطن الحبيب ( من صعدة إلى المهرة ) أن الأمر كله بأيديهم ( بعد الله تبارك وتعالى ومشيئته ) وأن أرض اليمن كلها ذهب، وكلها ثروات، وأن الإنسان هو الأهم في هذه الحياة، لأنه أعظم رأسمال كما يزعم الجميع، وأن هذا الرأسمال لن يكون الأعظم؛ ما دام دمه مهرقاً صباحاً ومساء، وبأيدٍ يمنية . لقد وجد أعداء الوطن والشعب، وشُلة من الخونة؛ الفرصة سانحة؛ من خلال استغلال جهل الناس؛ الذين لا يرون سوى ما يلمسونه بأيديهم، وفي اللحظة ذاتها؛ فذهبوا إلى شق الصف بمنطق أعمى، ونشر الفتنة، بجهالة ظلماء، وإشعال الأحقاد والضغائن بقلوب صماء، لا هدف وراء ذلك سوى تمزيق الأرض والإنسان، وإهلاك الحرث والنسل، وبث الحرائق ليرقصوا هم بعد ذلك على الأشلاء والجماجم، وينظموا قصائد الرثاء في حضرة الرمال، والرماد .ولذلك يجب أن نعلم أن الأعداء لا يمكن أن يحبوا الخير لهذه البلاد وشعبها، وأن خيراتها لا تعد ولا تحصى، ولو صلحت العقول لاغتنينا من الزراعة فقط، فما بالكم بالموارد البشرية العظيمة، وما بالكم بالمعادن التي تكوِّن معظم جبال اليمن، وصحاريها، وما بالكم بالنفط والغاز، وأن اليمن ـ لولا الإعاقات الخارجية ـ تقف بالفعل على بحار نفطية وغازية، في برها وبحرها . والحق نقول ـ أيها السادة ـ نحن أغنياء .. نعم أغنياء، وأن أعداء الوطن ( ومنهم مروجو الفتن، والثورة المضادة، وأعوانها وحلفاؤها ) هم من أعاق، ويعيق استخراج ثرواتنا، والاستفادة المثلى من مواردنا .. إنهم يريدون اليمني جاهلاً، ذليلاً، فقيراً، منهكاً، متسولاً .. وسيبقون يحاربوننا بدمائنا وأرواحنا؛ ما دمنا نستمع إليهم، ونثق بهم وبما يبثونه في قنواتهم وصحفهم .إننا بحاجة لكفاءات مخلصة نثق بها، وأبصار ثاقبة ننظر من خلالها .. وثقة بقيادتنا .. هذا ما ينقصنا .. ولو عقلنا المسائل، وأحسنا اختيار البدائل؛ فستكون عدن أم الدنيا، وستكون اليمن وردتها، ولن نرى بعد ذلك فقيراً .. على الإطلاق ...