د. زينب حزام أكثر من عشرين عاماً وهي تعمل على بلورة هوية فنية خاصة بها ، وهناك بدأت علاقة الهام مع الفن التشكيلي أثناء دراستها الأكاديمية في موسكو ومن خلال الألوان والنحت على الخشب والحجر صاغت الهام العرشي أعمالها النحتية الجميلة وامتلكت شخصيتها الفنية التي قامت بتقديمها لطلابها الدارسين في معهد جميل غانم للفنون الجميلة بعدن. الفنانة الهام العرشي من مواليد عدن ، تلقت فيها دراستها الابتدائية ثم تلقت دراستها الأكاديمية في المعهد العالي للفنون في موسكو وهي تعمل حالياً في معهد الفنون الجميلة بعدن . قدمت العديد من الأعمال الفنية التي نالت إعجاب جمهور الفن التشكيلي .. وهناك الكثير من عناصر الدهشة في أعمالها فمن حجم المنحوتة الصغيرة الذي تتوزع فوقه وخلاله الخطوط النحتية أو الدائرية أو نصف الدائرية إلى تناسق الخطوط وبلاغتها وامتدادها البسيط دون صرامة أو تحفظ إلى القدرة على إنطاق الأحجار الصلبة الجامدة المتعددة الألوان ومن هنا تتجمع لتعطي المادة الحجرية الجامدة حرارة وحميمية كبيرتين. ويندهش مشاهد منحوتات الفنانة التشكيلية الهام العرشي من محدودية مفرداتها الفنية والتشكيلية وغناها الفني في الوقت نفسه أما قصة العلاقة بين الفنانة الهام العرشي والالوان والحجر والخشب الذي تصوغ منه أعمالها النحتية فتعود إلى أكثر من عشرين سنة مضت عندما ذهبت الى موسكو لتدرس الفن التشكيلي. في معظم معارضها المحلية والدولية تحرص الهام العرشي على أن تعرض بعض لوحاتها إلى جانب أعمالها النحتية التي تنتشر بانتظام قدسي داخل قاعة المعرض وعند النظر إلى مجموعة تلك الأعمال يتكون لدى المشاهد الانطباع الفوري بأنه أمام فنانة تشكيلية تقدم أجمل الأعمال الفنية. نوارس بحر صيرة بعدن ومن بين أعمالها الفنية جميعاً نالت اعجاب جمهور الفن التشكيلي المحلي والدولي لوحة ( نوارس بحر صيرة بعدن) وهي لوحة تتميز ببساطة وبتلك الخطوط البسيطة التي تخترق جسم اللوحة بخفة. وقد أعطت الفنانة لذلك المزيج الفني من الأزرق الذي يرمز لبحر صيرة بعدن والبني والترابي لجبال عدن السمراء وقلعة صيرة التي شهدت بطولات أبناء عدن ضد الاستعمار البريطاني واستخدمت اللون الأبيض للنوارس التي تغطي بحار عدن. تدور معظم أعمال الفنانة التشكيلية الهام العرشي عن المواقع الأثرية والسياحية في عدن والتي تهدف إلى جذب السياح إلى جمال الطبيعة والشواطئ الذهبية في مدينة التواهي وكريتر حيث الفن المعماري الأصيل والمواقع الاثرية والمتاحف والى جمال الشواطئ في خور مكسر والاحياء الشعبية في مدينة الشيخ عثمان . وتسعى الفنانة الهام العرشي في أعمالها الفنية أيضا الى فكرة دعم الأمومة التي تشمل رعاية الأم والطفل ورعاية المرأة العاملة وتعليم البنت ومحاربة زواج القاصرات وكلها اعمال فنية ترمز لهذه القضية الانسانية تخرج إلى مفردات فنية ينطقها العمل الفني فتخرج إلى أشكال خطية منها شكل منحنى او دائري ولكن ليس متعرجاً وهذه الخطوط تأخذ أشكالا مختلفة محدودة في الوقت نفسه وتتوزع على جسم العمل ثم تتبادل أمكنتها واتجاهاتها وأدوارها على أجسام الأعمال الأخرى. وهكذا تتمكن الهام العرشي من اختزال العالم عبر المفردات الفنية هذه بحيث تبقى محافظة على تناسقها وانسجامها وغناها. وتفسر الفنانة الهام العرشي عملها هذا بقولها : « إن لكل فنان مفرداته الخاصة وعناصره التشكيلية التي قد يعمل عليها طوال حياته الفنية وقد تتجدد مع مرور الوقت وقد تختلف بطريقة ما ولكنها تبقى لتعطي الفنان خصوصيته وشخصيته» . بين الساحات العامة والمتاحف ورغم اعتزاز الفنانة الهام العرشي بأعمالها الفنية الا أنها قدمت العديد من المنحوتات الفنية للساحات العامة والمتاحف وحرصت على تعليم طلابها في معهد الفنون الجميلة بعدن الأعمال النحتية الصغيرة حسب توفر المواد الخام. وعلى أي حال فان هذه الأعمال الفنية الرائعة للفنانة ساعدتها في تقديم العديد من المعارض المحلية والدولية في مصر ودول الخليج العربي وموسكو وتركيا. وقد كشفت الفنانة الهام العرشي من خلال أعمالها الفنية والنحتية سر النحت على الخشب والحجر واعتبرته هو الأساس فليس في الحجر أسرار. وربما كان من عناصر المفارقة أن هذا الفن الذي يتعاظم دوره في حياتنا ، كلما تقدم الزمن وتطورت الحياة أمكن الوصول إليه من خلال أقدم الأدوات التي اخترعها الإنسان وهي الأزميل والمطرقة أما مادة ذلك الفن فهي الحجر نفسه الذي صنع منه أبناء عدن معظم الأواني المنزلية منذ القدم والتي نراها اليوم في متحف عدن كما صنع الغساسنة الصهاريج التي تخزن المياه وهي اليوم رمز الحضارة والفن المعماري العدني. ومن خلال الأعمال النحتية - الصغيرة التي قدمتها الفنانة الهام العرشي ومنها التحف والأعمال الفنية الحديثة مثل النصب النحتية أما عوامل الحفر الأخرى فكلها عوامل مساعدة ويحدث أحياناً ان تصنع عملاً نحتياً بكامله مستخدمة الأزميل نفسه دون أن تغيره وما زالت الفنانة الهام العرشي منذ عودتها بعد الدراسة الفنية التنشيطية في موسكو لتطوير عملها الفني تسعى لتقديم أجمل الأعمال الفنية والنحتية التي فتحت لها مغاليقها فكشفت سرها الخبيء.
|
ثقافة
الفنانة التشكيلية إلهام العرشي تتمرد على مأساتها الفنية بإرادة الإبداع وتقديم أجمل اللوحات والمنحوتات
أخبار متعلقة