14 اكتوبر جزيرة ميون تعيش النسيان والإهمال
استطلاع وتصوير/ محمد فؤاد-كانت زيارتنا لجزيرة ميون في بداية الأمر مشوقة على طول مسافة الطريق الطويلة إلى مفترق الطرق التي توجهنا من خلالها إلى جزيرة كادت أن تشطب من خريطة عقولنا ، فشددنا الرحال إليها آملين أن نرى جزيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فجأة رأينا المجهول (جزيرة ميون) فحسبنا أننا اكتشفنا جزيرة جديدة لم يحك عنها سوى في القصص والحكايات، فعلا أنها جزيرة الجزر ووجهة اهتمام أطماع العالم منذ الأزل..وصلنا فحطت رحالنا على شواطئها العذراء من على تلة صخرية من المرجان وتجمعات من سكانها يلوحون لنا بأيديهم شديدة السمار من واقع بيئتهم القاسية ترحيبا بزائريها الذين يعولون عليهم خيرا في إيصال معاناتهم إلى القيادة السياسية في الجمهورية اليمنية.الجدير ذكره أن ميون جزيرة بركانية في مدخل مضيق باب المندب. وتبلغ مساحتها 13 كم² وترتفع 650 متراً عن مستوى سطح البحر،وهي إحدى الجزر التابعة لبلادنا. وفيها ميناء طبيعي في طرفها الجنوبي الغربي. الجزيرة قليلة الخضرة وتفتقد المياه العذبة.أعادت بريطانيا احتلالها سنة 1857م وربطتها بمستعمرة عدن وبنت فناراً عليها، لتشهد عصرها الذهبي مع افتتاح قناة السويس عام 1869م كمحطة لتموين السفن بالفحم. أفل نجم الجزيرة مع حلول الجازولين محل الفحم. في عام 1916م، أثناء الحرب العالمية الأولى، حاولت القوات العثمانية الاستيلاء على الجزيرة التي كان يطلق عليها بريم ، إلا أنها فشلت، وفي عام 1967م صوّت سكان بريم لينضموا لليمن الجنوبي الذي استقل في ذاك العام.على هامش زيارتنا إلى الجزيرة قمنا برصد معاناة واحتياجات أهالي الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها حوالي (455) شخصاً بين ذكور وإناث فكانت حصيلة استطلاعنا كالتالي:انعدام الخدمات الذي حل عنه الإهمال لها من عقود تسبب بضرر كبير في الجزيرة التي تعاني هي وسكانها الأمرين من غياب المشاريع التنموية من صحة وصرف صحي وتعليم وسياحة واستغلال فرص الاستثمار تسبب بدوره في عزل الجزيرة وسكانها عن الحقوق الشرعية التي يطمح لها أي شخص بمعيشة كريمة .حيث يعتبر صيد الأسماك ونقل الزائرين إليها مصدر رزقهم الوحيد باعتبارها إحدى الجزر الحافلة بالأصناف المختلفة من الأسماك،فمن ضمن تلك الاحتياجات عدم وجود ميناء خاص أو رصيف لوقوف القوارب أو سواتر لصد الأمواج في مواسم هيجان البحر..فللأسف رغم موقعها الاستراتيجي الهام إلا إنها تعرضت للنسيان وعدم الاهتمام من قبل الدولة والسلطة المحلية بالمحافظة.حول هذه الزيارة كان لنا حديث مع المعنيين بالأمر من خلال الاستاذ يزن سلطان ناجي مدير عام مديرية المعلا محافظة عدن حيث تطرق خلالها إلى مضمون الزيارة المتمثلة برؤية الجزيرة على الواقع والبحث عن حلول للمشاكل والصعوبات التي مازال يعانيها سكانها والتي بدأت بفتح مركز صحي بجزيرة (ميون) وقد احتوى على ثلاثة أسرة ومخزن أدوية وغرفة للكشف وأخرى لعلاج الجروح والإصابات والمرضى بصورة مؤقتة تمهيدا لمشاريع قادمة وعدت بها المحافظة ضمن الخطط التنموية والاستثمارية للجزيرة للعام 2015م.حيث جلس مع المواطنين واستمع وبحث قضاياهم ووعدهم بأن يتم معالجتها بأقرب وقت ممكن، من بينها تخصيص ثلاثة براميل ديزل لثلاثة أشهر للجزيرة ، وكان هناك نقاش وتجاذب للأفكار بين مؤيد ورافض وتشكيك لهذه الوعود التي مل منها السكان ، ولكن المأمور تحلى بحنكة وامتص ذلك السخط والغضب والتعبئة الخاطئة من ضعاف النفوس لعرقلة مسار الإصلاحات التنموية بالجزيرة ، وبعد افتتاح المركز الصحي اتجهنا إلى حيث كنا في بيت عاقل الجزيرة واجتمع مدير عام مديرية المعلا مع أعضاء المجلس المحلي بالمديرية والجزيرة وتم مناقشة وطرح العديد من الأفكار والمقترحات في كيفية انتشال هذه الجزيرة من الوضع السيئ الذي يعاني منه السكان منذ عقود ، فقد تم عمل خطة لاحتواء شباب الجزيرة وتوظيفهم في خفر السواحل كخطوة أولى في طريق إنقاذ الجزيرة وسكانها من الزوال ، وقام بطمأنة السكان بان من أهداف ومخرجات الحوار الوطني إيجاد الحلول للعديد من العقبات والصعوبات من بينها مساعدة أهالي الجزيرة على بنائها وإعادة الحياة إليها من ضمن الحقوق والواجبات. بينما وجه وجهاء الجزيرة وسكانها برسالة إلى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي يناشدونه بسرعة انتشال الجزيرة من الوضع المزري والمخزي الراهن الذي يعيشه سكانها من غياب للخدمات والمشاريع التنموية والاستثمارية وإعطائها حقها في مثل هذه المشاريع أسوة بالجزرالأخرى في المحافظة ، فالتمسنا من خلال جلوسنا معهم عن قرب حالة البؤس والفقر اللدودين ،ناهيك عن العديد من الأمراض التي يعاني منها أطفال سكان الجزيرة من تقزم وسوء التغذية لغياب الاهتمام والرعاية الصحية وشحة التموين الغذائي وتنوعه الذي يتبناه اللواء المتواجد في الجزيرة بصفة إنسانية إلا أنها لم تف بالغرض.