اختتام أعمال القمة العربية في دورتها الـ (25) بدولة الكويت
الكويت/ سبأ:اختتمت في دولة الكويت امس الاربعاء، اعمال اجتماعات الدورة العادية الـ 25 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة برئاسة امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، باصدار "إعلان الكويت"، والذي تعهد فيه القادة العرب بالعمل على حل الخلافات بين الدول العربية.وفي الجلسة الختامية للدورة الحالية للقمة، تلا وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله "إعلان الكويت".ثم تلا مساعد الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي الرسائل والبرقيات الموجهة إلى القمة، وتضمنت برقية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد فيها حرص بلاده على تعزيز الشراكة مع الجامعة العربية.كما تلا بن حلي رسالة من الرئيس الصيني أكد فيها استعداد بلاده لتعميق التعاون العملي مع العالم العربي في كافة المجالات.ثم ألقى الرئيس المصري عدلي منصور كلمة أعلن فيها ترحيب مصر باستضافة القمة العربية القادمة.وقال في كلمته: "القاهرة تعتز باستقبالكم في القمة العربية عام 2015 "بالقاهرة" وفي كل وقت ترغبون فيه".. وشكر الدول العربية التي وقفت إلى جانب مصر و"أحسنت وبحق إظهار معدن الإخوة العربية".ومن ثم أعلن أمير الكويت في كلمة مقتضبة ختام القمة العربية.وتضمن "إعلان الكويت" مختلف القضايا العربية، وفي مقدمتها الخلافات العربية- العربية والأزمة السورية والقضية الفلسطينية.وجدد قادة ورؤساء الدول والوفود العربية في الاعلان، الإلتزام بما ورد في ميثاق جامعة الدول العربية، والمعاهدات والاتفاقيات التي صادقت عليها الدول العربية الرامية إلى توطيد العلاقات العربية- العربية وتمتين أواصر الصلات القائمة بين الدول العربية من أجل الارتقاء بأوضاع الأمة العربية وتعزيز مكانتها وإعلاء دورها على الصعيد الإنساني.وتعهدوا بإيجاد الحلول اللازمة للأوضاع الدقيقة والحرجة التي يمر بها الوطن العربي، برؤية عميقة وبصرية منفتحة لتصحيح المسار بما يحقق مصالح الدول وشعوب الوطن العربي، ويصون حقوقها ويدعم مكاسبها، ويؤكد قدرتها على تجاوز الصعوبات السياسية والأمنية التي تعترضها، وبناء نموذج وطني تتعايش فيه كل مكونات شعوبها، على أسس العيش المشترك والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.وأعلن القادة العرب عزمهم على إرساء أفضل العلاقات بين مختلف الدول العربية عبر تقريب وجهات النظر وجسر الهوة بين الآراء المتباينة والتأكيد على ان العلاقات العربية- العربية قائمة في جوهرها وأساسها على قاعدة التضامن العربي بوصفه السبيل الأمثل والطريق الأقوم لتحقيق مصالح الشعوب والدول العربية.كما وتعهدوا بالعمل بعزم على وضع حد نهائي للانقسام العربي عبر الحوار المثمر والبناء وإنهاء كافة مظاهر الخلاف عبر المصارحة والشفافية في القول والفعل.كما أكد القادة العرب إلتزامهم بتوفير الدعم والمساندة للدول العربية التي شهدت عمليات الانتقال السياسي والتحول الاجتماعي، من أجل بناء الدولة ومؤسساتها وهياكلها ونظمها التشريعية والتنفيذية، وتوفير العون المادي والفني لها بما يمكنها من إنجاز المرحلة الانتقالية على نحو آمن ومضمون، لبناء مجتمع يسوده الاستقرار على أسس قيم العدالة الاجتماعية والمساواة والإنصاف، وبناء مؤسسات كفؤة وفعالة تكون قادرة على تثبيت السلم الأهلي وتحقيق التقدم الاجتماعي وإحداث التحولات العميقة في المجتمع التي تؤدي إلى النهوض بالدولة واضطراد عملية النمو الاقتصادي.وأكد إعلان الكويت الحرص الكامل على تعزيز الأمن القومي العربي، بما يضمن سلامة الدول العربية ووحدتها الوطنية والترابية، وتمتين قدرة الدول العربية على موجهة الصعوبات الداخلية التي تمر بها والتحديات الخارجية المهددة لسلامتها، بما يمكن من تسارع عملية النمو وتحقيق التنمية الشاملة بهدف بناء مجتمعات تتسم بوحدة نسيجها وتماسكها الاجتماعي، يكون حصادها لمصلحة أوسع الفئات في المجتمع، خاصة الفئات الأكثر فقرا والمجموعات المهمشة، وبما يضمن زيادة الرفاه الاجتماعي في المجتمعات العربية بكل المقاييس وفي المجالات كافة.