لطفي شطارة لم تكن الخطوط الجوية الملكية التابعة لبروناي أول شركة طيران من شرق آسيا أسافر عليها في حياتي وأنا في طريقي من لندن إلى دبي التي وصلتها إليها ، بل كانت المفاجأة الكبيرة لي وأنا في مقعدي داخل الطائرة الحديثة من طراز بوينج 787 التي يملكها عدد محدود من شركات الطيران العالمية أن قائد الطائرة امرأة اسمها زرينة هاشم .. كانت قائدة الطائرة تتحدث قبل الإقلاع من مطار هيثرو عن خط سير الرحلة والمدة التي ستقطعها وحالة الطقس المتوقع في دبي عند الوصول .. كانت تتحدث وفي مخيلتي تدور كل تفاصيل دراما اختفاء الطائرة الماليزية التي اختفت في هذا الكون وفشلت كل دول العالم حتى الآن في فك لغز اختفائها .. لا أخفيكم شعرت بقلق ان قائدة الطائرة الضخمة هذه امرأة ليس تقليلا من مكانة المرأة ، ولكن لأنني أول مرة أعيش هذه التجربة ، كما أن صديقي حلمي أمان كنت آخر من تحدث معه عبر الفايبر وكتب لي مازحا انه متشائم من رحلتي هذه وضاعف كلامه هذا من شدة قلقي .. أقلعت الطائرة وكانت زرينة تشق بها السحب المتلبدة فوق سماء لندن وتحدث اهتزازات بالطائرة وأنا أتذكر أن الكابتن امرأة والوسواس كان عبارة حلمي ههههه .. كنت أشاهد الشاشة التي أمامي بالمقعد عن خارطة الرحلة والتي تحدد السرعة والارتفاع وخط السير .. لم أتوقع وأنا أشاهد أن الطائرة وهي تدخل الأجواء الفرنسية قد وصل ارتفاعها إلى ٤١ ألف قدم ، وهو ارتفاع يفوق بقية الرحلات التي تعودت أن لا يتجاوز الـ٣٩ ألف قدم حتى لطائرة الايرباص الحديث “ A380 “ .. كنت أوسوس وأنا أشاهد رقم الارتفاع وكلام حلمي يدور برأسي ربما ستأخذنا زرينة إلى خارج الغلاف الجوي ويكون مصيرنا مثل مصير ركاب الطائرة الماليزية التي عجزت كل الروايات عن كشف سر اختفائها .. سارت رحلة زرينة وعلى هذا الارتفاع الشاهق والسرعة التي تصل إلى ٩٠٠ كيلو متر في الساعة بكل أمان دون أن اشعر بأية مطبات أو اهتزازات ، أوصلتنا زرينة إلى دبي بالموعد المحدد بالثانية أيضا لدقة نظم الملاحة الجوية الحديثة.. كانت تجربة رائعة أن احلق بهذا الارتفاع الشاهق بهذه الطائرة الحديثة وبالأيادي الزرينة الماهرة .. المرأة في بلد مثل بروناي حديث على الطيران، قد استطاعت أن تنافس كبار الرجال في هذا العالم ، ربما هناك نساء عربيات يقدن الطائرات ولكني أتحدث عن بلد مثل اليمن كان من أوائل الدول التي عرفت الطيران خصوصا الجنوب، ومع هذا لم تجد المرأة طريقها إلى هذا المجال المحتكر للرجال فقط وأصحاب النفوذ وتركوا المرأة محبوسة بين الحلال والحرام .. ربما ان التضييق على المرأة في بلادنا في مجالات كثيرة ومنها الطيران هو خوف الرجال من القدرات الكبيرة التي تتميز فيها المرأة عنهم ، وربما غيرة من فتح مجالات كثيرة للمرأة ستحد من احتكار الرجل لأعمال كثيرة ..وصلت دبي ليس بأياد آمنة ، بل بحنكة وكفاءة وقوة عقل وأيادي زرينة التي قبلت وبكل تواضع جم أن آخذ صورة داخل غرفة القيادة لإرفاقها بمقالي هذا .. نرفع قبعاتنا للمرأة وأتمنى أن تحظى المرأة في كل البلاد العربية واليمن تحديدا بالمكانة التي تليق بها وليس البيت فقط .. عندنا في اليمن ستخرج ألف زرينة إذا حصلت المرأة على استحقاقاتها ومنحت الثقة الحقيقية واحترمت مكانتها وإمكاناتها الكبيرة .
|
ومجتمع
في أيادي زرينة !
أخبار متعلقة