14اكتوبر تتلمس هموم وقضايا المواطنين في الحديدة
تحقيق / أحمد كنفاني: تزداد أوضاع قاطني محافظة الحديدة سوءاً خاصة مع حلول الصيف والذي ترتفع فيه درجة الحرارة إلى حد لايطاق مع كثرة الإنطفاءات للتيار الكهربائي والتي تتجاوز في اليوم 12 ساعة ناهيك عما تسببه الإضرابات المتواصلة لعمال النظافة من تراكم للمخلفات والقمامة وتشويه المنظر العام للمدينة والشوارع وانتشار الأمراض والأوبئة ناهيك عن قلة المعروض من الغاز المنزلي والمشتقات النفطية والتي مع استفحالها تبرز العديد من المشاكل ومنها ارتفاع كلفة المواصلات وعدم تمكن الأسر من توفير مادتي البترول أو الديزل لتشغيل المولدات الكهربائية التي بحوزتهم ولجؤوا إليها مضطرين للتخفيف من آثار درجة الحرارة إضافة إلى الانقطاع المتكرر للمياه وضعف تدفقها إلى منازل المواطنين وطفح مياه الصرف الصحي في بعض المناطق. «ضاقت واستحكمت حلقاتها وليس في الأفق بوادر فرج قريب» معظم المواطنين الذين التقيناهم يقولون ذلك بأسى شديد لا يريدون - لو الأمر بيدهم - أن يصل حال المحافظة إلى هذا الوضع الكارثي الذي غير فيها كل شيء جميل.(14أكتوبر) تسلط الضوء في هذا التحقيق على ما يعانيه المواطنون وأبرز هموم واحتياجات أبناء المحافظة وفي النفس مرارة حنظل :انقطاع الكهرباء وسيلة تعذيبفي ساعة مبكرة من فجر أمس وبعد أدائي لصلاة الفجر في جامع دحمان بسوق الهنود مديرية الحوك وأثناء عودتي إلى منزلي شابني منظر الأسر التي افترشت الشوارع بحثاً عن نسمة هواء تخفف عليهم شدة حرارة الجو مع انقطاع التيار الكهربائي أطفال رضع عراة تتعالى أصواتهم بكاءً ونساء يرددن معاً الدعوة إلى الله بالا يرحم مسؤولينا وأن ينتقم منهم الكل متذمر مما آل إليه وضع الكهرباء وحال المحافظة التي تدمي القلب قبل العين.أحدهم في شارع الصديقية ويدعى الدكتور محسن اليزيدي ناداني حينما رآني ليطرح علي سؤالاً مارأيك ؟ لا كهرباء، لا مياه، لا نظافة، لا أمن، لا صحة لا تعليم لا وظائف ظلم قهر وجور وغلاء معيشة الإنتظار سنوات طويلة والعمر يمضي إذن لا مناص من الهجرة وترك هذه البلاد التي لاتجد من مسؤوليها إلا ظلم العباد ؛ البحث عن فرصة عمل في مكان بعيد حتى يعيش الأولاد وقال لا داعي لردك فالرد معروف وأختتم قوله بالدعاء : ربي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين. في زيارتنا لمديرية الميناء وجدنا مشاعر الأسى والحزن والمرارة تلف قرى ومناطق عديدة فيها يقول محسن صادق في حديثه لمجموعة من أصدقائه إن التغيير الذي شهده الوطن لم يزد الطين إلا بلة واصبح المواطن يعيش في جحيم فلا أمن ولا إستقرار للأسف في بلادنا وولاء المسؤولين لأحزابهم الوطنية أصبحت شعاراً يتغنى به الجميع .في الجانب المطل على مدرسة خولة بالصديقية هالني منظر تكدس القمامة التي مع تراكمها لفترة طويلة أضحت كجبل وذكرتني بجبال ريمة التي لم أزرها منذ فترة وفي مشواري لإتمام عمل ما ؛ رأيت مجموعة من الاطفال يلعبون في وسط حديقة الشعب التي امتلأت بالأتربة والأوساخ دون إكتراثهم لما قد يتعرضون له من أمراض. أزمة المشتقاتفي محطات البترول بشوارع صنعاء وشمسان والساعة طوابير من السيارات أغلقت مساحات الأماكن المخصصة للمشاة لم تشهد الحديدة مثيلاً لها من قبل ،يقول مجموعة من مالكي تلك السيارات ومنهم محمد الحمادي وصادق الحاتمي وسعيد النونو: نشكر الحكومة على هذه الأزمة التي لم تكن على الخاطر وأن البلاد ليست في حرب وإلا كان حجم الكارثة أكبر وأشنع هذا من أهم إنجازاتها ، وقالوا أن البلاد ليست في حرب منتقدين تكرار انقطاع الكهرباء والمياه وتدهور الصحة والتعليم وتدني كافة الخدمات الضرورية للمواطن وانتقدوا انتشار ظاهرة المطبات ففي كل شارع يوجد أكثر من 20 مطباً التي لم يضع لها حل رادع من قبل الجهات المعنية لمنع الاستهتار بمقدرات الوطن والمواطن .