مذكرات مقاتل من حصار صنعاء 67و1968م
كانت هذه المقدمة قد أعدت لطبع الكتاب على حلقات في صحيفة الراية في ذلك التاريخ إلا انه ومع الاسف كانت توجد عناصر (شطرية) تعمل خلف الكواليس حالت دون نشر الكتاب في حلقات ،ومع ذلك فكل شيء نصيب ومكتوب من الله العزيز الجبار والحمد لله الذي بيده كل شيء.[c1]عرض موجز لمذكرات الكهالي حصار صنعاء[/c]اعترف أن هذه هي القراءة الثالثة لمذكرات الرفيق صالح قائد الكهالي (ابو نائف) عن احداث السبعين يوماً التي شهدت خلالها ها صنعاء الباسلة حصاراً رهيباً من قبل القوى الملكية والمعادية لثورة 26سبتمبرالمجيدة وللنظام الجمهوري الفتي المنبثق عن تلك الثورة السبتمبرية الشماء، والحقيقة اقول لقد احسن الكهالي صنعاً وقدم خدمة جليلة للتاريخ والاجيال اذ تنبه من وقته فدون شهادته الحية في مذكرات غنية بالتفاصيل وبأسلوب العرض التقريري القصصي ولكن المطهم بالدراما واحسن بعد ذلك اذ اجتهد فرتب تلك الوقائع وصنفها في كتاب اخضعه للمراجعة والتدقيق والتمحيص مراراً وسماه (صنعاء الحصار والحب من اجل الانتصار)وهو اسم على مسمى ففي هذه المذكرات إلى جانب مأساة الحصار وروعة الانتصار قصة حب حقيقية اوردها المؤلف بأمانة لا بقصد التشويق كما يفعل بعض الكتاب ولكن لان اسلوبه في الكتابة والرواية والحديث والمعاملة مع نفسه واهله واصحابه والناس هو الصدق والصراحة المباشرة دون تزييف او تنميق او لف او التفاف وقد احسن ايضاً وسهل علي القراءة الثالثة أن عمد إلى طبع تلك المذكرات طباعة انيقة بآلة كاتبة اعداداً وتمهيدا لطبعها واصدارها ككتاب . وقد ارتاح الأهالي لما حدث له وكان بعضهم يقول ( قنابل الملكيين تقتل الرجعيين قبل أن تصل الجمهوريين) ثم سرت شائعات أخرى تقول: (الملكيون يضربون أنصارهم داخل صنعاء) وبعد الساعة الثامنة مساء بدأ البركان يشتعل فبينما كانت الحمى في جسمي على أشدها بدأ الهجوم الشديد على مواقع جبل نقم والحفاء والنهدين وعصر وقد صعد أهالي صنعاء القديمة إلى سطوح المنازل العالية لمشاهدة الاحتفال الليلي الذي أصبح ساريا كل ليلة وصعدت عمتي مع أختها وعندما اشتدت المعركة وكانت الساعة قد قاربت العاشرة مساًء صاحت عمتي قائلة (ياصالح اطلع ابسر جهنم ) شعرت حينها أن الحمى قد خفت وأسرعت إلى سطح العمارة، وكانت مرتفعة بما فيه الكفاية ، وكانت هذه هي أول ليلة أشاهد فيها القتال وأراقبه بدقة وكان جبل نقم المطل على شرقي صنعاء وكانت المدافع الرشاشة المنصوبة فيه تضرب بشكل هستيري على طول امتداده كان ذلك المشهد مفزعاً للأهالي في صنعاء حتى توقع البعض أن نكبة 1948م باتت محتملة، وقد أكد فيما بعد الطالب ناجي مسعد المضرحي من الدفعة السادسة في الكلية الحربية (انه ضرب في تلك الليلة بالرشاش حتى ولعت الماسورة وأحرقت يده عندما حاول تبديلها) أما تبتا النهدين فقد كانت الوحدات المركزية قد استعادتهما بعد