المعالجة الجماعية للديدان الطفيلية بمدارس العاصمة وعــدن وسيلة آمنة من أجل جيل سليم معافى
صنعاء / بشير الحزمي لا تزال الأمراض المعدية وعلى رأسها الديدان المنقولة عن طريق التربة أكثر الأمراض شيوعاً في مجتمعنا ، في حين تتفاوت إصابة الناس بها ما بين إصابة خفيفة غير ملفتة إلى حد كبير، وبين إصابه شديدة تبرز ملامحها وآثارها بشدة.بيد أن مضاعفات هذه الديدان تظهر بشكل سيء لدى صغار السن وبالذات الأطفال حتى سن 18 عاماً ، حيث من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة لاسيما في حال انسداد الأمعاء الناتج عن تكتل ديدان الإسكارس.علاوة على أضراها الكثيرة على مستوى تدني النمو الطبيعي للجسم والتسبب بفقر الدم وسوء التغذية، وتجلياتها الخطيرة في إضعاف التحصيل التعليمي والاستيعاب. ويعتبر البرنامج المسئول عن مكافحة الديدان في المدارس في بلادنا أحد مكونات مشروع مكافحة البلهارسيا ويتم تنفيذه من خلال البرنامج الوطني للصحة المدرسية بوزارة الصحة العامة والسكان (أحد برامج الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة)، وذلك بالتعاون مع إدارة الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم، ويسعى إلى تحسين الصحة العامة بالمدارس والوضع الصحي والذهني للطلاب من الجنسين، وكذا وقايتهم من سوء التغذية وفقر الدم وضعف التحصيل التعليمي. ويهدف البرنامج عموما الى تحسين الحالة الصحية والتغذوية والذهنية بين الأطفال في سن المدرسة من(6 - 18)سنة. وللبرنامج أهداف خاصة تتمثل في خفض شدة الإصابة بالديدان المنقولة عن طريق التربة بين الأطفال في سن المدرسة من (6 - 18) سنة في جميع المديريات المستهدفة ، تشجيع السلوك الصحي السليم وإنقاص العدوى بالديدان المعوية عن طريق ( التوعية باستخدام المياه النظيفة ، استخدام المراحيض ، النظافة الشخصية ، غسل الأيدي بعناية، رمي المخلفات بالأماكن المخصصة لها ، نظافة بيئة المدرسة ، لبس الأحذية) . كما يهدف الى الحد من فقر الدم وأي مشاكل صحية أخرى قد تظهر بسبب الإصابة بالديدان المعوية ، تحسين ودعم نشاط البرنامج الوطني للصحة المدرسية على كافة المستويات.المعالجة الجماعيةوتتم المعالجة الجماعية للديدان الطفيلية في المدارس تحت إشراف ورعاية وزارة الصحة العامة والسكان ومنظمة الصحة العالمية وبالتنسيق والتعاون مع وزارة التربية والتعليم حيث يتم تنفيذ معالجة جماعية شاملة لجميع طلبة المدارس من الجنسين في عموم مدارس أمانة العاصمة ومحافظة عدن من خلال دواء (البندازول/ الجرعة 400 مجم) وقد صنع هذا الدواء خصيصاً لمنظمة الصحة العالمية ، وهو دواء متداول في السوق الدوائي ببلادنا وكذلك في الصيدليات المختلفة ، تصنعه شركة دوائية بريطانية عالمية رائدةً في التصنيع الدوائي اسمها (جلاكسو سميث كلين)، كما أنه مضمون الصلاحية والفاعلية في القضاء على الديدان الطفيلية الشائعة. دواء آمنوطبياً يمكن إعطاء هذا الدواء بشكل آمن دون مشكلة في المدارس في كل فصل دراسي من خلال جرعة واحدة تؤخذ بعد وجبة طعام مشبعة ، وهي عبارة عن حبة واحدة يمكن تناولها كل ستة أشهر بحسب توصيات (منظمه الصحة العالمية) وبحسب إستراتيجية هذا المشروع المقرة والمنفذة في العديد من بلدان العالم.في حين ، سبق خلال حملات معالجة البلهارسيا التي نفذتها وزارة الصحة في السنوات الماضية إعطاء هذا الدواء للطلاب الملتحقين بالمدارس وكذلك غير الملتحقين بها من ذوي الفئة العمرية.وللعلم ، فقد ثبت نجاح وجدارة وفعالية هذه المعالجة في التخلص من الديدان المنقولة عن طريق التربة.الفئة المستهدفةوبحسب المركز الوطنى للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني فإن الحملة تستهدف طلاب وطالبات المدرس في عمر المدرسة من (6 - 18)سنة داخل المدارس ، كما أن المعالجة تشمل أيضاً الأطفال من الجنسين غير الملتحقين بالمدرسة ممن ينتمون إلى الفئة العمرية ذاتها. وتنفذ الحملة من (27 أبريل وحتى نهاية العام الدراسي الجاري2014 م).