من جانبه وفي محطة العيسي وجدنا العديد من المزارعين ومنهم مناجي مرزوق وعلي يوسف وعبدالمجيد البرعي وسعيد محب من عدة مديريات مختلفة قدموا إلى المدينة للبحث عن مادة الديزل التي بحسب قولهم يجدونها متوفرة في السوق السوداء ولم يرضخوا لشرائها لإنها بأسعار غالية وأفادوا أن لهم يومين وهم في طوابير طويلة في المحطة ولم يحصلوا على الديزل وبالرغم من توجههم بأعداد كبيرة إلى قيادة المحافظة للشكوى للمحافظ هو الآخر بدوره لم يعرهم أي نوع من الاهتمام ، مؤكدين أن الحكومة أثبتت فشلها إلى الآن .. داعين رئيس الجمهورية بضرورة وضع حد للفساد من خلال القضاء عليه واختيار المسئولين ذوي الكفاءة شاكرين مدير عام شركة النفط اليمنية عايض دارس على استقباله لهم والتعاون معهم قدر المستطاع وحسن قيادته للشركة. طفح الصرف وانقطاع المياهمن جهتهم ناشد أبناء وقاطنو الصبالية والمشرع وغليل والسلخانة قيادة المحافظة ومؤسسة المياه والكهرباء وصندوق النظافة والأمن بتحمل مسؤولياتهم حيث أصبحت قراهم منكوبة ومبانيهم مهددة بالسقوط نتيجة الطفح المستمر للصرف الصحي ناهيك عن انقطاع المياه عن مساكنهم وضعف تدفقها للشقق المرتفعة وتكدس القمامة في الشوارع والتي شكلت مرتعاً خصباً للكلاب وانتشار الأمراض والأوبئة مطالبين إياهم بالنزول الميداني والتأكد من شكواهم. الدور الغائبوفي المساحة المحاذية لشاطئ الكورنيش والتي قمنا بزيارتها عصر أمس هروباً من حدة إرتفاع درجة الحارة ألتقينا بالعديد من الأسر والزائرين حيث نقل الأخوان مسعد اليافعي وشكري الحكمي تحياتهما عبر الصحيفة لأسرتيهما في عدن والضالع وأشارا إلى أن الحديدة لم تكن كسابق عهدها وأنها تشهد تدهوراً شديداً في الخدمات بالرغم أنها لا تستحق وعبرا عن استغرابهما عن دور الحراك التهامي في انتشالها من هذا الوضع الذي تعيشه من السطو على الأراضي المحاذية لمدرسة عذبان التي نصبوا فيها بعض الخيام لتحول هذه الأيام إلى غرف وشرعوا في بنائها في وسط مساحة جمالية للشارع المحاذي للقلعة. دور قيادة المحافظةولم يكن في اليد حيلة مع تلك الهموم والقضايا التي يتجرع مرارتها المواطن في الحديدة سوى التوجه لقيادة المحافظة ومسؤولي الجهات الخدمية وطرحها على طاولتهم ومناقشتها بكل شفافية حيث أكد محافظ الحديدة أكرم عبدالله عطية أن مكتبه مفتوح لكافة المواطنين دون استثناء وأحياناً يكون منشغلاً في الاجتماعات التي يتم عقدها وهذا خارج عن إرادته وفيما يتعلق بمشكلة الكهرباء والانقطاع المتكرر للتيار فهي لأسباب منها العجز في التوليد ومراعاة لوضع المحافظة من حيث المناخ تم الرفع للقيادة السياسية بهذه المشكلة ومطالبته بإصدار توجيهاته بفصل محطة رأس كتيب عن الشبكة الوطنية وتخصيصها في سد احتياجات أبناء المحافظة وتم بهذا الخصوص إصدار توجيه للأخ مدير فرع مؤسسة الكهرباء بالحديدة بفصل المحطة المركزية للكهرباء عن المنظومة الوطنية و تخصصيها لتغطية العجز في المحافظة خاصةً وأن المحافظة تعاني من عجز شديد في الكهرباء.ويأتي ذلك نتيجة لعدم الالتزام من قبل التحكم المركزي بالمحاضر والاتفاقيات بهذا الشأن ورفض وزير الكهرباء تنفيذ توجيهات فخامة رئيس الجمهورية بشان سرعة تغطية عجز الحديدة بـ40 ميجا وفيما يتعلق بالمشتقات النفطية كذلك تم التخاطب مع القيادة السياسية لزيادة المخصص منها للمحافظة وفيما يتعلق بالنظافة تم الاتفاق مع قيادة عمال النظافة على رفع الإضراب وفعلاً بدأ عمال النظافة منذ 3 أيام ممارسة أعمالهم ورفع المخلفات وأشار إلى أن قيادة المحافظة تعمل وفق الإمكانيات المتاحة لها ولن تألو جهداً في خدمة أبناء المحافظة وتنميتها وازدهارها والقادم يبشر بالخير في ظل التحول الذي تشهده اليمن نحو الأقاليم ولفت إلى أن القيادة السياسية ممثلةً بالأخ عبد ربه منصور هادي تولي المحافظة عاصمة الإقليم كل الدعم والاهتمام وتلبية احتياجات أبنائها.