وفي ظل التحديات التي تواجه الأمة العربية، جدد القادة العرب التأكيد على أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية للشعوب العربية، وتكريس كافة جهودهم لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في حدود الرابع من يونيو، وذلك وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وخاصة القرارات 242 و338 و1397، وفي إطار مبادرة السلام العربية، وقرارات القمة العربية ذات الصلة، وبيانات وقرارات الاتحاد الأوروبي وعلى نحو خاص بيان بروكسل، التي تؤكد جميعها على حل الدولتين وإرساء السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط.ودعا قادة الدول العربية مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتحرك لاتخاذ الخطوات اللازمة ووضع الآليات العملية لحل الصراع العربي- الإسرائيلي بكافة جوانبه وتحقيق السلام العادل الشامل في المنطقة على أساس حل الدولتين وفقا لحدود عام 1967، وتنفيذ قرارته ذات الصلة بإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والانسحاب لخط الرابع من يونيو 1967.وحمل القادة العرب إسرائيل المسؤولية الكاملة لتعثر عملية السلام واستمرار التوتر في الشرق الأوسط.. مؤكدين رفضهم المطلق والقاطع للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، واستمرار الاستيطان وتهويد القدس والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتغيير وضعها الديموغرافي والجغرافي.. واعتبروها إجراءات باطلة ولاغية بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واتفاقية جنيف واتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية.كما عبروا عن إدانتهم الحازمة للانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك، ورفضهم لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي انتزاع الولاية الأردنية الهاشمية عنه، وطالبوا المجتمع الدولي ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي واليونسكو بتحمل مسؤولياته في الحفاظ على المسجد الأقصى، وفقا للقرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن.وأكدوا على عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبطلانها القانوني.. مطالبين المجتمع الدولي بمواصلة جهوده لوقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وخاصة رقم 465 لعام 1980 والقرار رقم 497 لعام 1981 اللذين يقضيان بعدم شرعية الاستيطان وضرورة تفكيك المستوطنات القائمة.ودعا القادة العرب إلى احترام الشرعية الوطنية الفلسطينية بقيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس وتثمين جهوده في مجال المصالحة الوطنية، وضرورة احترام المؤسسات الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية، والالتزام بوحدة القرار والتمثيل الفلسطيني.كما أكدوا على أن المصالحة الوطنية الفلسطينية تمثل الضمانة الحقيقية الوحيدة لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الاستقلال الوطني.. داعين إلى تنفيذ المصالحة الوطنية الموقعة عام 2011م.. معبرين عن شكرهم لجمهورية مصر العربية لرعايتها المتواصلة واستمرار جهودها الحثيثة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.كما رحبوا بإعلان الدوحة والقاضي بتشكيل حكومة انتقالية وطنية مستقلة، تعمل على التحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني.كما أكد القادة العرب دعمهم ومساندتهم الحازمة لمطالب سوريا العادلة في حقها في استعادة أراضي الجولان العربي السوري المحتل كاملة إلى خط الرابع من يونيو1967.. وطالبوا المجتمع الدولي بتنفيذ قرارته بهذا الصدد.كما أكدوا رفضهم لكل ما اتخذته سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات تهدف إلى تغيير الوضع القانوني والطبيعي والديموغرافي للجولان العربي السوري المحتل.. معتبرين ان أي استمرار احتلال فلسطيني للجولان العربي السوري، يعد تهديداً مستمراً للسلم والأمن في المنطقة والعالم.إلى ذلك أكد القادة العرب تضامنهم الكامل مع الجمهورية اللبنانية، وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي لها، بما يحافظ على الوحدة الوطنية اللبنانية وأمن استقرار لبنان وسيادته على كامل أراضيه.. وأعلنوا دعمهم لمواقف لبنان في مطالبته المجتمع الدولي بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 القائم على القرارين رقم 425 ورقم 426، ووضع حد نهائي للانتهاكات الإسرائيلية لأراضيه.