أن سقطتا عدة مرات بيد القوات الملكية عندما كانت سرية المجندين من اللواء العاشر من المشاة في ذلك الجبل الصغير، وهو يشبه الرسم المدبب أو الهرمي خلفه تقع قرية بيت بوس وارتل من جهة الجنوب الغربي وتقع قرية حدة وسط غابة من أشجار المشمش والجوز واللوز، بينما جبل ظفار الذي يعتبر امتداداً لعيبان يسيطر سيطرة كاملة على المطار الجنوبي وكانوا يسمونه (المطار العدني) وتبة النهدين وكانت قيادة المدفعية، قد وضعت تحت قيادة الملازم أول/ علي مثنى جبران ثمانية عشر مدفعاً منوعاً من الرشاش عيار(12و7) م/ط وحتى الهاون (160ملم) الثقيل الذي لم يسبق استخدامه، من قبل. وعندما بدأ الهجوم على نقم وبقية المواقع الأخرى كان الهدف منه هو احتلال تبة النهدين، والتقدم نحو المطار الجنوبي للاستيلاء على المدفعية في المطار وتوجيهها صوب صنعاء ولكن جنود صاعقة الوحدات المركزية كانوا قد تمرسوا على مجابهة هجمات الملكيين ليلياً ولم يكن قد أتيح لي أن أرى هجوماً على تبة النهدين قبل تلك الليلة وكان العريف محمد مسعد ثابت الكهالي والجندي صالح محمد مثنى الكهالي قد أرسلا مع القوة التي استعادت تبة النهدين ، وبعد أن تأكد لي وجودهما بها شدت انتباهي أكثر نظرا لان العريف محمد مسعد ابن خالي وكنت قد عملت شخصياً على إلحاقه بسلك الجندية وعندما كنت أراقب المعركة التي تدور بين قوتنا المرابطة في تلك المواقع وهجوم العدو الكاسح وكانت مدفعية المطار بقيادة الملازم أول علي مثنى جبران تقصف التبتين من جميع الجهات، وقررت أن كل شيء في تبة النهدين قد انتهى وان العريف محمد مسعد وزميله صالح محمد وهما اقرب الناس إلي قد انتهيا مع كل زملائهما، وكانت المشكلة بالنسبة لي هي كيف استطيع أن أرسل نبأ استشهادهما إلى القرية، والى أسرتهما خاصة وساعتها أحسست أن الحمى عادت تتملكني وكانت مدفعية 37/م/ط تقصف بشكل متواصل ولم تترك إلا قمة التبتين واستمرت المعركة حتى الساعة السادسة صباح اليوم الثاني وبدون توقف إلا لساعات يتم خلالها تجميع قوات المرتزقة لشن هجوم جديد، ولم أكن اعرف نتائج المعركة ؛ولم اعرف مصير زملائي في تلك الليلة ولم أر في حياتي معركة كتلك المعركة العنيفة ولم تكن تنقص معارك حصار السبعين يوما حول صنعاء إلا الدبابات والطائرات ،حيث كنا نملك بعض الدبابات التي اشتركت بالحرب العالمية الثانية , كما كان لدينا الطيران الذي كان له دور مهم وفعال طيلة الحصار . كانت الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل ،عندما خف الهجوم بعض الشيء وكان البرد شديدا على سطح العمارة فقررت النزول بعد أن اشتدت الحمى علي من جديد أكثر مما كنت أتوقع وكنت أتمنى أن أكون مع العريف محمد مسعد ورفاقه أو في موقعي (جبل عصر) حيث كانت بعض الفصائل من وحدات صاعقة الجيش تتمركز هناك ،وفي الصباح شعرت بان الحمى قد خفت شيئا ما وكنت أريد معرفة سير المعركة