مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي في عدن لـ 14 اكتوبر :
حاورته/ وداد شبيلي المجاري.. هذه المشكلة أصبحت الشكوى المرة وهاجس المواطنين بعد أن استفحلت وتحولت إلى فيضانات اجتاحت مختلف مديريات المحافظة وزرعت الخوف والقلق في نفوس المواطنين من مخاطر انتشار الأوبئة الخطيرة والفتاكة بعد أن أصبحت مستنقعاتها حاضنة لها ولانتشارها بين المواطنين وفي وقت قياسي مقارنة بمخلفات القمامة. ولما لهذه المشكلة من تداعيات التقينا بالأخ فتحي السقاف مدير عام المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي الذي تفضل بالحديث معنا حول هذه المشكلة التي لا يمكن التغاضي عنها. مشكلة تؤرق مضاجعنا بمرارة واضحة في نبرات صوته تحدث إلينا قائلاً: (نعم أنا اعترف بهذه الحقيقة المرة التي لا يمكن إنكارها، وما نعانيه من مشكلة طفح المجاري التي أصبحت تؤرق مضاجعنا لمخاطرها على صحة الإنسان وانتشار الأمراض من خلالها في أسرع وقت ممكن مقارنة بمشكلة النظافة ولكن ما لا يعلمه المواطنون أن مشكلة المجاري مشكلة قديمة وليست وليدة اللحظة وعانينا ومازلنا نعاني منها كثيراً وتفاقمها في الآونة الأخيرة وطفحها في مختلف المديريات يعود لعدة أسباب منها ضعف الصيانة الدورية للصرف الصحي وعدم وجود الآليات الكافية لدى المؤسسة من شفاطات وصيانة فتح سدات علماً أن المؤسسة منذ عام 96م إلى اليوم لم تتوفر لديها آلات جديدة ومازالت تعمل بالآلات القديمة التي عفى الزمن عليها ومازال العمل جارياً بها منذ (15) عاماً حتى اليوم ومازاد الطين بلة وكأنه لايكفينا ما نعاني منه من قدم الآلات حتى نجد بعض المواطنين لا يقيمون لهذه المشكلة وزناً ولا أهمية برميهم بعض المخلفات إلى شبكة المجاري مما يسبب زيادة الانسدادات في الممرات الخلفية الخاصة بالمواطنين التي أصبحت اغلبها مقالب للقمامات التي أدت إلى كثرة الانسدادات وبالتالي إلى طفح المجاري وتحولها إلى فيضانات .. وللأسف يا أختي لو تعرفين حجم المعاناة التي نتحملها من مشكلة المجاري لعذرتنا! فكيف بالله لو عرفت أن هناك أشخاصاً ضعاف نفوس يعرضون المواطنين وخاصة الأطفال الأبرياء إلى الموت غرقاً في المجاري من جراء سرقة الأغطية الحديدية للمجاري لغرض بيعها والاستفادة منها وتركها مفتوحة تهدد حياة الكثيرين وقتلهم بدم بارد، هذا بالإضافة إلى تراكم المياه على الطرقات بسبب إهمال الناس وخاصة في المناطق المرتفعة عند ضخ المياه إلى الخزانات الخاصة بهم ولا يوجد بها غواصات مما يؤدي إلى فيض المياه وتكوين المستنقعات. المؤسسة قائمة على إيراداتها فقط > أستاذ فتحي ماهي المعالجات من قبل المؤسسة لحل مشكلة المجاري ؟ > > أولاً التزام المواطنين بتسديد الفواتير باعتبار هذه المشكلة احدى المشاكل التي أدت إلى ضعف عملية الصيانة لآليات المجاري وخاصة أن المؤسسة تعتمد اعتماداً كلياً على إيراداتها الذاتية التي تتحصل عليها من دفع فواتير المياه من قبل المواطنين كما أن مديونية المواطنين للمؤسسة بلغت حوالي (4) مليارات و (800) مليون ريال والملتزمون بالسداد من المواطنين لايتجاوزون (40 %) وهناك مناطق كاملة لم تدفع ما عليها من مديونية للمؤسسة وهذه أهم مشكلة تواجهنا، فالمؤسسة تدفع رواتب الموظفين دون المستحقات الأخرى.. ولا نستطيع أن نعمل برامج للصيانة وخاصة أننا مؤسسة مستقلة ولم تقدم الحكومة لنا أي دعم إلا البرنامج الاستثماري لشراء بعض المواد للمؤسسة أما المبالغ المالية التي نحتاجها للصيانة والتشغيل لا توجد فنحن مؤسسة أهلية قائمة على إيراداتها الخاصة التي نتحصل عليها من المواطنين.. ومع ذلك لتدارك فيضانات المجاري التي حدثت في بعض المديريات قمنا بتشكيل فرق عمل خاصة بالصرف الصحي وتنظيف المديريات منها وبدأنا العمل في مديرية التواهي ولا يوجد فيها حالياً