لاشك ان الناس بحاجة الى معرفتهم بالطريق القويم والسليم في امور الدنيا والدين وكل ما يتعلق بمناحي الحياة وكل خطوة محسوبة لدى العلماء الذين ينبغي ان يقوموا بمهمتهم بالشكل المطلوب حتى يمكن للآخرين سماعهم وتقبل نصائحهم او توجيهاتهم بعيداً عن التطرف والعنف حيث لا يزال علماؤنا للاسف الشديد يتحدثون كثيرا عن العلم والعلوم الشرعية كوسيلة وليست غابة من اجل الوصول الى اهداف ومنافع ذاتية في ظل غياب طرق البحث السليم من اجل ايصال تلك العلوم باختلافها المتراكمة الخبرات والاعلام تساعدهم على المضي قدماً بخطوات واثقة حتى وان كانت لديهم القليل من المعلومات وان لم تكن بما فيه الكفاية وهنا تكمن المسألة وتظل الاهداف بعيدة المنال التي يبحث عنها الناس ويرغبون بشغف ولهف للحصول على معرفتها كحقائق لابد من ظهورها ولو بعد حين لكي لايصبحوا بدون هدف محدد ومن البديهيات الاكثر الحاحاً ان تصبح امور الدين على سبيل المثال في متناول العلماء دون الاستفادة منها كما ينبغي ويتضح هذا جلياً إن عامة الشعب لا يزال يفتقد الى مستوى مقبول من علوم الدين بسبب التقصير الواضح والحاصل ممن يمتلكون على قدراً قليلاً او كثيراً من المعرفة واذا ظل هذا الخلل كما هو يصاحب الكثير عن العلماء بسبب دخولهم في معمعة السياسة والمصالح الذاتية وترك ما يحتاجه الناس من منافع متوفرة في كتب الدين الواسعة الانتشار في كل بلدان العالم العربي والاسلامي وفيها من النصائح ما يحتاجوا لها باستمرار وتكرار معانيها وعلومها اذا لم يتقدموا ولو خطوة واحدة على الاقل الى الامام فإن ذلك سوف يؤدي الى ضياع اجيال بحالها لا يفقهون من امور وفيهم حتى لو اليسير منه وقد يقعون في أخطاءهم في غنى عنها ولا تزال نواقص العلماء وتقصيرهم في النصح واضح للعيان تبدو ملامحها في سلوكيات الناس المرضية حيث يلاحظ ذلك من خلال العشوائية في الممارسة اليومية عن كثب ويتمثل عيوبهم في غياب الخط والبرامج والمتابعة والتقييم الدوري الذي ينبغي ان يشمل كافة المدارس التعليمية وغيرها من مراكز التعليم المختلفة بما في ذلك في المقدمة المتخصصة بعلوم الدين والنفقة ومن هنا يفرض السؤال المشروع نفسه ما الذي يجعل النواقص تسحب نفسها دون وضع الحلول لها من قبل أي مسؤول او جهة مختصة ؟ وهل عجز العلماء من تقديم ما لديهم من علم او ثقافة في امور الدنيا والدين في اطارها السليم تجعل من حياتهم خالية من الشوائب والخوف من المستقبل المجهول واذا ما عرفنا بطبيعة الحال ان الواقع يتحدث عن نفسه ويعرف عن عنوانه حيث ظلت ظاهرة التطرق على قدم وساق ارهقت النفوس البريئة ومزقت الأمة وكأن الدين صار من أهدافه العامة العنف والعنف المضاد حيث لا يزال الكثير من طلاب العلم في المدارس المشبوهة المنشأة والعلوم لا يعرف مصادر تمويلها تقدم دروساً عقيمة عفى عنها الزمن وتريد ان تعود بنا الى عهود الظلام باسم الحفاظ على العادات والتقاليد وهي من امور الدنيا لسنا بحاجة لها فكل زمان يختلف عن غيره من الأزمنة وعصرنا اليوم غير الأمس إذاً متى ستظل الأمور تسير هكذا ولا تخضع الى الرقابة الحكومية التي لا تزال غائبة حتى الوقت الحاضر، إذا لابد من المراقبة بالضرورة لكافة المناهج الدراسية وعلى مستوياتها المختلفة حتى لا تظل يحكمها المزاج السياسي او الطائفي او المذهبي تحت سيطرة فئة قليلة تقتات على حساب الآخرين ولا تريد الخير والمحبة للوطن وتسعى جاهدة الى شرخ جسد المجتمع على المدى الطويل لأجيال متعاقبة يظل يعاني منها وتؤثر سلباً في العمق الوجداني والروحي على السواء وإذا عدنا الى الماضي القريب لمعرفة دور العلماء تجاه الشعب سوف نجد كثرة إصدار البيانات المفرغة من أي محتويات ومعان ولا تفيد الناس في شيء وجميعها مغلفة بثوب الدين ليس الا وتحمل طابعاً ذا تركيب سياسي بحت والأهم من ذلك انهم غير مؤهلين ولا متوحدين في كلمتهم حيث تراهم يعملون وسط ثلاث هيئات تحمل مسميات مختلفة كل واحدة منها تصدر بياناتها كيفما تشاء لا تستند الى رسالة واحدة تدعو فيها الأمة الى كلمة سواء بل تمثل أحزابها وهذا ماجعل الناس في خلاف دائم وفرقة لا تعرف طريق الهداية الى اين بسبب اختلاف البيان عن الآخر وعدم توحيد التوجيه والإرشاد بمفهومه العام والسليم الذي يعبر عن تعاليم الدين كجزء من قضاياهم الأساسية ان جوهر عمل العلماء ينبغي ان يكون وفقاُ للكتاب والسنة من دين خالص لا ينطوي. على منهج سياسي محدداً ومن منافذ متفرقة الدور والبيان يقودهم رجل واحد يخضعون له بالطاعة والولاء من غير وعي او حدود مهما كانت مسمياتهم شيخ او حاكم او خليفة . والحقيقة ان لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، المهم ان يكون ذات خلق وعلم بأمور الدين الصحيح.كفى عبثاً بأمور الدين وعلى العلماء البحث عن الأساسيات والعمل على تجسيدها في الواقع لتصبح دروساً وعبراً في القيم والاخلاق والانسانية تساعدنا جميعاً على العيش بمختلف المسائل الدينية كما خلقها رب العالمين والتعايش السلمي وفق ما كان حاصلاً في زمن الإسلام الحقيقي باعتبار إننا من اهل الكتاب ولسنا عباد أصنام وعدم إعطاء الفرصة لاعداء الدين باختراق مجالسنا الخاصة والعامة من اجل تقوية الحكم الرشيد في بلادنا وفق الشريعة الإسلامية السمحاء أما إذا فسد العلماء لا شك سوف تفسد الأمة .. فهل أدرك العلماء اليوم ما يريدون ام إنهم في ضلالهم يهيمون؟!
|
آراء
علماؤنا.. إلى أين ؟
أخبار متعلقة