وأشاد القادة العرب بالدور الوطني للجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية في صون الاستقرار والسلم الأهلي.. مؤكدين على ضرورة تعزيز قدرتهما لتمكينهما من القيام بمهامهم الوطنية.. ووجهوا التحية لصمود لبنان في مقاومة العدوان الإسرائيلي المستمر عليه، وعلى وجه الخصوص عدوان يوليو 2006.كما أكد قادة الدول العربية تضامنهم الكامل مع الشعب السوري ومطالبه المشروعة في حقه في الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة وإقامة نظام دولة تتمتع فيه جميع المواطنين السوريين بالحق في المشاركة في جميع مؤسساته دون إقصاء أو تمييز بسبب العرق أو الدين أو الطائفة .كما اكدوا على دعمهم الثابت للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بوصفه ممثلا شرعيا للشعب السوري.وطالب القادة العرب النظام السوري بالوقف الفوري لجميع الأعمال العسكرية ضد المواطنين السوريين، ووضع حد نهائي لسفك الدماء وإزهاق الأرواح.. ودانوا بأٌقصى عبارات التنديد المجازر والقتل الجماعي الذي ترتكبه قوات النظام السوري ضد الشعب الأعزل، بما في ذلك استخدامها للأسلحة المحرمة دوليا.. داعين الدول العربية ودول العالم، للعمل على نحو حثيث لوقف حمام الدم وانتهاك الحرمات وتشريد المواطنين السوريين من ديارهم.كما دعوا إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وفقا لبيان (جنيف 1) والذي يتيح للشعب السوري الانتقال السلمي لإعادة بناء الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية، وبما يكفل المحافظة على استقلال سورية وسيادتها ووحدة أراضيها وسلامة ترابها الوطني.ودعوا ايضاً المجتمع الدولي إلى الإسهام بفعالية وعلى نحو عملي لتحقيق الحل السياسي للأزمة السورية ووضع حد نهائي للحرب والاقتتال.ونوه القادة العرب بجهود أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ومبادراته لتقديم العون الإنساني للاجئين والنازحين السوريين، وتخفيف معاناتهم، والدعم المادي السخي الذي قدمته دولة الكويت وشعبها لتحسين الوضع الإنساني للعشب السوري، وأشادوا بالحرص الذي يبديه سموه في متابعة الشأن الإنساني للأشقاء في سوريا.وأعرب القادة العرب عن تضامنهم مع الدولة الليبية، ومساندتنا لجهودها في الحفاظ على سيادتها الوطنية واستقلالها.. رافضين النيل من استقرارها ووحدة أراضيها.. وداعمين لجهودها في إعادة الإعمار وبناء مؤسسات الدولة بما في ذلك صياغة الدستور وتفعيل المصالحة الوطنية.ورحب القادة العرب بنتائج ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في الجمهورية اليمنية.. مؤكدين دعمهم الكامل لوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله، ورافضين أي تدخل في شؤونه الداخلية.وأعلنوا دعمهم لتطلعات الشعب اليمني في وحدة وطنه وازدهاره واستقراره في ظل دولة مدنية ديمقراطية حديثة قائمة على مبدأ التوافق والشراكة الوطنية والحكم الرشيد.وأكد القادة العرب على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140 وضرورة التزام كافة الأطراف والقوى السياسية اليمنية بما ورد فيه، وكذا دعم القيادة السياسية اليمنية في جهودها الخاصة بالتصدي لأعمال العنف أو الإضرار باستقرار وأمن ووحدة اليمن ودعمه في حربه على الإرهاب.كما وجدد القادة العرب موقفهم الثابت إزاء سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وتأييد الإجراءات والوسائل السلمية كافة التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة.. ودعوا إيران إلى الاستجابة لمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة بإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث من خلال المفاوضات الجادة والمباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.وأكدوا تضامنهم الكامل مع جمهورية السودان، ودعم سيادته الوطنية واستقلاله ووحدة أراضيه، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية، ومساندة الحكومة السودانية في جهودها لتنفيذ كل الاتفاقيات المبرمة بينها وبين جنوب السودان.ودعوا المجتمع الدولي لإنفاذ التعهدات الدولية بسد العجز في الاقتصاد السوداني والعمل على إعفاء ديونه وفقا للمبادرات الدولية بهذا الشأن.