أي طفح للمجاري بعد أن استبدلنا خط الأنابيب في سوق القات وخط المحكمة وكذلك مسجد الهتاري ورأس مربط. وقيم العمل حالياً في (17) ممراً خلفياً لاستبدال أنابيب جديدة وفي مديرية صيرة نقوم حالياً بحملات تصفية متواصلة بدءاً من العيدروس والخساف وحافة حسين وتصفية المناهل فيها بالإضافة إلى العمل في (50) ممراً خلفياً من صندوق التنمية الاجتماعية و (8) ممرات خلفية في المنصورة من قبل يمن عطا لتأهيل الممرات الخلفية كمرحلة أولى وهناك مراحل أخرى. وستستمر حملات التنظيف في باقي المديريات الأخرى من قبل عمالنا الذين يعملون في أحلك الظروف وأيام العصيان المدني وهم في مواقعهم وخاصة أن لدينا أكثر من 84 محطة صرف صحي وأكثر من 125 بئراً ويعملون على تشغيل المضخات ومحطات الرفع على مستوى محافظة عدن وإذا لم تقم المؤسسة وعمالها بدورهم كما يجب لكانت عدن غارقة بالمجاري الطافحة وهم يعملون بدون مستحقات، فقط يتحصلون على رواتبهم.مشروع حاضر غائب> ماذا عن المشروع الألماني لمجاري عدن الذي تنفذه شركة هوك باعتباره المشروع الحاضر الغائب على أرض الواقع الذي يعاني الأمرين؟!> > تنهد بمرارة واضحة وقال: أنت من أجبت على السؤال بقولك المشروع الحاضر الغائب هذا المشروع الذي بدأ منذ عام 98 وكانت المؤسسة تؤمل عليه الكثير والكثير في حل مشكلة المجاري، ولكن للأسف لم نستفد منه وهو يشمل المنطقة الأولى وهي المعلا وكريتر والتواهي وخورمكسر وبعض أجزاء من المنطقة الثانية التي توجد فيها المحطة الرئيسية ومحطة التجميع في المنصورة ومازال المشروع مستمراً وسيتم توقيع العقد الثالث لاستكمال المشروع، وأنا أؤكد لك أن المشروع لم يكن بالمواصفات المطلوبة والدليل على ذلك العيوب والمشاكل التي نعاني منها حالياً في مشكلة المجاري ومنها توقف بعض مضخات نقل ورفع المجاري عن العمل ومشكلة الأنابيب التي بدأت تتآكل خاصة خطوط الضخ مع العلم أن هذه الأنابيب يجب أن يستمر العمل بها على الأقل ثلاثين عاماً أو عشرين عاماً ولم يتجاوز العمل بها عشر سنوات وما نراه اليوم من انفجارات متكررة في خطوط الضخ يؤكد أن هذه الأنابيب قد انتهت صلاحيتها قبل الأوان بل هناك مواقع لا توجد فيها أنابيب بسبب تعرضها للتآكل بشكل كامل.محطات جديدة> أستاذ فتحي هل هناك مشاريع جديدة للمؤسسة وخاصة في جانب الصرف الصحي؟> > نعم نحن نحاول إصلاح البيت من الداخل وهذا العام ستكون هناك نقلة نوعية في الخدمات الأساسية للمؤسسة ومنها الصرف الصحي وستكون هناك حلول دائمة لمشكلة المجاري منها تركيب محطات جديدة ابتداءً من شهر فبراير القادم بالرغم من أنه لا يوجد حتى الآن التمويل للعمالة لكن سنعمل على تشغيل المحطات المتوقفة كما سيتم التوقيع على العقد الثالث مع شركة هوك لتشغيل المحطة الرئيسية بالمنصورة التي ستعمل على إيقاف طفح المجاري خاصة في الممدارة والشيخ عثمان بالإضافة إلى شراء شفاطات جديدة واستبدال المضخة الرئيسية في خورمكسر وتركيبها من قبل الفريق الألماني.. بالإضافة إلى ما أسلفت ذكره من تأهيل الممرات الخلفية في العديد من المديريات كما سيتم استلام حوالي (32) مضخة للمجاري من المنظمة الألمانية «KFW» كدعم للمؤسسة وهناك العديد من المشاريع الأخرى التي ستعمل على إيجاد الحلول الجذرية لمشكلة المجاري وسيكون هذا العام مخصصاً لمشكلة المجاري.وفي ختام حديثه قال: أناشد من خلالك وعبر صحيفة (14 أكتوبر) كافة المواطنين بالتعاون معنا بقدر بالإمكان وسداد ما عليهم من ديون الاستهلاك الشهري زائد المديوينة لنتمكن من الارتقاء بعمل وخدمات المؤسسة وخاصة في مجال الصرف الصحي وصيانة الآليات التي تعمل على التشغيل الأمثل لها وتقديم الخدمة بشكل أفضل للمواطنين، ونشير هنا إلى أن المؤسسة فتحت مراكز تحصيل لفواتير المياه في العديد من المديريات لتسهيل سداد الفواتير