في احتفال بلادنا باليوم العالمي للقابلات
صنعاء / بشير الحزمي:احتفلت بلادنا يوم أمس باليوم العالمي للقابلات وذلك في حفل نظمته الجمعية الوطنية للقبلات اليمنيات بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان بالعاصمة صنعاء تحت شعار (القابلة تغير حياة الاسرة والمجتمع الى الافضل ) .وفي الحفل الذي تخللته العديد من الفقرات الفنية والمسرحية والعروض والأفلام الوثائقية حول موضوع اليوم العالمي للقابلات أكدت رئيسة الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات سعاد قاسم أهمية دور القابلة في تحقيق اهداف التنمية الالفية رقم 4 ، 5 بشأن صحة الأطفال والأمهات وتخفيض الوفيات بين هذه الفئة والتى تفصلنا شهور قليلة عن الموعد المحدد لتحقيقها بحلول عام 2015 م.وأوضحت أن الاتحاد الدولى للقابلات ينظم في دول اقليم شرق الاوسط وشمال افريقيا العديد من المؤتمرات الخاصة بأهمية تطوير المستوى العلمي للقابلات لمواكبة الاحتياجات والمتطلبات المحلية والدولية لتحسين صحة النساء والأطفال ويتم التركيز على حصول القابلات على التعليم الجامعي لما للقابلة من دور كبير في انقاذ حياة النساء والمواليد .وقالت أن وفيات الامهات في اليمن من أعلى المعدلات في العالم . وبالرغم من الجهود المبذولة لتحسين صحة الامهات والمواليد بهدف تخفيض نسبة الوفيات إلا أن المؤشرات الصحية لازالت ضعيفة جدا لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بجودة الخدمات وهذا يتطلب تحسين المستوى العلمي للكوادر الصحية خاصة القابلات .وأشارت سعاد قاسم الى وجود في اليمن أكثر من 6000 قابلة منهن حوالى 2 % فقط حاصلات على درجة الماجستير في تخصص القبالة و3 % حاصلات على بكالوريوس و20 % فقط حاصلات على دبلوم بعد الثانوية العامة فيما 75 % من اجمالى القابلات في اليمن حاصلات على شهادة قبالة لمدة عامين بعد الشهادة الاعدادية مما يؤثر على مستوى الخدمات التى تقدم للأمهات .وأكدت أهمية دور القابلة في انقاذ حياة النساء والمواليد .وأعربت عن اسفها لعدم اتخاذ اجراءات عملية في المجال التعليمي ، وعدم اتاحة الفرصة للقابلة لتطوير مستواها العلمي .وقدرت عاليا جهود صندوق الامم المتحدة للسكان والوكالة الامريكية للتنمية الدولية ممثلة بمشروع (MCHIP) بدعم انشطة الجمعية منذ تأسيسها واستمرارهم في مواصلة الدعم والتمويل للبرامج التدريبية للقابلات وتوفير فرص عمل للقابلات غير الموظفات من خلال تأسيس عيادات منزلية في الاحياء السكنية والذي يهدف ايضا الى تسهيل حصول النساء الفقيرات لخدمات الصحة الانجابية في اماكن قريبة لهن.معربة عن شكرها لمنظمة اليونيسيف لدعم مشروع الرعاية المجتمعية في ست محافظات .وثمنت دور المعاهد العليا للعلوم الصحية في صنعاء وعدن في تدريب القابلات المهنيات مساق الدبلوم بعد الثانوية العامة.وقدرت عاليا مبادرة جامعة آزال في تحقيق حلم القابلات وإتاحة الفرصة لهن لمواصلة الدراسة العليا للحصول على البكالوريوس في مجال القبالة لتشجيعهن على البقاء في المهنة وعدم التسرب الى مجالات اخرى .وعبرت عن أملها أن ترى جميع مدرسات القبالة حاصلات على بكالوريوس في المستقبل القريب اسوة بدول العالم التى تعتبر هذا مطلباً اساسياً في تطوير مهنة القبالة لتحسين صحة النساء والأطفال في العالم .