ورحب القادة العرب بتوقيع اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في الدوحة بتاريخ 6 إبريل 2013.. مؤكدين على ضرورة انضمام جميع الحركات المتمردة إلى اتفاقات السلام الموقعة حول دارفور والانضمام إلى اتفاق الدوحة لعام 2011.كما رحبوا بالتحسن المضطرد في عملية الاستقرار السياسي والأمني الذي تشهده جمهورية الصومال.. معربين عن تقديرهم للدور الذي تقوم به بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال وتعاونها مع قوات الحكومة الصومالية لتعزيز الوضع الأمني.ودانوا الأعمال الإرهابية التي يمارسها تنظيم الشباب ضد الشعب الصومالي وحكومته وضد بعثة الاتحاد الإفريقي.. داعين جميع دول العالم إلى تقديم كافة أشكال الدعم والعون إلى الحكومة الصومالية لتمكينها من تحقيق السلم وإرساء الأمن وبناء مؤسسات الدولة.وأكد القادة العرب حرصهم الكامل على الوحدة الوطنية لجمهورية القمر المتحدة وسلامة أراضيها وسيادتها الوطنية، وعلى هوية جزر مايوت القمرية، ورفض الاحتلال الفرنسي لها.. داعين الحكومة الفرنسية إلى إعادة جزيرة مايوت إلى السيادة القمرية.. وحثوا الدول المانحة ومؤسسات التمويل العربية والدولية على تقديم الدعم لبرامج التنمية في جزر القمر.ورحب القادة العرب بالاتفاق الموقع بين جمهورية جيبوتي ودولة اريتريا تحت رعاية دولة قطر.. مؤكدين دعمهم لتنفيذ هذا الاتفاق من أجل معالجة جميع القضايا العالقة وتعزيز تطبيع العلاقات بين البلدين.وجددوا تأكيدهم على ضرورة احترام سيادة جمهورية جيبوتي ووحدة وسلامة أراضيها ورفض الاعتداء على الأراضي الجيبوتية.وأعرب القادة العرب مجددا عن إيمانهم الراسخ بالعيش المشترك مع دول الجوار العربي وتعزيز الأمن والسلم الإقليمي، على أسس حسن الجوار والتعاون البناء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وحل النزاعات بالطرق السلمية والحوار الجاد، وإعمال مبادئ القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة ذات الصلة باستقلال الدول وسيادتها الوطنية ووحدتها الترابية.واشارو الى حرصهم على إقامة علاقات وثيقة بين الدول على قاعدة متكافئة وعلى أسس الاحترام المتبادل لحقوق جميع شعوب دول المنطقة ومصالحها وحقها في الاختيار الحر لنظم حكمها وطبيعة مؤسساتها وتشريعاتها الوطنية.وأكد القادة العرب على أهمية تعزيز التعاون العربي مع التجمعات الإقليمية من خلال آلية القمة المشتركة مع هذه التجمعات، وفي هذا الإطار قدر القادة عاليا الجهود التي بذلها امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في إنجاح القمة العربية- الأفريقية الثالثة التي استضافتها دولة الكويت يومي 19 - 20 نوفمبر 2013.. داعين إلى تنفيذ قراراتها ونتائجها وتفعيل آلياتها بما يؤدي إلى تمتين العلاقات العربية- الإفريقية، وتوثيق الصلات في كافة المجالات مع الأشقاء في الدول الأفريقية.وجدد القادة العرب موقفهم الثابت من إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل وعلى نحو عاجل، ووضع حد نهائي لسباق التسلح في المنطقة.. مشيرين الى تمسكهم بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.. وداعين إلى عقد المؤتمر الدولي لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في أقرب وقت ممكن.كما دعوا المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بتوقيع معاهدة انتشار الأسلحة النووية، والعمل على تفكيك ترسانتها من الأسلحة النووية، ورحبوا بالاتفاق المبدئي الذي وقعته مجموعة 5 + 1 مع إيران في نوفمبر 2013، باعتباره خطوة أولية نحو اتفاق شامل ودائم بشأن البرنامج النووي الإيراني، ودعوا إلى التنفيذ الدقيق والكامل لهذا الاتفاق بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وجدد القادة العرب ادانتهم الحازمة للإرهاب بجميع أشكاله وصوره وتجلياته، وأيا كان مصدره، واعتبروه عملا إجراميا أيا كانت دوافعه ومبرراته.. داعين إلى العمل الجاد والحثيث على مقاومة الإرهاب واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمادية.كما أعلنوا رفضهم لكافة أشكال الابتزاز من قبل الجماعات الإرهابية سواء بالتهديد أو قتل الرهائن أو طلب فدية لتمويل جرائمها الإرهابية .