والخسائر التي أسفرت عنها فذهبت إلى قيادة الوحدات المركزية التي كانت قريبة من قصر السلاح وعرفت من سيارة التموين التي نزلت من تبة النهدين (إن جميع أفراد النهدين بدون خسائر عدا جريح واحد) ولم اصدق كيف يمكن أن تدور تلك المعارك بدون خسائر من جانبنا عدا جريح واحد غير أن الصف الضابط قال ( اقسم بالله وبشرفي العسكري انه لم يحدث لأحد سوء) ،وسألته عن العريف محمد مسعد ، فرد علي (انه يتمركز في الموقع ، ولم يحدث له أيضا أي سوء ) مما أسعدني وأعطاني أملا اكبر في أن النصر حتمي ، وبدأت اشعر أن الحمى قد ذهبت ولكن واقع الأمور أن الحصار كان ما يزال في بدايته ولم يكن قد مر عليه إلا عشرة أيام فنحن تقريبا في ديسمبر 67م وفي الساعة العاشرة صباحا عدت إلى البيت لكي احصل على وجبة الغداء لدى عمتي والتي كانت تصرف آخر ريال لديها في ذلك اليوم من المبلغ الصغير الذي كان قد تركه لها عمي الأحمق الذي ذهب القرية قبل الحصار بحجة زيارة أخوانه ليتزوج امرأة أخرى ولم تكن المسكينة تعرف ذلك وظللنا نكتم عليها الخبر وكان الحصار قد أخاف التجار الجشعين فبدؤوا يضيقون الخناق على المواطنين وكان موقفهم هذا دعما عمليا للقوى الملكية المهاجمة لصنعاء وقد اختفى الحطب والقمح والسكر والجاز ،وبدأ الناس يشعرون بطائلة الحصار ،الذي اخذ يشتد أكثر فأكثر وقد تضرر الفقراء من أهالي صنعاء أكثر من سواهم وخاصة السكان الجدد الذين قدموا إليها من الخارج أما أهالي صنعاء القدماء وبالذات الأغنياء منهم فقد كان لديهم كميات من الحطب والقمح والذرة التي تساعدهم على احتمال الحصار وكنت شخصيا لا املك إلا عشرين ريالا ،وكانت الحالة سيئة عند أكثر الأصدقاء وحتى لدى بعض التجار الذين كنت اعرفهم ولم يكن المرتب قد صرف وهو لا يتجاوز على كل حال خمسة وثلاثين ريالا وهو ما كان يتقاضاه الملازم ثاني الخريج حديثا بينما كان الجندي يتقاضى (25) ريالاً وبدا واضحا انني أواجه مشكلة لا حل لها فقد طلبت عمتي مني مبلغ عشرين ريالا لتشتري بها طعاما وقمحا وحطبا وساعتها لم املك أي خيار إلا أن أعطيها كل ما كان في حوزتي وهو عشرون ريالا ومن حسن حظي إنني لم أكن أدخن أو اخزن القات الملعون وهي حالات نادرة كان الكثير من زملائي يحسدوني عليها وكنت أتصور أن العم (حمود )سوف يرسل لزوجته مصاريف خلال أسبوع من ذلك اليوم الذي أعطيتها فيه العشرين الريال غير انه ذهب إلى إثيوبيا بعد أن امضى شهرا في القرية مع عروسه الجديدة ،وترك من صبرت عليه 16 سنة بدون مصاريف وكان أبوها تاجراً صغيراً، يعول أسرة وأطفالا كثيرين ولم ترغب العمة أن تشكو إليه بعد أن عالها طيلة سنوات هجرة زوجها .