خاطرة
دنيا هانيتعودت أن أنكسر وأنكسر ولا أجد من يصلح كل كسر في داخلي وبقيت آثاره معي إلى الآن.. بحثت كثيراً حتى وجدت أناساً يحبوني ولكني لم أحبهم.. وأشخاص أحببتهم وخذلوني فتخليت عنهم.علمت ولكن بعد فوات الأوان بأني أخطأت في تحديد الزمان والمكان.. وبأني كنت أعيش أكبر كذبة عرفتها في تاريخ الإنسان.. فحياتي كانت سعيدة وأنا من أوهمت نفسي بتعاستها ورغم كل الصعوبات التي واجهتها حاولت أن اجعل لكل شيء في حياتي هدفاً ومعنى.. وأحببت أن تكون لي شخصية قوية ومستقلة بين أناس لا اهتم إن كانوا ضعفاء أم أقوياء.. حاولت تعويض الكره الذي يحيطني من أعز الناس بحب يحتويني بعديد من الناس.. فالتفت للجانب السعيد من حياتي وتجاهلت باقي الجوانب الأخرى حتى استنتجت أن شيئاً واحداً كان ينقصني وهو (حبي لذاتي).. أحب ولكن أترك مجالاً لأن أحب نفسي وأعطيها حقها فلطالما شغلتني الحياة وأهملتها لا بل تجاهلتها.. حتى أتيت أنت ودخلت حياتي.. وهنا تكمن مأساتي.. فلقد تعودت أن أكون قوية في كل شيء لا أحب ولا اكره.. صورة ثائرة في برواز حائر.. هادئة مرة ومجنونة مرات.. خجولة وجريئة بنفس الوقت.. كل هذا أنا.. ولكني عندما التقيت بك وأوهمتني بحبك.. ذهبت قاعدتي ومبدئي في الحياة أدراج الرياح .. كنت أتوهم بأني قد وجدت فيك من أنا وماذا أكون .. فأحببت نفسي فيك وأصبحت ذاتك هي ذاتي .. وكيانك هو كياني.. ومشاعري اختلطت ولم أعد قادرة على التمييز بينهما.. كنت أخاف عليك ولا أخشى على حالي.. تمنيت السعادة لك وحرمتها على نفسي.. ولكني حينها أدركت أني كنت أتوهم وانك تبادلني نفس الشعور قولاً لا فعلاً.. وأني كنت محطة عابرة بالنسبة لك تنسى فيها آلامك.. وبعدها تبحث عن كيان آخر تلملم فيه جراحك.. ولم أرض لنفسي هذا الحال ورفضته بشدة.. فأصبحت في حرب وصراع مع نفسي ومعي من حولي وحولك ومعك.. فصدمتي فيك كانت كصدمتي في الحياة والناس معاً.. فيا من كنت سراباً عابراً في برواز حياتي ومن ثم أصبح واقعاً أعيشه وصدمت فيه.. في هذه اللحظة بالذات وبعد أن لملمت شتات أفكاري أستطيع أن أقول لك شكراً على الدرس الذي تعلمته منك وأصبحت به أنثى استثنائية تعرف أن تفرق جيداً بين السراب المتناثر في الهواء الذي يبحث عن يد تلملم فيه وبين الحب والتضحية والوفاء الذي عندما نلتقي به نتمسك به.. وحتى أجد ما أبحث عنه قررت ألا أحب سوى ذاتي فقط فهي من ستبقى مع حتى الآخر ولن تخذلني.. وكما يقال: لماذا تشقى في الهوى في حب غيرك.. حب نفسك.. نفسك أولى بالمحبة..