14 اكتوبر تواصل التحقيق في وضع الطفلة (حواء) في سجن المنصورة:
تحقيق/ منى قائد واصلت صحيفة (14 أكتوبر) التحقيق في وضع الطفلة (حواء) ذات الثالثة عشرة ربيعاً المتهمة بجريمة قتل غير عمد، ونظراً لعدم وجود دور للأحداث خاصة بالبنات تم وضعها في السجن المركزي بالمنصورة مؤقتاً وذلك للحفاظ عليها أمنياً إلى أن يتم إعادة فتح دار رعاية الأحداث مجددا. صفحة تحقيقات تواصل التحقيق بموضوع الطفلة (حواء) فإلى ما تم الخروج به: حالة نفسية صعبةاستكمالاً لما نشرته الصحيفة في عدد سابق رقم (16058) عن وضع الطفلة (حواء) تنفرد الآن بنشر حوار خاص معها حيث تمكنت من الالتقاء بها أثناء وجودي في السجن المركزي بالمنصورة وخلال جلوسي معها شعرت بأنها تعاني من حالة نفسية صعبة فلم أتمكن في البداية من الحديث معها لمعرفة ما حصل وما يحصل لها إلا بعد محاولات عدة وإلحاح لإقناعها بالحديث، تحدثت فيها معي بكل هدوء وتحفظ على بعض التساؤلات حيث بدأت معها الحديث بالتعرف عليها: ما اسمك؟ أجابت: حواء كم عمرك؟ قالت: 13 سنة منذ متى وانت هنا؟ قالت: سنة ونصف .لماذا حضرت إلى هنا؟ ردت علي: بجريمة قتل. فسألتها قتلت من؟ قالت: هي أول رمتني بحذاء فقمت أنا أيضا برميها بالحذاء فماتت( كنا نلعب ونمزح مع بعض). ماذا كانت تقرب لك؟ قالت: كنت جالسة عندهم .هل والدتك تحضر إلى هنا لرؤيتك؟ أجابت: نعم .هل ترينها أم لا؟ أجابت: أنا لا أريد رؤيتها. لماذا؟ قالت: كذا. هل لأنك لا تحبينها؟ لم ترد علي، وبعد تكرار السؤال لها أجابت: لا أعلم وماذا عن والدك؟ أجابت: ليس لدي أب هل أنت مرتاحة بالبقاء هنا؟ أجابت: أريد أن أخرج هل تريدين الذهاب عند والدتك وإخوتك؟ لم ترد علي، بل هزت برأسها مشيرة إلى عدم رغبتها في الذهاب عند والدتها لماذا لا تريدين الذهاب عندهم؟ ردت علي: كده .إلى أين تحبين أن تذهبي؟ قالت: لا أعلم .كم لديك إخوة؟ قالت (3) أخوان صغار غير أشقاء أنا أبي يختلف عن أبوهم .لكن أمكم واحدة؟ أجابت: نعم وأنا أكبرهم. كررت لها السؤال مرة أخرى أين تريدين الذهاب هل هناك شخص ترغبين في الجلوس معه غير والدتك؟ ردت علي: لا أعلم. كم مرات ذهبت إلى المحكمة؟ قالت: لا أعرف .كنت تذهبين إلى المدرسة قبل حضورك إلى هنا؟ أجابت: نعم في أي صف كنت؟ أجابت في الصف الثالث ابتدائي. كما كانت هناك بعض الأسئلة التي تخص والدتها لم ترغب في الرد عليها بل أدارت برأسها إلى الناحية الثانية من زاوية الغرفة رافضة الإجابة. رأي السجينات بحواءومن ثم جلست مع السجينات اللاتي يشاركنها نفس العنبر لأسألهن عن حالتها وماذا يلاحظن عليها من أفعال فأجبن: بأنها طفلة انطوائية ومزاجية في نفس الوقت، لحظات تكون مرتاحة ولحظات أخرى تشعر بأنها تعاني من حالة اكتئاب ولا تريد الحديث مع احد تجلس فقط أمام التلفزيون لمتابعة البرامج التي تعرض فيه، فسألتهن ماذا لاحظتم عليها؟ فأجبن: بأنها لا تقبل الأطفال معها، ولا ترغب برؤية والدتها رغم محاولاتنا بإقناعها للذهاب إليها إلا أنها تظل رافضة لذلك، وإن ذهبت مع الضابطة لرؤيتها تظل بعيدة عنها ولا تقترب منها. وأخيراًالحدث في المدلول القانوني، هو الصغير الذي لم يبلغ سن الرشد الجنائي فالحداثة من الناحية القانونية ينحصر مجالها في فترة زمنية يمكن تحديدها بحد أدنى وحد أعلى، وتحديد هذه السن يختلف باختلاف التشريعات ويرجع ذلك غالباً إلى تأثير العوامل الطبيعية والاجتماعية والثقافية الخاصة بكل مجتمع على حدة، حيث ذهبت أغلب التشريعات إلى تحديد السن الأعلى للحدث بثماني عشرة سنة وذلك تماشياً مع السن التي حددتها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل سنة (1989م).وحول قضايا الأحداث في اليمن أكدت دراسة نفذتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن عدد من المباني الخاصة باحتجاز الأحداث غير ملائمة إنشائياً للوظيفة المسندة إليها .وقالت الدراسة أن واقع الحال في اليمن يشير إلى الافتقار وعدم العمل بمعظم آليات نظام العدالة الصديق للأطفال، حيث تغيب استراتيجيات منع الجريمة وقاعدة بيانات للقضايا الجنائية التي حاولت وزارة العدل إنشاءها منذ عام (2011م)، لكنها لاقت الكثير من المعوقات .. مضيفة أن السن الدنيا للمساءلة الجنائية للحدث منخفضة جدا وهناك قصور في الفصل بين الأطفال والبالغين في أماكن الاحتجاز وضعف العمل بمبدأ حماية الطفل .