أمهات يحكين معاناتهن على أيدي أبنائهن
التقتهن / إيفاق سلطان هناك العديد من النساء اللواتي قمن بتربية أولادهن وتعبن وعانين عناء شديداً حتى كبروا وصاروا يمثلون فئة في المجتمع ، وعندما أصبحن في سن الشيخوخة عاملهن أولادهن معاملة قاسية ولم يردوا الجميل ويحسنوا معاملتهن بحسب ما أوصانا القرآن الكريم بالولدين إحسانا .. تستعرض 14 أكتوبر معانات هؤلاء الأمهات عبر اللقاءات الآتية : تحدثت ( أم خديجة) البالغة من العمر ( 95) عاماً عن قصتها المؤلمة مع أولادها قائلة : بعد تعب وعناء طويل في تربية أولادي حتى تزوجوا ، كنا نحمد الله ( أنا وأبوهم) كثيرا على أن رزقنا هذه الذرية ، وقلنا سوف نموت نحن مرتاحان لكون كل واحد منهم قد كون أسرة وهنا نعتبر أننا أكملنا رسالتنا . ثم دلفت أم خديجة بالحديث عن الوقائع المفجعة التي لم يتوقعها من أبنائهما فقالت: فوجئنا بتصرفات سيئة من أولادنا، صاروا يعذبوننا ويكوونا بالنار ( أنا وأبوهم ) حتى أنهم أصبحوا يأخذون سيخ حديد ويضعونه في النار ثم يضعونه في رجلي أبيهم حتى لا يقدر على الحركة ويذهب إلى قسم الشرطة أما أنا فوضعوه لي في الظهر وكل هذا لكي يأخذوا مصوغاتي الذهبية التي هي زينتي.. وليس هذا فقط بل يريدون أن يأخذوا فلوس والدهم التي حوشها لموتنا وحتى وإن كان مبلغاً كبيرا .وتتساءل ام خديجة : لماذا يقومون بكل هذا؟ هل هذا جزاء تربيتنا لهم ؟ لم يستطيعوا الانتظار حتى نتوفى ليأخذوا الفلوس والذهب ويتقاسموا فيها بما يرضي الله سبحانه وتعالى.. و تقولها أم خديجة بكل أسى : لو كنا (عقيمين) لا ننجب كان ذلك أفضل ، لكن ( يا ولدي لك ولدك). [c1]بناتي تركنني بالمستشفى[/c]أما ( أم هاني ) البالغة من العمر( 90 ) عاماً فمعاناتها لها وجه آخر حيث قالت : أنا أم لثلاثة فتيات ، بناتي تخلين عني وتركنني في المستشفى وأنا مصابة بفشل كلوي . و تحدثت عن مساعدة أهل الخير لها بعد ترك بناتها لها قائلة : سخر الله لي أهل الخير فأخذتني امرأة هي وزوجها إلى منزلها ولديهما طفلان ( ابن وابنة ) الله يبارك لهم ويجعل ذريتهما صالحة وليس مثل ذريتي، لأنهم عاملوني معاملة حسنة لم أجدها من بناتي اللاتي حملتهن بطني ( حسبي الله ونعم الوكيل فيهن ) . ( أم وديع) ( 80) عاماً تقول : أنا امرأة عازبة ولم أتزوج ولكن أخذت ابن أخي وهو عمره سنة وقمت بتربيته كما الأم التي تربي وتسهر الليالي على راحة ولدها وليس فقط الأم ولتي تحمل ابنها تسعة أشهر وبطنها وتنجبه والحمد لله عندما كبر وتزوج أصبح يزورني في السنة مرة وهو يوم ( عيد الأم ) وليس عندي شيء أقوله أكثر من هذا غير إني أدعو له في كل صلاتي الله يهديه. [c1]أم نادمة على أمها[/c] ( أم ناصر) البالغة من العمر (70) عاما تقول: توفي أبي ونحن صغار وكان عددنا ثلاثة (ولدان وأنا) فكانت ( أمي ) هي من قامت بتربيتنا وتعبت كثيراً في ذلك وعلمتنا حتى انهينا دراستنا الجامعية ولكن نحن الآن نادمون جداً لأننا ما راعيناها عندما كبرت في السن . تواصل حديثها : الأول من إخواني مغترب في أمريكا ولا يسأل عنا أو يزورنا إلا في الخمس سنوات مرة أما أخي الثاني فزوجته تعامل أمي معاملة سيئة وقاسية وتجرحها بالإجابات والسب ، فاقترحت عليها العيش معي في بيت زوجي مع أولادي فأتت وبقيت عندي شهراً واحداً فقط .. بعدها تشاجرت مع زوجي من اجلها فقد طلب مني إعادتها إلى منزلها قائلا بالحرف الواحد : ارجعي أمك إلى منزلها أنا أريد اخذ راحتي في بيتي ، لماذا تركت بيتها لابنها وزوجته واتت لتضيق علينا إذا لم تعودي بأمك إلى بيتها سوف أطلقك .وتقول والحزن ينطق من عينيها : أنا مع الأسف الشديد سمعت كلامه وعدت بأمي إلى بيتها وعاشت أمي بضعة أيام ثم توفيت ، ندمت بعدها كثيرا ولكن بعد فوات الأوان بعدما فقدت أمي.