وكانت عمتي كسائر نساء صنعاء تخشى من الحرب ومن القبائل الملكيين وكانت مجالس النساء المسنات منهن تردد أحداث عام 1948م ،عندما أباح الطاغية الإمام احمد يحيى حميد الدين لقبائل صنعاء التي نهبت وعاتث فيها فساداً وكنت اعمل على تهدئة عمتي وأختها ، وطلبت منهما زجاجات كبيرة معباة بالنيس ليتم وضعها على سطح للعمارة للدفاع عنها والمكونة من أربع طوابق وحدثتها عن (جميلة بوحيرد الجزائرية ) وكيف قاتلت الفرنسيين وأبديت استعدادي لإبقاء قنابل يدوية بالبيت،على أساس تدريبهن على كيفية استعمالها لكن العمة تخوفت من القنابل وفضلت الاكتفاء بتعبئة القوارير الزجاجية بالنيس والاحتفاظ بكمية من الحجارة وفي عصر ذلك اليوم ذهبت إلى بيت الفريق حسن العمري على دراجة نارية ،وعندما وصلت سكن الحرس سالت عن الفريق (فقال الحرس انه نائم) وكان القصف المدفعي مستمرا على جميع الجبهات والمواقع ،وخاصة نقم والحفاء والنهدين، أما الجبهة الشمالية فكانت تشغلها وحدات المظلات التي كانت تتصدى بقيادة النقيب حمود ناجي سعيد لقوات قاسم منصر بالرغم من سيطرة قوات قاسم منصر المرتزقة على جبل الطويل الذي يمتد مسافة كبيرة على طول الطريق من مصنع الغزل والنسيج حتى قرب مطار الرحبة الدولي ،ولم تكن المعارك هناك اقل ضراوة من المواقع الأخرى فقد ظل القصف مستمرا ليلا ونهارا وكذلك الهجمات المباغتة التي كان يشنها قاسم منصر ويطبقها منذ سنين في محور بني حشيش وكنت والكثير من الشباب نعرف قوة وإخلاص رجال المظلات الذين شاركوا في قتال قوات ومرتزقة قاسم منصر في معارك الجميمة والحصن الأسود وذباب منذ بداية عام 1966م وحتى انسحاب القوات المصرية في نهاية عام 1967م وبداية الحصار حول صنعاء.[c1]سلوك الفريق حسن العمريأثناء الحصار [/c]عندما جلست أناقش حرس الفريق العمري حول خطة الهجوم لفتح طريق صنعاء تعز تبين لي أن الفريق لا يملك أي نية لفتح الطريق! وأحسست أن الوضع على غير ما كنت أتصوره ولم أكن اعرف هدف الفريق العمري بالضبط ،وظللنا نلاحظ جلسات الفريق أربعة أيام بما في ذلك اجتماعاته مع المشايخ ،وكانت المعارك على أشدها وفي الليلة الرابعة من الهجوم الفاشل على تبة سواد حزيز اشتدت وطأة الهجوم على الجبهة الشرقية (جبهة بني حشيش).[c1]معركة باب شعوب27/ 11 1967م ثم 17 /12 /67م[/c]كان قاسم منصر قد تمكن من إدخال مدفع هاون /82مم /من صنع روسي أتيح له الاستيلاء عليه من قبل،وكان قد تم إدخاله تحت جنح الليل، مع مجموعة من المرتزقة إلى منطقة باب شعوب ووضع بين أشجار الاثل على مقربة من مصنع الغزل والنسيج.وقد بدأ يركز ضربه على مبنى الإذاعة بهدف تدميرها واسكات صوت الجمهورية،وفي الساعة الثامنة مساء شن قاسم منصر بقوات كبيرة هجوماً كاسحا حتى وصل إلى ظهر حمير المحاذي لجبل نقم بالقرب من قصر السلاح.