من جانبها أوضحت ممثلة صندوق الامم المتحدة للسكان لينا . ك . كريستانسين أن الحصول على الرعاية الصحية الجيدة هو حق من حقوق الإنسان الأساسية. وقالت أن ما يقرب من 40 مليون امرأة في العالم تخوض تجربة الولادة دون الحصول على الرعاية الصحية او في غياب القبالة الماهرة ، ما يزيد من مخاطر الوفاة والعجز لكل من الأم والوليد.وأشارت الى أن أكثر من ثمانية آلاف امرأة تموت في اليمن سنويا نتيجة لأسباب تتعلق بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، بالحمل والولادة . .ولفتت الى أن معدل وفيات الأمهات في اليمن هي واحدة من أعلى المعدلات في العالم . موضحة أن الآلاف من الأطفال حديثي الولادة في اليمن لا ينجون من الأسبوع الأول من الحياة لأنهم لا يستطيعون الحصول على خدمات الصحة الإنجابية ورعاية القبالة الماهرة.وقالت أنه لم يتبق أكثر من 600 يوم على حلول الموعد النهائي المحدد لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية، حيث يقتضي الأمر بذل جهود متضافرة لزيادة حجم التدخلات الفعالة من حيث التكلفة الرامية إلى تثقيف القابلات وغيرهن من المتخصصات في مجال القبالة وتزويدهن بالمهارات اللازمة في هذا المجال. كون هذه الاستثمارات لها أهميتها البالغة لتعجيل الجهود الرامية إلى تحسين صحة الأمهات وبلوغ الهدف 5 من الأهداف الإنمائية للألفية، وهو أحد الأهداف التي يواجه بلوغها تأخراً شديداً. وأوضحت أن الصندوق سينشر في يونيو القادم لدى إطلاق التقرير الثاني عن حالة القبالة في العالم في مؤتمر الاتحاد الدولي للقابلات الذي يعقد كل ثلاث سنوات في مدينة براغ، بالجمهورية التشيكية أدلة وشواهد جديدة على العائدات التي يمكن أن تحققها الاستثمارات في مجال القبالة. وأشارت الى أن التقرير الثاني عن حالة القبالة في العالم - وهو جهد مشترك بين صندوق الأمم المتحدة للسكان والاتحاد الدولي للقابلات - سيكشف عن أحدث البيانات من 73 من البلدان-من بينها اليمن- التي تستأثر بأكثر من نسبة 95 في المائة من حالات الوفيات بين الأمهات والمواليد والأطفال. وستؤدي البيانات الجديدة إلى تحسين قاعدة الأدلة في هذا المجال كما ستساعد على تعبئة القيادات والإجراءات في البلدان ذات العبء الأكبر في هذا المجال من أجل دعم الخدمات الصحية للأمهات والمواليد وتيسير توفير خدمات القبالة عالية النوعية للحوامل ومواليدهن.وعبرت عن تقديرها العالي للشراكة القائمة بين صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن و الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات والتي يرجع تاريخها إلى بداية إنشاء الجمعية في عام 2004. وقالت أن الصندوق عمل بشكل ناجح في جمع ومعالجة و إعادة تأهيل حالات النواسير الولادية لاكثر من 50 مريضة العام الماضي كللت بالنجاح .وأكدت الصندوق يعمل جنبا إلى جنب مع جمعية القابلات ويقدم أيضا دعما للاستثمار في القابلات غير الموظفات لمساعدتهن على إنشاء عيادات خاصة بهن ليتمكن من تقديم الخدمات الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة في مجتمعاتهن المحلية . كما يقدم هذا الدعم في مناطق الأوضاع الإنسانية في اليمن حيث تم إنشاء 60 عيادة للقابلات.