كمَّ هائل وحشد غفير غير مسبوق اكتظت به كل شوارع محافظات بلادنا احتفالاً وابتهاجاً في احياء الذكرى الثالثة لثورة فبراير الخالدة التي اسقطت نظاماً كبد اليمن مآسي وأزمات لا تحتمل نتائجها ولا تسترد ديونها.فلقد قادت براكين ونيران ثورة الشباب السلمية ومسيرة النضال الثوري باليمن الى مرحلة جديدة من مراحل ترميم علاقة الوطن بالمواطن الذي كان في الماضي يعيش حالة تدهور وتهميش وتضليل في كافة المجالات عبر سفينة مؤتمر الحوار بقيادة الرئيس هادي وجهود وتكاتف الجميع في انجاز تلك المرحلة بنجاح ولو بأقل المؤشرات.انه حدث جليل وتاريخ عظيم استطاع من خلاله رواد العملية الثورية وإرادتهم القوية وعزيمتهم الصارمة وصناع مجد التغيير ان ينقذوا اليمن من حافة الانهيار بمواصلة مشوارهم الثوري من خلال مشاركتهم بصنع التغيير وبناء وطن جديد في مساندتهم ووقوفهم بجانب المرحلة الانتقالية اولى مراحل تأسيس اليمن الجديد وايضا مؤتمر الحوار الوطني الذي يدخل في الوقت الحالي حيز التنفيذ بخروج اُولى اوراقه الفعلية في اعلان اليمن دولة اتحادية وتقسيمه الى ستة اقاليم لربما بذلك يفتح للمراحل القادمة طريق التقدم وبانتظار المزيد من القرارات الرئاسية الجبارة التي تعطي للشعب التحفيز والثقة بالقيادة السياسية والتفاؤل بالمستقبل المنشود.فيعتبر الحادي عشر من فبراير تاريخاً عظيماً وميلاد يمن جديد استبشر به اليمانيون وأشرق به فجر اليمن الجديد وأضاء به نور الحق واطفأ هواجس الظلام وتفرعن وتسلط الطغاة.. ففي عمر ذلك التاريخ أصبحنا في ظل مرحلة جديدة وتحول مسار صحيح نحو آفاق وتطلعات المستقبل المنشود الذي كان الهدف الاساسي لإنطلاق شرارة الثورة الشبابية السلمية.ان 11 من فبراير يوم من الدهر لم تصنع اشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا ،، مما اعطى لنا ملمحاً آخر في المضي نحو استشراق شمس الامل والتحول باتجاه قافلة الحرية في التقدم نحو الامام.ان ثورة فبراير صفحة جديدة من تاريخ اليمن الجديد تكتب وتدون كل يوم على مراحل متعددة صنعتها ارادة شعب تتطلع الى آفاق ذات بعد نظر ليمن خال من الشواذ والتمزق والصراع بمختلف انواعه واشكاله.فهي محطة انطلاق نحو مرحلة جديدة تجسد واقع اليمن الجديد الذي يحفظ للمواطن الحق في الحرية الكاملة والحقوق المشروعة والمساواة والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية.لقد اخترنا ربيعنا الثوري في مواصلة نضالنا السلمي نحو مسيرتنا التغييرية وقبولنا بمؤتمر الحوار وتفاؤلنا بنجاحه ونحن بانتظار المزيد من النجاحات على الواقع الملوس.انه يوم تاريخي اعطى لليمنيين الامل باستبشار وجه جديد لقادم افضل مليء بالانجاز والتحقيق الفعلي لطموحات وتطلعات الشعب اليمني.وبالرغم من عدم تحقيق كافة اهداف الثورة وعدم إعلان ثورة 11 فبراير عيداً وطنياً الا ان عجلة التغيير لا تزال في مسيرتها النضالية ومرحلة الانجاز والتطبيق لا تزال في بداية المشوار لتجسيد واقع اليمن الذي يحوي كل فئات وشرائح المجتمع اليمني، فسوف تظل ثورة فبراير ذكرى خالدة في ذاكرة اليمن ،، وعجلة التغيير لا تزال جارية البحث وهي في طريقها لتحقيق كافة اهداف الثورة والمضي نحو خطى هادفة وبناءة تجسد واقع اليمن الجديد وعهد مرحلة جديدة من مراحل تكوين بناء الدولة ولا يتم ذلك إلا بكسر حاجز الصعوبات والتحديات التي تقف عائقاً امام نجاح المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار اللذين يسعيان الى تضميد جروح اليمن والخروج به من عنق الزجاجة والتحول باتجاه عجلة التقدم والنهوض والبناء ليمن جديد ومستقبل افضل.وكل عام واليمن بألف خير ونصر، ومن نجاح الى نجاح في تحقيق السلم والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية بإذن الله.
ثورة فبراير.. إرادة شعب واستشراق وطن!!
أخبار متعلقة