وبينما المدفعية الثقيلة تقصف من جميع الجبهات حول صنعاء كان مدفع الهاون مركزاً ضربه على مبنى الإذاعة والمناطق المحيطة الحساسة. وكانت الخطة قد وضعت لاحتلال قصر السلاح وتدمير مبنى الإذاعة وبدأ أنصار الملكيين بإطلاق النار من أسطح العمارات، وخاصةً قرب (باب شعوب)،وقد طلبت قوات المظلات المساعدة من وحدات الصاعقة التي كانت احتياطا مهماً بالرغم من أنها تحتل عدة مواقع دفاعية لكنها كانت تتمتع بالقدرة على الحركة الخفيفة والسرعة لتقديم النجدة إلى أي موقع في حالة خطر،وقد هبت المقاومة الشعبية للتفتيش وحراسة باب شعوب، بينما أبدى حراس قصر السلاح اليقظة التامة، وبدؤوا أول إطلاق للنار على المرتزقة من قصر السلاح،وقصر السلاح هو نفسه قصر غمدان التاريخي الشهير الذي يعتبر أعلى قصور صنعاء، وذلك لأنه يقع في السفح الغربي لجبل نقم.. ودارت المعركة من الساعة الثامنة مساء حتى الصباح وتمكنت قوات المظلات والصاعقة وبعض الفرق الصغيرة من المقاومة الشعبية، والمشاة من دحر هجوم قوات قاسم منصر من ظهر حمير وباب شعوب وكان ذلك اقرب واخطر مكان وصلت إليه قوات الملكيين في زحفها إلى صنعاء.ولم تكن المسافة بين ظهر حمير وقصر السلاح أكثر من أربعمائة متر تقريبا.وعند الفجر كانت قوات قاسم منصر قد منيت بهزيمةً نكراء وفشل هجومه، وتم صده إلى قرب قرية سعوان، وهي أول قرية تحت جبل الطويل،(وطريق جبل الجميمة وقرية ووادي الرونة تمر منها) وتم اسكات المدفع الهاون الذي قصف الإذاعة وعدة مواقع أخرى وسحب المدفع عند الفجر وتم اكتشاف مكانه بواسطة أفراد المظلات بطريقة الصدفة،وكان لابد من عمل حل سريع لغابة أشجار الاثل حتى لا يتكرر ما حدث ويتجدد الخطر،وفي اليوم التالي طلب من أفراد المقاومة الشعبية القيام بتمشيط المنطقة الممتدة من باب شعوب شمال صنعاء القديمة وحتى مبنى الكلية الحربية بالروضة على طول 10 كيلو مترات، وتمت إبادة كل أشجار الاثل على طول غيل صنعاء، وبذلك أصبح من السهل مراقبة أي تسلل من جبهة بني حشيش إذا أرادت القيام به عصابة قاسم منصر، وقد تبين فيما بعد ( أن كمية من الذخيرة قد ضبطت متجهة نحو بني حشيش من قصر السلاح) ولم يتم كشف الجهة التي أصدرت الأمر بصرف تلك الكميات التي كانت متجهة إلى العدو لاستخدامها في محاربة جنود الثورة والجمهورية الذين دافعوا عن صنعاء دفاع الأسود الأبطال واستماتوا حتى تحقق لهم النصر. بعد هذه المعركة الكبيرة مع جبهة بني حشيش التي كان يقود القوى الملكية فيها (الفريق قاسم منصر) كما كانت تسميه في تلك الفترة إذاعة الرجعية السعودية والملكية تبين أن الفريق حسن العمري ( لم يكن مشاركاً في تلك المعركة الليلية) ولذلك كتب لها النجاح، ولو كان الفريق حسن العمري هو الذي تولى قيادة الهجوم فلربما كان مصيره الفشل كما حدث في العمليات السابقة،لقد كانت القيادة الشابة هي التي تحملت مسؤولية قيادة الهجوم والجيش أثناء الحصار وحرمت شلة العقداء والعمداء والمقدمين الرجعيين - وعلى رأسهم الفريق حسن العمري، الذي كان ينفذ مخطط السعودية وأمريكا وبريطانية من الداخل بينما ( الفريق قاسم منصر) ينفذ من خارج صنعاء بالتعاون سراً مع العمري - من إمكانية التأثير السلبي على سير المعركة.