وطالبوا في هذا الصدد بوقف كافة أشكال النشر أو الترويج الإعلامي للأفكار الإرهابية أو التحريض على الكراهية والتفرقة والطائفية والتكفير وازدراء الأديان والمعتقدات.كما وجدد القادة العرب التأكيد على دعم التضامن العربي، واعتماد العمل الاقتصادي الاجتماعي المشترك بوصفه الركيزة الأساسية للتعاون العربي من خلال زيادة الترابط في الهياكل الإنتاجية في الوطن العربية، بما يضمن التحول التدريجي للاقتصادات العربية إلى اقتصادات تنافسية على مستوى العالم، وتطوير الاقتصادات العربية لاسيما الإنتاجية منها واقتصادات المعرفة.وجددوا التزامهم بالعمل على ضمان استدامة النمو الاقتصادي وتنويع مصادره، بما يحقق التقدم المضطرد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المدى الطويل، من خلال إعطاء الأولوية لاستراتيجيات التنمية الصناعية والزراعية لتحقيق أهداف التنمية الشاملة، بما في ذلك توسيع مشاركة المرأة في القوة العاملة، وتوسيع قدرة الصناعات المتوسطة والصغيرة الداعمة لقطاعات البترول والغاز ومرافق البنية الأساسية والسياحة والتعمير.وطالب القادة العرب المؤسسات المعنية في الحكومات العربية، بالعمل على زيادة التبادل التجاري بين الدول العربية من خلال التكامل بين الاقتصادات العربية، والالتزام بتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين الدول العربية، وخاصة منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى والاتحاد الجمركي، وصولا إلى السوق العربية المشتركة، وذلك من خلال إيجاد الآليات ذات المصداقية لتسوية النزعات، والعمل على إزالة الحواجز التجارية غير الجمركية، وخفض تكاليف المعاملات لاسيما تكاليف النقل، وإنهاء البيروقراطية في التعامل التجاري، ووضع الحلول لأزمة البنية الأساسية والقيود على القدرات.كما طالبوا بتعزيز الجهود المعنية بالعملية التعليمية في الدول العربية للارتقاء بالمؤسسة التعليمية بأسرها على نحو عاجل، وتأهيلها على نحو يكفل لها أداء رسالتها بكفاءة ومهنية واقتدار، والتطوير النوعي لمناهج التعليم، وعلى نحو خاص المناهج العلمية، وبما يواكب التطورات التقنية الحديثة واكتشافات العصر وفتوحاته العلمية، وضمان أن يتمتع الخريجون بالمعرفة والمهارات العالية التي تتيح لهم الإسهام في دفع عملية التنمية وتحقيق النهضة العربية الشاملة.وجدد القادة العرب التزامهم بالعمل على بناء القدرات البشرية لمواطني الدول العربية على نحو متصل وبشكل منهجي، من خلال المؤسسات التعليمية ومؤسسات التكوين المهني بما يسهم في تراكم الرأسمال البشري القادر على دفع مسارات التنمية، وإيلاء العناية بمحو الأمية وعلى نحو خاص في أوساط النساء، وفي المناطق الريفية في أقرب الآجال، وصولا إلى مجتمع خال من الأمية يتمتع بقوة العلم والمعرفة.وحث القادة العرب على متابعة الإصلاح المؤسسي والهيكلي لمنظومة العمل العربي المشترك وتجديد نظمها وتفعيل آلياتها وتطوير تشريعاتها وقوانينها، بما يكفل لها الإسهام بفعالية وكفاءة في تحقيق النهضة العربية الشاملة.ودعوا إلى تطوير آلية مجلس الجامعة على مستوى القمة لتشمل عقد قمم عربية نوعية، تعنى بالقضايا ذات الأولوية الملحة في تطوير الدول العربية والتي تسهم في تقدمها والارتقاء بمستوى الرفاه الإنساني للمواطنين العرب، وتكريس أعمالها لمناقشة هذه القضايا وبحثها ووضع الحلول الناجعة لها وخاصة في مجالات التعليم والثقافة والصحة وقضايا المرأة والشباب والطفولة وحقوق الإنسان.وقدم القادة العرب خالص الامتنان والعرفان إلى أمير دولة الكويت - رئيس الدورة الحالية للقمة العربية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على إدارته المتميزة لأعمال القمة ونفاذ بصيرته في توجيه مداولاتها، وحرصه على تفعيل التضامن العربي، ودوره في إنجاز التقدم والتنمية الشاملة في الوطن العربي ومساهماته المقدَّرة في هذا المجال.كما وأعربوا عن شكرهم العميق لدولة الكويت وشعبها المضياف على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ولحكومة دولة الكويت ومؤسساتها على التنظيم المحكم لأعمال القمة العربية، وكذا دقة التحضير والإدارة الجيدة لأعمالها، وتوجهوا بالشكر للأمين العام وموظفي جامعة الدول العربية على ما أبدوه من حرص لإنجاح هذه القمة.