بعض البشر يجعلون المرء حيراناً .. ما الذي يجري في هذه الدنيا ؟! وما الذي جرى لها ؟ هل يوجد في هذه الحياة مثلاً ما هو أجمل من الورود ، ومن الزهور، ومن الخضرة عموماً ؟ وما الذي يجعل ـ بعد ذلك ـ بعض المشوَّهين ذوقياً ، أو قل المعاقين ذوقياً ؛ يحقدون على الورود ، والزهور ، وعلى أشجار الزينة ، وعلى كل جميل عموماً ؟! .وإذا كانت الزهور ، والورود ، والخضرة في ذوق هؤلاء قبيحة مثلها مثل بقية المسميات الجميلة ، والرائعة، والمشرفة !! وإذا كان ينبغي أن تستأصل من الأعمق ، وترمى بعنف ، ودون أسف إلى خارج حدود القرويين الذين يرون أن نهاية العالم تقع خلف جبالهم الشاهقة ، الجدباء كأرواحهم ، القاحلة ؛ التي لا تعرف معنى للجمال ؛ فما هو الجميل إذن ؟ وما هو البديل عندهم عن الأشياء الجميلة ، والنبيلة ، والمشرفة التي يسعون لقذفها ، ورميها كأي شيء تافه .. ما الذي يمكن أن يتحفونا به ، أو يدلونا عليه ليغدو بديلاً عن المسميات التي عرفناها ، وأجمعت عليها كل مدارس الفكر الإنساني ، وتعلقنا نحن بها منذ طفولتنا ؟!نقول ذلك ، إذا كان هؤلاء المخرِّبون يعنون ما يقولون، ويقصدون ما يفعلون ، إذا كانوا بالفعل آدميين ، وينتمون إلى جنس البشر ، أما إذا كانوا جنساً آخر، فالمعذرة ، وعز الله عقول القراء من هذه (الغوبة) الذوقية المقرفة !! نعم ، ما الذي أعجب هؤلاء ، وفتن أذواقهم مثلاً بلون التراب القاحل ؛ ما لم يكن وعداً بالاخضرار ، وما الذي فتنهم بالرمل الماحل ، والغبار الجافل ؟ أو ما هو المبرر الوجيه لهذا الحقد المتصحر على الخضرة ، والجمال ، وعلى كل شيء جميل في حياتنا ؟ لماذا هذا الحقد ؟ وما هو منبعه ؟إن هذه الزهور، والورود ، وهذه الشتلات الخضراء التي يقوم صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة يغرسها ـ ضمن حملته للتشجير التي ينهض بها حالياً ـ والتي تنتزع يومياً ، وأولاً بأول من منابتها بحقد لا يتصور ، ولا يصدق ، نقول إن هذه الغرسات المختلفة من : ورود وزهور وزينة ؛ لم تأت بالمجان ، ولم تزرع بالمجان ، ولم تنقل بالمجان ، ولم تُسْقَ بالمجان ، ولم تعمل العقول لتحويلها إلى واقع بالمجان ؛ بل بأموال المواطنين (أنا ، وأنت ، وهو ، وهي ) بأموالنا جميعاً وعبر صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة ، والذي يعمل حسب توجيهات الأخ محافظ المحافظة بكل ما أوتي من طاقة ، وإمكانيات من أجل إظهار محافظة عدن بالمظهر اللائق بها اليوم ؛ وهي تتهيأ لتحتل موقعها كعاصمة إقليم ذات خصوصية ، وكمدينة تجارية وإدارية ، وبالقدر المشرف من النظافة التي يحاربها هؤلاء المشوَّهون أيضاً بروح قتالية مذهلة لمصلحة العودة للماضي المؤلم ، وتكريس وضعيات العفونات ، والقاذورات ، وجبال القمامة التي تعودوا على أن يتنعموا بها كما يبدو في بعض الأزمنة !! ويشعرون أنهم سيبقون محرومين منها ، ومن طيبها إن علت أعناق الورد ، وزها الفل في بساتينه الغناء المعطرة .لقد بلغ حقد هؤلاء المشوهين على الخضرة وكل جميل في حياتنا حد انتزاع أنابيب الري ، وإهراق المياه في الطرقات ، وتبديد الطاقات .. فمتى ترانا نجد من يرفع عنا هذا الضيم .. من يرفع عنا هذا الغبن القروي .. هذا الذوق المتصحر .. لقد تعزز هذا الوضع فاستغلوا صمتي ، وصمتك .. وصمت المجتمع ـ ويا للأسف عن أفعالهم ، وتقاعس المختصين في الأمن والنيابات ؛ فبدا الشأن ؛ وكأن هذه الأموال لا تعني الجميع ، وكان هذه الأفعال لا يجرمها القانون ، وكأن هذه الجهات لا تمثل جهة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !! فيا أيها الناس !! لقد بلغ السيل الزبا !! قفوا على الأقل مع أنفسكم .. هل ترضون أن يكون القبح عنوان القادم من حياتكم .. ومرتكز مستقبلكم المأمول ؟! هل ترضون .. ؟ .
|
ابوواب
هل ترضون هذه الحال؟!
أخبار متعلقة