عالم الصحافة
تنوعت عناوين الصحف البريطانية في موضوعات ساخنة شتى، وعلى رأسها تداعيات العنف بأوكرانيا، وحديث عن سراب الديمقراطية في ليبيا، ومخاوف إسرائيلية من انسحاب شركات أوروبية من مشروعات فيها بسبب الأزمة الفلسطينية.فقد لخصت صحيفة ديلي تلغراف بتعليقها على الوضع المتأزم في أوكرانيا بأن مواطنيها يصارعون ويموتون من أجل حقهم في أن يكونوا ضمن المنظومة الأوروبية، لكن فشل الغرب -الضعيف والمنقسم على نفسه- بالتصدي لروسيا خانهم.وترى الصحيفة أن جهود الغرب لمساعدة أوكرانيا على الاقتراب من أوروبا والديمقراطية وحكم القانون قد باءت بفشل ذريع. وفي المقابل، يحتفل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس فقط بانتصاراته الرياضية في ألعاب سوتشي، ولكن بانتصاره الجيوسياسي في شؤون أهم جارة له.وتضيف الصحيفة أن تشبث الساسة الأوروبيين بفكرة أن المحادثات مع روسيا يمكن أن تحقق حلا يخرج أوكرانيا من عذابها إن هو إلا أضغاث أحلام، لأن الكرملين لا يحب الحلول المربحة للجانبين ويفضل النتائج التي يفوز فيها.وفي سياق متصل، ركزت افتتاحية صحيفة إندبندنت على أن البديل الوحيد لتفادي انحدار أوكرانيا في المزيد من العنف وسفك الدماء هو أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على رئيسها فيكتور يانوكوفيتش. واعتبرت الصحيفة أزمة أوكرانيا هي أحدث حلقة في الشد والجذب بين روسيا والغرب على هوية البلد الذي كان يرتقي منذ تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991.واعتبرت الصحيفة أن الحل السياسي فقط هو الذي يستطيع أن ينهي هذا الصراع العنيف الذي يهدد بتمزيق البلد، وأن يكون للقادة الوطنيين السابقين دور في هذه العملية، ولن ينجح هذا الحل من دون مغادرة يانوكوفيتش وإجراء انتخابات جديدة، لأن البديل -كما تراه الصحيفة- يمكن أن يكون أسوأ: حشد القوات المسلحة ضد الشعب والانحدار إلى حرب أهلية ومواجهة مباشرة بين القوى العظمى في كل أنحاء أعمق خط صدع جيوسياسي في أوروبا.أما في الشأن الليبي فقد كتبت صحيفة غارديان في بداية افتتاحيتها أن الديمقراطية -التي وُعِد بها الليبيون بعد سقوط العقيد معمر القذافي عام 2011- أصبحت مثل سراب في الصحراء يتلألأ عن بعد ويبدو أقرب مع انتخاب البرلمانات وإقامة الحكومات وعقد الاجتماعات، ولكن عندما وصل البلد إلى ما حسبه ماءً لم يجد شيئا، ومن ثم فلا عجب أن الذين صوتوا أمس للجمعية التأسيسية لصياغة الدستور يبدو أنهم في مزاج أقل تحمسا كما تشير إلى ذلك عدة تقارير.والمشكلة الحقيقية -كما تراها الصحيفة- هي أن السلطة في ليبيا استولت عليها مليشيات مسلحة، قبلية أو محلية، تتحكم بمعظم ما يجري في كل منطقة، وهذه المليشيات عرقلت تصدير النفط واختطفت سياسيين ومسؤولين، ومنهم رئيس الوزراء، واقتحمت الاجتماعات مطالبة بأن يكون التصويت في أي قضية في المسار الذي تريده.وختمت الصحيفة بأن الفراغ في ليبيا سمح للجماعات الإسلامية -خاصة جماعة أنصار الشريعة- بترسيخ نفسها، وهذا بدوره جذب انتباه ومراقبة الأميركيين وحلف شمال الأطلسي، ومن ثم فإن الأمر سيحتاج إلى أكثر من دستور جديد للتغلب على هذا الميراث الخطير.وعلى صعيد آخر، أشارت صحيفة إندبندنت إلى أن المخاوف تتزايد في إسرائيل من أن الخطوات الأخيرة -التي قامت بها شركات أوروبية بسحب استثماراتها منها- يمكن أن تنمو بسرعة لتصير توجها يضر باقتصاد الدولة اليهودية وينتهي بإفقار المستهلك الإسرائيلي.وذكرت الصحيفة أن تلك الخطوات من شركات داخل الاتحاد الأوروبي -الذي يعتبر أكبر شريك تجاري لإسرائيل- شملت شركات هولندية وألمانية وإيطالية تعمل في مجال الإنشاءات والبنية التحتية بالضفة الغربية المحتلة.وأشارت الصحيفة إلى أن اليمين واليسار الأوروبي ركز الانتباه على مسألة سحب الاستثمارات على أمل أن مخاوف حدوث مقاطعة واسعة النطاق يمكن أن تشكل ضغطا كبيرا على الحكومة الإسرائيلية لوقف بناء المستوطنات وعلى التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.