عدن/ لبنى الخطيبرشاد محمد حيدر يعمل في الصباح بواباً في أحد المرافق الحكومية في مدينة عدن، بينما يمضي بعض أوقات فراغه في العصر أوالمساء متجولاً في الشوارع بصحبة عوده الوتري الخشبي، عازفاً عليه و مردداً الأغاني الشعبية اللحجية للترفيه عن نفسه و كسب القليل من المال ممن يستهويهم الاستماع لتلك الأغاني، وخاصة من يمضون الساعات كعادة أغلب اليمنيين في مضغ (القات) وهي أوراق نباتية خضراء تشتهر بزراعتها اليمن رغم أضرارها الصحية وإستنزافها لكميات كبيرة من المياه الجوفية. و بهيئته البسيطة مرتدياً زيه الشعبي (الشميز والفوطة ومشدة الرأس) يتجول رشاد وسط التجمعات على قارعة الطريق وفي الحي التجاري المشهور بـ (الشابات) في خورمكسر بعدن الذي جاءت تسميته من اللغة الإنجليزية ( SHOPS) لانتشار المحلات التجارية و المطاعم الشعبية فيه، وأيضاً (ساحة العروض) المخصصة للاحتفالات الرسمية التي تنظم فيها أيضاً المليونيات والتجمعات الجماهيرية .على قارعة الطريقيقول رشاد:( تعود الكثيرون الاستماع لعزفي على العود و غناء الأغاني الشعبية، و هناك من يندمج بالرقص على أنغامها على قارعة الطريق غير مبالين بمن حولهم، بينما آخرون يستهويهم التقاط الصور و الفيديو بهواتفهم الجوالة، ويمضي الجميع أوقاتاً من الزمن بالطرب و في بهجة مؤقتة للتنفيس عن هموم الحياة الكثيرة، ويمنحني البعض القليل من النقود التي تساعدني في تدبير حياتي، لان راتبي بسيط لا يفي كل متطلبات المعيشة). تجربة جديدةو أضاف رشاد: (ظهور الفنانين المتجولين هي تجربة جديدة لم تعرفها عدن و لا اليمن عامة، و عددهم أقل من أصابع اليد الواحدة و للعوز اتخذنا الغناء على قارعة الطريق، حيث هويت أنا الغناء منذ صغري وشجعني أخي الذي هو فنان معروف في مسقط راسي في محافظة لحج (الخضيرة) المشهورة بصوت الدان والقمندان ومزارعها الكثيرة زمان، إلا أنها تظل حديقة كبيرة للفل و الكادي والمشموم بروائحها الجميلة الزكية و مكملةً لزينة المرأة في جنوب اليمن).أنشز بعض الألحانو أوضح رشاد قائلاً: ( لم أفكر بالانضمام لفرق موسيقية لإحياء حفلات الأعراس الرجالية أو الرسمية التابعة للحكومة لأنني انشز بعض الألحان الثقيلة، و في شبابي تعرضت لموقف محرج عندما غنيت في حفل زواج أحد الأصدقاء، و واجهت لحظتها صعوبة كبيرة بمواصلة الغناء لخروجي عن إيقاع لحن الأغاني الثقيلة بمصاحبة الفرقة الموسيقية، وتجنباً للإحراجات و حتى لا أفقد احترامي بين متذوقي الطرب الأصيل و«رحم الله أمرأً عرف قدر نفسه”، ومن يومها أنفرد بالعود و أغني، وأمنيتي أن يهدي لي أحدهم كلمات خاصة لأغنيها وأجرب التلحين أيضاً لأول مرة في حياتي وبها ستكتمل سعادتي بشيء أحققه وأرجو أن لا يطول انتظار ذلك الحلم البسيط».
|
ثقافة
رشاد محمد.. عازف العود المتجول في عدن
أخبار متعلقة