لاشك ان الكلمة القيمة والصريحة التي ألقاها الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في كلية الشرطة بمناسبة تخرج دفعة جديدة من حملة الماجستير في العلوم الأمنية قد وضعت النقاط على الحروف وأبرزت تفاصيل الكثير من التحديات التي تواجهها اليمن خاصة الهجمة الشرسة والمحمومة التي تنفذها قوى الشر والإرهاب والتخريب والأطراف المتعددة لقوى الثورة المضادة التي يقوم كل طرف منها بأداء الدور التآمري الذي كلف به في سبيل زعزعة الأمن والاستقرار وتقويض عملية المرحلة الانتقالية وما تتطلبه من استكمال للخطوات والإجراءات المؤدية الى إعلان قيام اليمن الفيدرالية الاتحادية التي بانجازها يتحقق حلم المواطن اليمني في الانتقال من رواسب نظام الظلم والفساد والاستبداد الذي عاش في ظله عشرات السنين إلى رحاب دولة حديثة يسودها النظام والقانون وتعمل على تحقيق الحرية والعدل والمساواة وتوزيع الثروة والسلطة على الأقاليم في سبيل تحقيق المشاركة الشعبية الواسعة وتشجيع التنافس بين الأقاليم بما يحقق التطور والنماء لصالح المجتمعات المحلية.ولذلك فان القيادة الحكيمة والمخلصة للأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي يقود هذه المرحلة الانتقالية بكل شجاعة واقتدار وينفذ خطواتها المتلاحقة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني المستندة إلى المبادرة الخليجية والقرارات الأممية المؤيدة والمساندة لإنجاح هذه المرحلة، فان الرئيس هادي بهذا العمل الدؤوب والمتواصل انما يعمل لانجاز المشروع الحضاري العظيم لليمن الذي بانجازه يحقق اليمن فتحا عظيما وتحولا كبيرا ويصبح جاهزا للاستفادة من ثرواته المتعددة ويأخذ مكانه اللائق بين الأمم والشعوب كدولة حديثة قوية يسودها الأمن والاستقرار وتعيد للتاريخ اليمني دوره واعتباره.وإذا كانت التحولات الكبيرة والأحداث العظيمة يصنعها القادة العظماء فان الرئيس هادي بتحمله للمسؤولية الأولى في اليمن في ظل ظروف يشهد الجميع بخطورتها وصعوبتها فانه قد استطاع بحكمته وشجاعته وصبره أن يجتاز بالوطن أهم التحديات وأخطر المنعطفات التي كادت تعصف به وتدخله في احتراب أهلي يصل ضرره إلى الجميع ويقوده إلى المجهول ويكلف اليمن فاتورة باهظة جدا تزيده تخلفاً إلى تخلفه، لكن بفضل الله تعالى وبفضل الرئيس هادي ومعه كل الخيرين والمخلصين لليمن - وهم كثر - حفظ الله اليمن من الانزلاق إلى المجهول وتجاوز أخطر التحديات والفوضى العارمة.لقد شكلت الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي تفجر بركانها في 11 فبراير 2011م أهم الضمانات لنجاح خطوات التغيير الصعبة التي تمت حتى الآن وذلك من خلال بقاء الحشود الهائلة من الثوار في ميادين الاعتصام في مختلف المحافظات اليمنية ومن خلال المسيرات الضخمة التي شهدتها المدن والمحافظات اليمنية، فبعد أن أرغمت هذه الثورة العظيمة رأس النظام السابق على التخلي عن السلطة ونجحت في فطامه منها على الرغم من العشق الجنوبي لها والغرام في حبها والعمل على توريثها، فانها بعد ذلك قد شكلت رادعاً قويا ضد كل المغامرين والمتآمرين على الثورة والوطن مما جعلهم يستجيبون لدعوة الحوار الوطني الشامل الذي اشرف عليه ورعاه الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية باعتباره المخرج الوحيد للمرحلة الحالية التي تعيشها اليمن وبالفعل فقد خرج اليمنيون جميعا بخارطة طريق واضحة تضمنت الحلول والمعالجات لما تعانيه اليمن من القصور والاختلالات في المجالات المختلفة. وقد برزت صفات القيادة الحكيمة والصبر والشجاعة للأخ الرئيس هادي في إنجاح هذا المؤتمر الوطني التاريخي الذي واجه الكثير من العوائق والتناقضات من اليوم الأول لانعقاده إلى اليوم الأخير من أعماله.