وهنأت جميع النساء اليمنيات على إقرار قانون الأمومة الآمنة من قبل البرلمان والذي جاء نتيجة لكفاح طويل و جهود جماعية . ومن شأن هذا القانون ان يعمل ايجابيا على تحسين الحالة الصحية للأمهات والأطفال في اليمن والحد من وفيات النساء والأطفال.وقالت إن اليمن بحاجة الى القابلات الآن أكثر من أي وقت مضى لحماية وإنقاذ حياة النساء والأطفال بشكل أفضل مجددة التزام صندوق الامم المتحدة للسكان بالاستثمارات لتعزيز جودة القبالة ، والتي تقوم بدورها في تعزيز صحة الأسر والمجتمعات و الأمم.من جهته أكد عميد المعهد العالي للعلوم الصحية بصنعاء الدكتور طه المحبشي أهمية دور القابلة في خدمة المجتمع وإنقاذ حياة الامهات والمواليد .وقال أن معظم مناطق اليمن ريفية ولا يوجد بها أطباء أو طبيبات وبالتالي يتعاظم دور القابلات المؤهلات في تقديم خدمات الصحة الانجابية للنساء وتحسين الوضع الصحي وخفض معدلات المراضة والوفيات في اوساط النساء والمواليد.وأوضح إن اقرار استراتيجية وطنية للقابلات والوصف الوظيفي الجديد يعتبر ميلاد جديد لمهنة القبالة في بلادنا .ونوهـ بإسهامات المعهد العالي للعلوم الصحية وجهوده في تدريب وتأهيل القابلات وفتح المسار التعليمي امامهن وتطوير المنهج التعليمي والأدلة والأدبيات للقابلات والارتقاء بمستوى مهنة القبالة في بلادنا . معلنا عن شروع المعهد في تطوير برنامج دبلوم القابلات ثلاث سنوات بناء على الوصف الوظيفي الجديد واحتياجات سوق العمل .وأشار الى أن المعهد سيكون له قريبا عند اقرار القانون الصلاحيات بإعطاء برنامج البكالوريوس وسيكون اول برنامج بكالوريوس للقابلات .، مؤكدا الحاجة الى فتح الباب امام القابلات للالتحاق ببرنامج البكالوريوس لتخريج كوادر مؤهلة تأهيلاً عالياً في مجال القبالة .هذا وكانت قد القيت في الحفل عدد من الكلمات من قبل كل من رئيس جامعة آزال الدكتور خالد غيلان وممثل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل حميد معوضة وممثلة وزارة حقوق الانسان الدكتورة لنا الشرعبي . تناولت في مجملها اهمية دور القبالة في مجتمعنا اليمني للتخفيف من معاناة النساء وخفض معدل الوفيات بين الامهات والمواليد.وأكدوا اهمية فتح المسار التعليمي امام القابلات للالتحاق ببرامج الدراسات العليا في مجال القبالة لما من شأن ذلك الارتقاء بمستوى خدمة القبالة وتقديم خدمات الصحة الانجابية ذات الجودة العالية للنساء وخاصة في المناطق الريفية .وخلال الحفل قدمت الدكتورة فاطمة قحطان مداخلة عن مخرجات الحوار الوطني حول المرأة .وقد شهد الحفل عرض مسرحية عن قصة نجاح حول المباعدة بين الولادات ودور القابلة في رفع الوعي الصحي للاسر وتغيير السلوك ، كما تم تقديم عرض مختصر حول دور الجمعية في تمكين المرأة وتدريب النساء في الاشغال اليدوية بعد العلاج من الناسور .بعد ذلك تم تكريم عدد من الجهات الداعمة لجهود الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات .حضر الحفل عضو مجلس النواب الدكتور عبدالباري دغيش ووكيلة وزارة الصحة لقطاع السكان الدكتورة نجيبة عبد الغني ونائب ممثل صندوق الامم المتحدة للسكان الدكتور حمير عبد المغني ورئيس فريق مشروع صحة الام والطفل بالوكالة الامريكية للتنمية جورج سند وأمين عام الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات فطوم نور الدين وعدد من ممثلي الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والجهات المانحة ذات العلاقة .