من نافل القول إن المؤسسات الوطنية والعسكرية هي من أملاك ومنجزات جماهير شعبنا الأبي الذي حققها وظفر بها بعد نضال شاق ومرير وعطاءات وتضحيات عمدت بالدم عبر عقود طويلة وسنوات صعبة ومضنية عنوانها الكفاح المثمر والبذل الخلاق.وانطلاقاً من ذلك فإن حماية وتعزيز وترسيخ دور ومكانة هذه المؤسسات والهيئات سواء كانت عسكرية أو مدنية هي مسؤولية (وطنية وأخلاقية) تقع على عاتق كل فرد في المجتمع أكان رجلاً أو امرأة أو شيخاً هرماً أو شاباً في مقتبل العمر أو حتى طفلاً يستطيع أن يفرق بين الصح والخطأ ويستوعب ويشعر ويحس بمعنى (وطن) ومصلحة شعب هم أهله وناسه. ما يحدث هنا وهناك من اعتداءات وهجمات مسلحة ضد بعض المؤسسات والنقاط العسكرية من قبل بعض الجماعات الإرهابية المسلحة العميلة للخارج تارة وتارة أخرى للجهل والشيطان وهو لا يعدو أن يكون سوى عمل همجي وخيانة عظمى للوطن والشعب وتعاليم الدين الحنيف.فلا العقل ولا المنطق ولا الضمير الإنساني الحي ولا أي دين على وجه الأرض يقبل أن يهاجم فرد أو جماعة مدججة بالسلاح أناساً من أبناء جلدتهم ويدينون بدينهم ويحملون الهوية الوطنية نفسها وعلى قاعدة خلافات إنه جنون وسقوط مخزٍ في مستنقع التطرف والجهل والتعالي على كل القيم السماوية والمثل والأعراف والتقاليد النيرة التي تشربتها الأجيال عبر عقود وعصور ومدارات زمنية بعيدة وغابرة لم يسقط فيها الناس آنذاك مثلما سقط كثير من ضعفاء وبؤساء اليوم الذين يقرؤون قيم ومعاني ومدلولات الدين والوطنية الحقيقية (بالمقلوب) لتكون النتيجة هذا الفعل الإجرامي والجبان وتحت مسميات وتبريرات واهية ومضحكة.بحق الله كيف أقتل أناساً من أبناء وطني وجلدتي؟وحتى إذا لم يكونوا من أبناء وطني وجلدتي ويدينون بدين غير ديني (إن شاء الله يكونوا من عبدة القردة والسلاحف والأغنام) لماذا أقتل وأشرد وأيتم أطفالاً مساكين أبرياء كبلورات الثلج في سريرتهم أنقياء؟ لماذا أرمل نساء لا حول ولا قوة لهن في الحياة؟!لمجرد أنهم يختلفون معي في رؤى ومنظورات فكرية دينية وسياسية لها ظروف ومناخات دولية صعبة ومؤثرة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للمجتمع والناس ولقمة عيش ( الموطن المطحون والغلبان) المتضرر الأكبر من هذه العمليات الهوجاء وأي اختلالات أمنية وسياسية يمكن أن ترافقها.لماذا أغضب الله سبحانه وتعالى وأجافي القوانين والسكينة العامة وهو سبحانه الذي أمرني أن ( أجادل الآخرين بالتي هي أحسن) وحرم علي القتل والبطش والغرق في وحل ( شريعة الغاب) والسير في فلك القتلة والمجرمين والمتوحشين الذين يلبسون الحق بالباطل ويصورون لك ( مردة الجن والأنس) بأنهم ملائكة الرحمن أحباء الله في الأرض وورثة السماء.لماذا أهدم وأدمر هيئات ومؤسسات ومصانع ومدارس ومزارع ومعامل ومشافي بلادي الحبيبة التي عشت وتعلمت وترعرعت في كنفها الحبيب المضيء كوجنات شمسها الحالمة الجميلة البهية التي علمتني معنى الحب ودفء القلوب المتسامحة الثرية بعطاءات تضحياتها وزهدها وعزة نفسها الأصيلة إصالة شعبنا وأمتنا من الفرات إلى النيل.لما لا أبني مع الرائعين المثاليين الطيبين الذين يبنون ويعمرون ويزرعون الأمل والنور وضياء الغد الأجمل الذي نحلم بأن يرتسم في حياتنا ويعزز مسيرة الإنسان اليمني المعاصر الذي أثبت قدرات فكرية وسياسية وأخلاقية عظيمة ، عظمة تاريخ الإنساني والحضاري وبمثالية متميزة ومطلقة لغتها وعنوانها وصيغة وهجها مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ترك بصمة واعية ومسؤولة ليس في تاريخ اليمن والمنطقة فحسب بل وفي تاريخ العالم أجمع حيث بات هذا الأخير يحمل لليمنيين كل التقدير والاحترام والحب بعد أن خرجوا من مساحات البندقية والعنف وحمامات الدم إلى آفاق الحوار والنقاش الجميل الهادف والبناء لبناء وطن الحرية المثلى والعدالة الاجتماعية وعلى قاعدة راسخة مداميكها الديمقراطية وتعزيز قيم الكرامة الإنسانية بعيدأً عن حركات ( الأونطة) والدجل والهلس على خلق الله الطيبين ( المواطنين البسطاء ) الذين ينشدون الغد المشرق الذي يخرجهم من هذه الشرنقة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والروحية والنفسية التي أدمت القلوب ومزقت نياطها وبشكل مؤلم ومحزن حقاً ترك أبعاداً خطيرة للمستقبل المجهول الذي بان شبحاً حقيقياً في المخيلة والذاكرة ونبض وريد الأحاسيس والمشاعر وحركة وعي الجماهير.إن على القوى المتطرفة والظلامية أن تعيد شيئاً مهماً وجديداً وبهذا الاهتمام إننا جميعاً في هذه الأرض الطيبة والمعطاء التي عشنا فيها وترعرنا وتشربنا من خلال عشقها الأبدي معنى ( حب الوطن) جميعاً دون استثناء لأي فئة أو طبقة لن نركع أمام بنادقكم وجهلكم وجنونكم وحماقات لغتكم في العيش والتعايش والتفكير.كما أن قواتنا المسلحة وأجهزة الأمن كافة على يقظة عالية من الاستعداد ولديها القدرة الكاملة على حماية هيئات ومؤسسات ومصالح أرضنا اليمنية المباركة الطاهرة مهما بلغ حجم أحقادكم وأمراضكم وأوهامكم الدفينة التي تشمئز منها الأرواح والقلوب والله المستعان وله سبحانه الأمر من قبل ومن بعد.
|
اشتقاق
الاعتداء على المؤسسات العسكرية.. سقوط مريع
أخبار متعلقة