هل أتاك حديث البراميل ؟ حكاياتها اوشكت أن تصير ثقافة او نمطاً من ثقافة جديدة . حنين في اليها او شغف بها او حزن كليم من هولها عندما تتفجر او تكون السبب الرئيسي في التقتيل والتفجير. منذ أكثر من أربعين او ثلاثين عاماً ونحن نسمع تحليلات "و نطالع مقالات ونشاهد كاريكاتورات تصور دول الشرق الاوسط المنطقة العربية بأنها قاعدة على برميل بارود قابل للانفجار او على وشك الانفجار والظاهر أن اكثر توقعات مفكريهم قد تاكدت مصداقية حدوثها وبالذات في فترة السنوات الثلاث الاخيرة حيث التسونامي الخطير او الانفجار الكبير تحت مسمى حركات او ثورات الربيع العربي التي بدات كما ارادوا وسوغوا - بلطمة نسوية ناعمة على ضد بائع خضار مخالف في تونس وانتهت او ما تزال برمي البراميل المتفجرة من طائرات الهليوكبتر على الاحياء السكنية في سوريا واضطرابات يومية في كل من مصر واليمن وليبيا. ذاكرتنا السياسية القريبة تكشف لنا عن أن ثمة حنيناً لدى شريحة او شرائح الى تلك البراميل براميل الشريجة مثلاً.. كحنين قيس الى ليلاه .. يا ويلاه وكم من دماء اريقت وارواح ازهقت على امل عودتها كونها عانت من حاضر قاهر .. وصارت هذه الأشكال تحمل دلالات سياسية . سيقول لك البعض المتثور إن البرميل يمثل رمزاً ويرى البعض الاخر أن براميل الاسفلت قد تستخدم في التعذيب وحتى في الامثال والحكم يشيرون الى أن البرميل الفارغ هو الذي عند دحرجته تحدث صوتاً مزعجاً وضوضاء وجلبة اما الملآن .. فلا صوت ولا ازعاج .. استدلالاً على صاحب العقل النابه المليء فكراً وثقافة. في بلادنا ارض الجنتين لا تستغرب اذا رأيت - خارج القانون - برميلاً يتوسط الطريق وحوله جماعة مسلحين قد يكونون قطاع طرق او اصحاب ثأر او معهم مطالب يقولون عنها انها مشروعة ,او هم يوقفون سيارات اما لسرقتها او انزال الركاب وتفتيش البطائق بحثاً عن اشخاص من منطقة محددة ينزلونهم ويتركون الاخرين والسيارات تمضي في سبيلها ثم تتحرك مساعي الوساطات وكل شيخ عينه على المعلوم اهي طلبة الله ولو بالاعراف. وبراميل المثقفين .. يتواجد منها الكثير وبراميل الغباء السياسي .. فوق الفائض وهذا الذي يوجعنا ويؤلمنا من فترة الى اخرى .. حتى في اليوجا .. تلزم احد تمارينها .. أن تقعد في غرفة باردة قليلاً داخل برميل ماء بارد بين ساعتين الى اربع لامتحان الصبر وقوة التحمل وشحن الإرادة بامصال الصلابة وحكاية برميل الماء البارد .. من باب توارد الخواطر اعادت الى شاشة ذهني قصة جندي اللواء .. العاشق المعاكس لفتيات في زنجبار الذي عوقب بالسجن الانفرادي وبقائه في برميل ماء بحيث لا يبدو الا رأسه ومختصر الحادثة التي حدثت في فترة بداية الوحدة وقد حكاها لي الشخصية الاجتماعية والرياضية نصيب عوض نصيب عاقل سواحل زنجبار .. الجندي المعاكس تعرض لفتيات في اطراف زنجبار فرفع اسمه الى اعيان المنطقة وذهب وفد منهم على رأسه نصيب الذي قال : رحب بنا قائد اللواء وبعد الشاي اصطحبنا الى غرفة شبه مظلمة فشاهدنا المشكو منه في حالة يرثى لها وهو غارق يرتعش في ماء البرميل وبدلاً من التشديد على معاقبته سالنا القائد أن يخفف عنه ويطلقه ( قالها وهو يضحك) كنا جالسين في المشرب امام ديوان المحافظة القديم. والاهم من كل ذلك برميل النفط الذي يظهر ويبدو انه كمن يعزويذل ويرفع ويخفض لكن المخربين قطعوا علينا آمالنا في الحلم بغد افضل وحياة اجمل كل يوم تفجير حتى صار انتاجناً اليومي من النفط اقل من ( مئتي الف برميل) وكانت قبل بضع سنوات اكثر من ( اربعمئة الف برميل) ونسمع ان كثيراً من العائدات لا تذهب الى الخزينة العامة. إيماءات لو فكرنا .. لوجدنا ان جل بلاوينا تاتي من تلك البراميل التي ترسل لنا شهادات الوفاة وخرائط التدمير. كم عدد البراميل المتحركة التي تقابلها يومياً وتضيق ذرعاً وتردد مع بن سعد انا ( العن) الساعة التي فيها عرفتك وابكي وأتألم واقول ياليت ما شفتك؟ - في كل نقطة مهملة يتوسطها برميل مهترئ سهل على الجماعات المسلحة ضربها .. اما لعدم وجود ( حماية الحماية) واما لان افرادها يتكومون لتناول طعام الغداء او العشاء.. صيد سهل ..غزلان في الوادي ياسعد رعيانه. اما عن براميل التنظير الغبي العدواني التمزيقي السفسطائي . حديثك هات ، وفوج الزكام .. ثرثرة واي كلام .. خبل يتطلب علاجاً نفسياً سريعاً لمحاصرة جراثيم افساد العقول . وما دام نحن في ذكر الحروب وبراميل القادة والقادة البراميل، طبعاً بعضهم يطيب في هذا المقام ذكر قائد باسل همام افضل من قاد وحارب في ابين ودوي اسمه محليا وعربياً وهو الذي اعطى للعسكرية الحقة مكانتها وسموها واخلاقها .. انه اللواء محمد عبدالله الصوملي قائد المنطقة العسكرية الاولى في وادي حضرموت تحية تقدير له. اخر كلام الحرب نزهته والبأس همته والسيف عزمته والله ناصره شاعر قديم
|
آراء
براميل .. يا قلب العناء
أخبار متعلقة