الزعيم جمــــــال عبدالناصر من تعز:
إعداد / مركز المعلومات:منذ قيامها تعرضت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م لأصناف المؤامرات والاعتداءات من اعدائها في الخارج كما في الداخل .. وكانت وصلت إلى الذروة في الشهر الخامس عشر للثورة ، ماحدا بالزعيم الخالد جمال عبدالناصر إلى الدعوة لعقد أول مؤتمر قمة عربي في القاهرة منتصف يناير 1964م لمواجهة المخاطر التي كانت استفحلت على الأمة العربية عموماً ، مثل محاولات (إسرائيل) تحويل مجرى مياه نهر الاردن . في صدارة هذه المخاطر والتحديات كانت قضية اليمن بشقيه الجمهوري في الشمال وواقع الاحتلال البريطاني في الجنوب .. وكان من نتائج ذلك تغيير موقف المملكة الاردنية الهاشمية حيث أنهت دعمها للملكيين وأبدت ميلاً إلى تأييد النظام الجمهوري ، كما خرج بيان المؤتمر بضرورة إزالة التوتر الشديد بين الجمهورية العربية اليمنية والجمهورية العربية المتحدة ( مصر) من جانب وبين المملكة العربية السعودية من جانب آخر . على ان حرب الملكيين على الجمهورية في الشمال لم تتوقف ، كذلك حرب بريطانيا على مناطق ردفان والضالع والشعيب والصبيحة الثائرة لم تتوقف أيضاً .كان اتضح للرئيس جمال عبدالناصر هول التآمر الذي كان يهدف إلى انهاء ثورة سبتمبر ونظامها عبدالناصر في اليمن من منطلق فهمه لحجم مايتعرض له شطرا اليمن من مؤامرات وأخطار ، ولرفع معنويات الجانبين واستنهاض هممهما في الدفاع عن الثورة السبتمبرية وتثبيت النظام الجمهوري ومن اجل مواصلة ثورة 14 أكتوبر في الجنوب ضد الاحتلال البريطاني ، كانت زيارة الرئيس جمال عبدالناصر للجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من إبريل 1964م. في صنعاء وفي صنعاء التقى عبدالناصر وجهاً لوجه بجماهير الشعب اليمني بمختلف طبقاته وفئاته .. التقى بالقبائل ، والعلماء ، والموظفين ، والعمال ، والمزارعين ، والتجار ، وافراد القوات المسلحة ، والشباب.تحدث اليهم بقلب مفتوح ..وذكر اليمانيين بماضيهم المشرف حين قال في أحد لقاءاته:( كانت اليمن معين الثورة ضد الطغيان ، وضد الاستبداد وضد السيطرة ) وقال : ( كان لليمنيين الدور في نشر الاسلام في شرق وجنوب اسيا .. وسطها وشمالها ) .واضاف : ( حينما كنت ازور مناطق في مختلف آنحاء آسيا .. كنت أسمع منهم أن الاسلام وصل إلى هنا بواسطة اليمانيين) . في تعز أما لقاؤه بجماهير الشعب اليمني في مدينة تعز .. أقرب نقطة إلى الجنوب المحتل فعمد فيه إلى توجيه عدة رسائل إلى بريطانيا.إنذار عبدالناصر وأمام عشرات الآلاف التي احتشدت في ميدان ( العرضي ) في تعز للقائه ، قال جملته الشهيرة التحذيرية لبريطانيا :( إن بريطانيا لابد وأن تجلوى عن عدن - إن كلاً من عدن والجنوب ارض عربية ، وانه من المستحيل تماماً على بريطانيا أن تفرق بين عرب وعرب أو يمنيين عن يمنيين ) .ثم قال جملته الاشهر التي حملت في طياتها انذاراً صريحاً وجازماً ، ودعماً معنوياً عالياً لثوار الجنوب المحتل : ( إن بريطانيا ، التي تنظر إلى ثورتكم بكراهية وحقد ، يجب ان تحمل عصاها على كتفها وترحل من عدن ، إننا نعاهد الله على هذه الارض المقدسة أن نطرد بريطانيا من كل جزء من الوطن العربي ) .وأضاف : ( ولقد بذلنا الدماء وضحينا بالأرواح وحققنا النصر، وسنبذل الدماء ونضحي بالأرواح ونحقق النصر في اليمن كما حققناه في مصر ) .أثر الخطاب على ثوار الجنوبولقد كان لخطابه التأريخي في زيارته التاريخية أثر معنوي قوي على ثوار سبتمبر ..كما كان كذلك على ثوار الجنوب المحتل ، فتصاعدت هجمات الثوار ، وازدات ثورة تحرير الجنوب اليمني المحتل اشتعالاً . ولعل في عناوين صحيفة ( فتاة الجزيرة) التي كانت تصدر من عدن تأكيداً على إزدياد اشتعال الثورة .. وبرصد سريع لعناوين ( فتاة الجزيرة) خلال شهر مايو 1964م نقرأ الآتي: - أنظار العالم تتوجه نحو ردفان في ثورتها .- جيش الاتحاد وقوات بريطانيا في معارك مع الثوار .- نجدة بريطانية : وصلت كتيبة من بريطانيا لتعزيز جيش الاتحاد بعد أن تبين أنه غير قادر على مقاومة الثوار والمتمردين.- قصة المعركة الخطيرة التي التحمت بها القوات البريطانية وثوار ردفان.- صيحة الراعي كانت الفاصلة .- خمسة من الجرحى البريطانيين يصفون تجاربهم مع ثوار ردفان ويمتدحون تنظيمهم . - 14 قنبلة ثقيلة فوق ثوار ردفان قرب الثمير .- 100 شهيد ردفاني ..منشورات تحذر الذئاب الحمر .- وزير الدفاع يتحدث في مجلس العموم عن عمليات الجنوب العربي في ردفان .- تعزيز طائرات سلاح الطيران لعمليات ردفان .- مدير العمليات العسكرية البريطانية يزور ردفان .- إصابة طائرتين بريطانيتين بنيران صاروخ .- ثوار ردفان يواصلون المقاومة من داخل الجبال .- اعتقال خمسة إثر إلقاء قنابل يدوية في بيحان .- ثوار ردفان يعاودون الهجوم بالمدافع وينظمون صفوفهم بعد تراجع.