أبرزها «طريق المدينة» و «همي همك»
عدن / محمد الشلفي :بدأت الفضائيات اليمنية بأعمال درامية في رمضان، من المتوقع أن تحمل جديدا للمشاهد مع مستوى جديد التنافس في تقديم المختلف لاجتذاب جمهور واسع.تدخل قناة يمن شباب التي تأسست في العام 2011 م تجربة الإنتاج الدارمي بأول أعمالها بالمسلسل التاريخي «طريق المدينة» حيث استعانت بخبرات عربية في مقدمتهم السوريان المخرج كنان اسكندراني والمؤلف مروان قاووق، وأبرز أعمالهما مسلسل «الكواسر»، و«الجوارح» ومسلسل «باب الحارة» .سيرفع المسلسل سقف المنافسة في الدراما- التي يبدو أن مستقبلها بيد القنوات الفضائية- كقناة السعيدة التي بدت لسنوات تتجاوز العشر، مع اختفاء منافسين لها، محتكرة لعقلية المشاهدين بأجزاء المسلسلات الاجتماعية الكوميدية مثل «كيني ميني»، ثم المسلسل "همي همك" الذي سيدخل هذا العام في جزئه السادس وغيرها من المسلسلات. وفيما عدا هاتين القناتين تخرج القنوات الأخرى من المنافسة ومنها القنوات الرسمية، مكتفية بتقديم أعمال سريعة ضعيفة المستوى الفني والجانب الإنتاجي.لا جديد يمكن التنبؤ به في مسلسل «بيت النور» الذي باتت قناة سهيل تروج له في فواصلها الإعلانية وسيعرض في رمضان، لكن يمكن القول أنها اقتنعت أخيرا بأهمية الدراما للوصول إلى المشاهدين معيدة تعريف الفن في رؤيتها، حيث ستجمع نخبة كبيرة من الممثلين اليمنيين لأول مرة على شاشاتها.بالنسبة للقنوات الحكومية الأربع، فلا ينتظر منها الكثير، لأنها ارتبطت إلى حد كبير بيبروقراطية لا تعول على الدراما وأهميتها، تحد من تقديم أعمال درامية على مستوى من الإبداع. يبدو ذلك على سبيل المثال في تأخر تصوير مسلسلات «أمل»، و «نصف بسمة»على قناة اليمن ، ويقتصر زمنها على أٌقل من نصف ساعة. كذلك قناة عدن والإيمان وسبأ.مرحلة جديدة للدرامالا يقف طموح يمن شباب كما روجت له عند استهداف المشاهد المحلي، بل يتعداه إلى عملها لتسويق مسلسلها عربيا، خاصة مع اعتمادها على الفصحى كلغة لطاقم المسلسل من الممثلين الذين أغلبهم من اليمنيين يشترك معهم سوريون أيضا، وتتوقع القناة نجاحا مدعوما بخبرات فنية عربية كانت جزءا من العمل.حاولت القناة كما يبدو إكمال ما ينقص الدراما اليمنية في الجانب الفني والتقني، في التصوير والإضاءة والملابس وغيرها من العناصر، باستعانتها بمخرج ومؤلف عربي لعل ذلك يزيد من نجاحها في أول تجربة، إضافة إلى ذلك قصة المسلسل التي تدور أحداثها في اليمن في العام 1948م، بفنتازيا تاريخية تحاكي مسلسل «باب الحارة» بخاصة أن من كتبها هو كاتب أجزاء من المسلسل ذاته.مع ذلك لا يمكن الجزم بنجاح المسلسل قبل عرضه، فمعلوم أن الفشل عادة ما يصاحب أعمال مخرجين وممثلين على قدر عال من الشهرة، في حال لم تكتمل حلقة النجاح: النص، الإخراج، التمثيل، التصوير، الديكور ، الملابس والأشياء الفنية الأخرى، ويمكننا الاستدلال بمسلسل سيف بن ذي يزن الذي فشل رغم كلفته الإنتاجية العالية.أما قناة السعيدة فيبدو انها تعجز عن الخروج من مربع "همي همك"، غير إنها كانت بحاجة إلى أن تشعر بالتهديد من زميلاتها من القنوات، رغم غياب المنافسة الكاملة باختلاف مجال الإنتاج إذ تنتج أعمالا كوميدية، محاولة هذا العام الاستعانة بشعبية «زمبقة» و«شوتر» اللذين عُرف بأدائهما الفنانان نبيل الآنسي وفهد القرني وبناء قصة الجزء السادس عليهما.لكن اعتمادها على مسلسلات الكوميديا كعمل رئيس، دون تقديم أعمال اجتماعية وتاريخية يجعلها تكرر نفسها وسرعان ما سيجد المشاهد نفسه يشعر بالملل الذي سببه اعتماد التجديد داخل العمل نفسه لا في نوع العمل الدرامي ككل.وكانت السعيدة قد سبقت غيرها في الاستعانة بوجوه عربية في الإخراج والتمثيل ، كالعراقي فلاح الجبوري الذي أصبح يمنيا بحكم إخراجه لستة أجزاء من المسلسل، إضافة إلى ممثلين سوريين ومصريين منهم كرينا بشور وبدرية طلبة اللتان ستشاركان في الجزء الساس، غير أن ذلك لن يغير من حتمية موت همي همك.المُلفت في دراما السعيدة هو إنتاجها لمسلسل السيت كوم «الصهير صابر» من بطولة الفنان صلاح الوافي وخالد البحري، ما يمكن اعتباره خطوة في اتجاه خلق وضع كامل لنجوم جدد، منهم الفنان صلاح الوافي الذي يقول أداؤه أنه جدير بالبطولة المطلقة كإعادة لاكتشاف قدراته الفنية بعيدا عن ظل الآخرين.بدرجة أقل يمكن انتظار أعمال القنوات الأخرى الحكومية كقناة اليمن وعدن وسبأ والإيمان أو الأهلية، مثل مسلسل «بيت النور» الذي تنتجه قناة سهيل، ومسلسل «شلني باشيلك» الذي تنتجه القناة السلفية رشد.أما قناة رشد فما زالت في مرحلة التفريق بين المفيد والضار والحلال والحرام فنيا، حيث تنتج مسلسلها بطاقم من الممثلين دون الممثلات في رؤية متأخرة تجاوزتها القنوات الأخرى وبمراجعة تاريخ الدراما اليمنية التي أنتجت بنفس الطريقة سنجد كيف أنها تركت أثرا في وقتها وانتهت.في النهاية تمثل السنوات العشر الأخيرة بما فيها 2014، خطوة أخرى لإعادة تعريف الفن والدراما بشكل خاص في التفكير العام بمستوياته، وسيعود الحراك الفني ومحاولاته للنهوض بالدراما وارتفاع عدد القنوات الفضائية، بالفائدة على انتعاش سوق الدراما وتطور الفن الذي علينا سريعا إدراك أهميته في عالم اليوم واستخدامه لمواجهة كثير من النتوءات المجتمعية.