شركة النفط * كانت لنا وقفة كذلك مع مدير عام فرع شركة النفط اليمنية عايض عبدالله ناجي الذي أستعرض مهام ودور الشركة واقتصارها على استلام المشتقات وتوزيعها على مالكي المحطات وأوضح أن زيادة الطلب وقلة المعروض والتقطعات للناقلات والتفجير المتواصل لإمدادات النفط والتهريب واحتكار وجشع وطمع بعض ضعاف النفوس من مالكي المحطات من الأسباب الأخرى المؤدية إلى حدوث الإختناقات في المشتقات النفطية. صندوق النظافة * وأكد جماعي كليب المدير التنفيذي لصندوق النظافة حرص الصندوق على القيام بمهامه حسب ماهو مخطط له ،وقد تحدث من حين لآخر بعض الإشكاليات ويتم السيطرة عليها ومعالجتها وبسبب وعي المواطن وبنظرته لعامل النظافة فعامل النظافة لا يكفي للقيام بمسئولية النظافة وحده ونحن في اليمن نعاني مشاكل في تدني مستوى الوعي البيئي بعكس المجتمعات العربية والأوروبية الأخرى فعامل النظافة في بلادنا يعمل أكثر بكثير مما يعمل عامل النظافة في دولة أخرى وربما أكثر بمئات المرات نتيجة الكم الهائل من المخلفات وعدم وضعها في أماكنها المخصصة وكذلك عدم فرزها مابين مخلفات جافة وسائلة مما يسبب تحول أماكن مقالب القمامة إلى مستنقعات وبؤر للأمراض والأوبئة نتيجة الخلط بين المخلفات الجافة والسائلة كما أن الإعلام لدينا لا يتبنى قضايا التوعية البيئية ولا يحاول توعية المجتمع بما فيه الكفاية حول هذا الجانب مع أن وعي المواطن المتدني بالنظافة وعدم التزامه بالمواعيد ولو وجد الوعي بالقضايا البيئية لاستطعنا الحفاظ على مدننا نظيفة وقللنا الإمكانيات الكبيرة التي تهدر في الجمع والتخلص من النفايات ولهذا لا بد أن يتحمل الإعلام أو يتبنى جزءاً من المشاكل التي نعانيها ولا بد من غرس الثقافة البيئية ابتداء بالمدرسة والمسجد وتكثيف التوعية البيئية على نطاق واسع وتبني حملات شاملة للتوعية بالمخاطر التي تهدد البيئة والتنمية الاجتماعية في بلادنا. الكهرباء * بدوره أكد مجيب أحمد حازم الشعبي مدير عام فرع المؤسسة العامة للكهرباء منطقة الحديدة أن الإنطفاءات المتكررة التي تشهدها المحافظة هي مشكلة خارج عن سيطرة المنطقة وهي ناتجة عن نقص الوقود في محطة رأس الكثيب وتعنت التحكم الوطني والفصل المتكرر على دوائر 33 ك.ف وأشار إلى أنه لا يوجد أي مراعاة من قبل الدولة لهذه المحافظة التي تعتبر ذات مناخ حار وتعيش هذه الأيام أجواء الصيف الذي يكتوي بحرارته الصغير قبل الكبير وأوضح الشعيبي أن فرع المنطقة قام بإجراءات كبيرة في مجال تطوير الشبكة وخطوط النقل وبناء العديد من المحطات التوليدية في المدينة آملاً من المواطنين والجهات الحكومية والخاصة بترشيد الاستهلاك ودفع قيمة الاستهلاك وعدم تراكم المديونية حتى تستطيع المؤسسة الوفاء بواجباتها تجاه الغير. المياهمن جانبه أكد وكيل محافظة الحديدة القائم بأعمال مدير عام المؤسسة المحلية للمياه إن المؤسسة وصلت إلى حافة الانهيار مالياً وإدارياً وعملياً وفنياً ،مشيراً إلى أن الآلات والمعدات الموجودة غير كافية وفوق ذلك 90 % منها قديمة وخارجة عن الخدمة وتحتاج إلى صيانة وإصلاحات بصورة يومية ولفت إلى أن المؤسسة تنفق يومياً عشرات الآلاف للصيانة والإصلاحات وأوضح أن من أبرز أسباب طفح مياه الصرف الصحي في عدد من المناطق في المحافظة انتهاء العمر الافتراضي لشبكة الصرف الصحي وحدوث انهيارات جزئية أو كلية للعديد من المناهل والأغطية إلى جانب الإهمال في الصيانة وعدم تنظيفها من الترسبات وكذلك بعض المشاكل من سوء الاستخدام وفيما يتعلق بضعف تدفق المياه لمنازل المواطنين القاطنين في الشقق المرتفعة في بعض المناطق يعود لتوقف عدد من المضخات عن العمل.