واليوم وبعد أن اجتاز الشعب اليمني أخطر مراحل العملية الانتقالية، وبعد أن بدأ الرئيس هادي في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي اتفق عليها اليمنيون يبدو أن قوى الثورة المضادة تدرك جدية المرحلة وتدرك قدرة القيادة الوطنية المخلصة على العمل والانجاز فانها تتقاسم أدوار التآمر على الوطن فيما بينها فمنهم من هو مكلف بتنفيذ عمليات التصفيات والاغتيالات سواء في صفوف الجيش والأمن أو القيادات والكوادر المدنية ومنهم من هو مكلف بالعمل على تدمير الخدمات والمنشآت الحيوية كالنفط والغاز والكهرباء ومنهم من هو مكلف بخلق الأزمات كما هي الأزمة المفتعلة في نقص الوقود في محطات المحروقات بالعاصمة صنعاء حيث أن هذا النقص يحدث اما بإخفاء تلك المحروقات أو بتهريبها إلى أماكن أخرى كما ثبت ذلك من خلال ضبط بعض الكميات المهربة. بالإضافة إلى احتجاز بعض القاطرات التي تنقل تلك المحروقات، وكل ذلك مخطط له ومحسوب. ومن قوى الثورة المضادة من هو مكلف بنشر الشائعات المغرضة التي تولد الخوف لدى المواطنين من حدوث شيء لم يكن له أساس من الصحة والهدف من ذلك زعزعة الثقة في إجراءات الدولة وخلق الأزمات والحنين إلى عهد الظلم والاستبداد.كما أن اعلام قوى الثورة المضادة بأطرافها المختلفة مجند الآن عن طريق الكذب والافتراء والتشكيك في جدية الخطوات والإجراءات التي تتخذها القيادة والحكومة على طريق التغيير واستكمال خطوات المرحلة الانتقالية خاصة أن الدستور الجديد- وهو من أهم خطوات التغيير ونجاح المرحلة الانتقالية- الآن في طور الصياغة لما ستكون عليه اليمن الفيدرالية الاتحادية كمشروع وانجاز نهضوي حضاري عظيم سيكون بمثابة ضربة قاضية لمن يريدون جر اليمن إلى مشروعاتهم الصغيرة الفاشلة سواء خدمة لمصالحهم التي يريدون من خلالها العودة باليمن إلى عهود الظلم والجور والاستبداد أو من خلال أحلامهم المريضة بان يحكموا اليمن عن طريق الادعاء بالحق الإلهي لسلالة مذهبية ضيقة ما انزل الله بها من سلطان أو الدعوة والتعصب للمناطقية والجهوية التي لن تعود على أي مجتمع ظهرت فيه ودعا إليها إلا بالحقد والصراع.لذلك فان الرد المناسب على أعداء الوطن والثورة ومؤامراتهم المكشوفة التي يحيكونها ضد الوطن وضد خطوات التغيير والانتقال إلى الدولة المدنية الحديثة سيكون هذا الرد بما اشار إليه الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ودعوته الى رص الصفوف وتكاتف الجميع من النخب السياسية وجموع الشعب اليمني لمواجهة أعداء اليمن الذين يريدون إعادة التاريخ إلى الوراء خدمة لمصالحهم الضيقة ولأسيادهم من القوى الخارجية التي تريد العبث بأمن واستقرار اليمن خدمة لمصالحها وإيجاد نفوذ لها في إطار الصراعات الدولية، ويركزون في تنفيذ مؤامراتهم ويراهنون على الولاءات المدمرة كالمذهبية والمناطقية والحزبية والجهوية وشراء الذمم وينسى هؤلاء الأعداء أن الشعب اليمني قد شب عن الطوق وانه في مجموعه له هوية واحدة جامعة وهي الولاء لله والوطن وبهذه الهوية العظيمة يصبح اليمنيون اخوة متحابين ولا يضرهم من عاداهم لأنهم أهل المدد وشعب الإيمان والحكمة.
|
تقارير
قراءة في كلمة الرئيس في كلية الشرطة
أخبار متعلقة