أنواع الديدانوتشمل انواع الديدان المنقولة عن طريق التربة الدودة المسلكية (الترايكورس ترايكورا) ، الدودة الخيطية (الإسكارس ) ، الدودة الخطافية أو الشصية (الإنكلستوما ) ، الدودة الدبوسية (الإنتروبياس).وهناك عدة عوامل مساعدة على انتشار الديدان المعوية ابرزها التبرز في الطرقات أو في التربة ، إهمال الناس أو الأطفال للنظافة وعدم لبس الأحذية ، توفر المناخات البيئية الملائمة لانتشار الديدان الطفيلية وضعف الإصحاح البيئي ، تواجد التربة والرطوبة والأمطار ، عدم غسل الأيدي جيداً بعد قضاء الحاجة (التبرز) وقبل تناول الطعام ، أكل الخضروات دون غسلها، إهمال غسل اليدين بالماء والصابون قبل تحضير الطعام وبعد تنظيف مخلفات الأطفال.آثار سلبيةومن الآثار السلبية للإصابة بالديدان المعوية التأثير السلبي على الحالة الغذائية للطفل نظراً لأن الديدان تعيش في الأمعاء وتعتمد في غذائها على غذاء الطفل ، فقدان الشهية جراء الإصابة بالديدان، ومن ثم الإصابة بسوء التغذية ، نقص النمو الجسدي للطفل، انخفاض سعة القدرة الذهنية لدى الطفل وضعف الاستيعاب والتحصيل التعليمي ، انسداد الأمعاء عند الطفل المصاب بديدان الإسكارس والذي قد يؤدي إلى الوفاة بسبب انسداد الأمعاء.نتائج المعالجةوللمعالجة من هذه الديدان نتائج ملموسة أهمها تحسين مخزون الحديد ونسبة الهيموجلوبين في دم الطفل ، تحسين النمو عند الأطفال ، تحسين الشهية للأكل ، تحسين مستوى الأداء الذهني للطفل ، خفض نسبة حدوث المضاعفات السريرية.طرق الوقايةوللوقاية من عدوى الديدان عدة طرق اهمها وجوب استخدام الحمامات لأنه يمنع تلوث التربة بالبراز ، وجوب غسل اليدين بالصابون بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام والمحافظة على نظافة اليدين ، غسل الخضروات والفواكه جيدا بالماء النظيف ، لبس الأحذية ومنع الأطفال من المشي حفاة في الحقول والطين والمياه والانهار ، تناول الأدوية المضادة للديدان على الأقل مرة واحدة سنوياً ، تحسين عملية الصرف الصحي، وعدم استخدام مياه المجاري في ري الخضروات ، النظافة الشخصية ، النظافة العامة (المدارس، الشوارع).لا صحة للشائعاتولمن لا يعلم فإن خدمة معالجة الديدان الطفيلية على مستوى المدارس في اليمن ليست وليدة اليوم ، بل سبق في الماضي تقديمها خلال الحملات الوطنية لمكافحة البلهارسيا والتي شملت جميع محافظات الجمهورية ، على اعتبار أن جميعها يشكل بؤراً لانتشار هذه الأمراض.وليس غريباً أن تقدم وزارة الصحة علاجاً يحسن المستوى الصحي لطلبة المدارس خلال العام الدراسي الحالي بدءاً بأمانة العاصمة ومحافظة عدن، ولأنهما لم تستهدفا خلال الحملات السابقة ضد البلهارسيا.لكن بعض مثيري الشائعات لا يروق لهم تفهم أهمية صون المجتمع وأجيال المستقبل من الأمراض التي تضر بصحتهم من مثل الديدان الطفيلية الواسعة الانتشار في بلادنا ، لدرجة أن قلة من الإعلاميين والكتاب في الصحافة لم يسلموا من الانجرار وراء الأكاذيب المضللة ، وأوسعوا المعالجة قدحاً وتشويهاً ، الأمر الذي أثار بلبلة وخوفاً واسعاً لدى الكثير من أولياء الأمور ، ما دفع بالبعض إلى منع أطفاله من تناول الدواء المضاد للديدان الطفيلية.وعلى ما تقدم ، فإن وزارة الصحة العامة والسكان المسئولة الوحيدة عن تقديم المعلومات عن كل ما يتعلق بصحة المجتمع ، وهي من تتولى تقديم هذه المعالجة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وبمساندة منظمة الصحة العالمية ، في سعي دؤوب الى تحسين مستوى الصحة العامة للمجتمع ومستوى التحصيل التعليمي لطلاب وطالبات المدارس ومكافحة سوء التغذية وفقر الدم ، على اعتبار أن الديدان الطفيلية أبرز المتسببين بهذه الاعتلالات السلبية على الصحة.وفي الأخير ، فإن وزارة الصحة العامة والسكان تهيب بجميع أولياء الأمور الحرص على عدم تفويت الفائدة لأبنائهم مع ضرورة تناول وجبة مشبعة قبل أخذ العلاج.