تحقيق وتصوير/ مواهب بامعبديتوافد الطلاب الجدد في بداية كل عام جامعي جديد إلى مركز الرعاية الصحية لإجراء فحص ما قبل الدراسة كشرط من شروط التسجيل في الجامعة سواء لنيل درجة البكلاريوس أو للدراسات العليا، وما بين مؤيد ومعارض لهذ الإجراء هناك وجهات نظر مختلفة، فهل الفحص الطبي يهدف إلى الاهتمام بصحة الطالب أم هو مجرد إجراء شكلي ؟!لمعرفة وجهات النظر المختلفة حول ذلك نزلت صحيفة ( 14 أكتوبر ) إلى الميدان والتقت عدداً من الطلاب والأكاديميين والجهات المختصة ، فكانت الحصيلة التالية [c1]كشوفات لا تؤدي الغرض المطلوب[/c]في البداية التقينا الدكتور عبد الحكيم محمد صالح باقيس نائب عميد كلية الآداب للشئون الأكاديمية حيث تحدث إلينا قائلاً: بما يتعلق بموضوع استمارة الكشف أو التحليل الطبي المتبعة كإجراء لتسجيل الطالب والقيد في الجامعة (البكلاريوس أو الدراسات العليا) يكون في أغلب الأحيان شرطاً في التعيين أو الوظيفة، وأعتقد شخصياً إن هذا النوع من الكشوفات لا يؤدي الغرض المطلوب إذا سلمنا بصحة هذا الإجراء فإن عملية الكشف الطبي أصبحت خلال هذه الأيام عملية شكلية فقط لا تكشف عن الوضع الصحي أو الطبي للمتقدم أكان طالباً أو مدرساً أو موظفاً حتى يتم بعد ذلك التعامل مع هذه الحالة الطبية تعاملاً أيجابياً. وحول الكشف الطبي قال : (يعتبر هذا نوعاً من التمييز لأننا أذا اكتشفنا على سبيل المثال أن الطالب الملتحق بالكلية أو الجامعة مصاب بمرض معين هل هذا يعني عدم قبوله في الجامعة أو تعيينه إذا تقدم للوظيفة؟؟ أذا فرضنا أيضاً أن هذا المرض من الأمراض المعدية في هذه الحالة نحن نمارس التمييز العنصري ضد الطالب الذي يحمل هذا المرض حتى إذا تخيلنا أسوأ هذه الأمراض وبالتالي أعتقد أن الكشف الطبي هو عبارة عن إجراء شكلي وغير إنساني، إلا إذا اتبعنا خطوة بإجراء معين تقوم به الدولة أو الجهة المختصة بالتعامل مع هذا المريض، فلابد من أن يكون التعامل معه بالشكل الايجابي المطلوب ) .وأضاف : (أرى أن طبيعة هذه الكشوفات منافية لطبيعة حقوق الإنسان لأن الدراسة والعمل حق من حقوق الإنسان.. وفي الغالب أن هذه الكشوفات الطبية إذا سلمنا بأهميتها ينبغي أن تراعي نمط نوع الوظيفة أو الاحتياج ، فالكشف لطالب متقدم للدراسة بالتأكيد سيختلف عن الكشف الطبي لرائد فضاء فبالتالي ماذا أذا اكتشفنا أن هذا الطالب قد أصيب بأحد الأمراض المعدية أو الفيروسية هل هذا يعني عدم التحاقه بالتعليم ؟! ).[c1]خطر على المجتمع[/c]كما التقينا الأستاذ/ أحمد سالم عبد الله باعامر منتدب بكلية الآداب قسم التاريخ والجغرافيا الذي تحدث عن دور المجمع الصحي بمديرية خور مكسر تجاه الطالب الجامعي، فقال : لا يقوم المجمع بدوره تجاه الطلاب من ناحية الفحص قبل التسجيل بالكلية فنحن نتمنى أن يكون هناك فحص حقيقي للطالب قبل دخوله الجامعة ، ونرجو من الجهة المعنية و المسئولة عن إجراء الفحص الطبي الضروري على كل طالب أن تعمل بفحص الطلاب المتقدمين للكليات والجامعات والتأكد من ان هذا الطالب خال من الأمراض المعدية والمنتشرة سواءً كان من الطلاب اليمنيين أو الطلاب الوافدين من الدول العربية و أفضل أن يتم إجراء الفحوصات الضرورية لهم من قبل وزارة الصحة لأنه يشكل خطراً على المجتمع وكذا على طلابنا في جامعة عدن ).و بالنسبة لرسوم الفحص الطبي قال: يفضل أن يكون سعره رمزياً لا يتجاوز (1000 أو 1500) لكي يستطيع الطلاب دفع هذا المبلغ وإذا هم يريدون أن يرفعوا رسوم هذا الفحص يكون للطلاب الوافدين من خارج اليمن وأما بالنسبة للطلاب اليمنيين فلابد من مراعاة الوضع المعيشي والصحي في المجتمع اليمني فكثير من الناس من ذوي الدخل المحدود والبعض منهم يعملون في القطاع الخاص . وفي ختام حديثه حث العاملين في المجمع الصحي على العمل بأمانة وتحديد الفحص الطبي الضروري للطالب . [c1]ورقة طبية بدون فحوصات[/c]كما التقينا بالطالب راشد مساعد راشد مستوى ثاني إعلام فقال: المشكلة التي عانينا منها عند ذهابنا إلى المجمع الصحي من أجل إجراء الفحوصات لنا باعتبارنا طلاباً جدداً مقبلين على دخول الكلية وفي حقيقة الأمر لم يتم فحصي و تفاجأت بأنهم يطلبون مني مبلغاً وقدره (1000) ريال مقابل إجراء الفحوصات التي تتم قبل التحاق أي طالب بالكلية وبعد ذلك طلبوا مني الدخول لمقابلة الطبيب العام على أساس أن يقوم الطبيب بفحصي كما هو معروف وهناك كانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لي النظر إلي وإعطائي ورقة طبية مختومة على أساس أني لا أعاني من أي مرض. وعلى هذا الأساس تم قبولي في كلية الآداب.. وأضاف قائلاً: من واجبهم عمل الفحوصات لجميع الطلاب المتقدمين للكليات والجامعات مثلا في حالة وجود أي طالب يحمل مرض الإيدز في هذه الحالة ماذا نعمل ؟ من المتوقع أن يصاب المجتمع اليمني بكامله بهذا المرض الذي ينتشر مثل البرق.. ونقول لهم اتقوا الله فينا نحن أولادكم وعماد المستقبل لهذه البلاد.[c1]غرضهم مبلغ الرسوم[/c]ومن جانبه قال الطالب عبد الله عبد النبي- المستوى الأول إعلام: في البداية تم اخذ رسوم مني تقدر بـ(1500) ريال مقابل الفحص الروتيني الذي يعمل لكل طالب جديد يلتحق بالكلية ولكن مع الأسف الشديد لم يجر أي نوع من أنواع الفحوصات المعروفة للجميع حتى أننا لم نتمكن من رؤية إبرة سحب دم أو علبة فحص للتأكد من صحة الطالب أو مجرد سؤالنا من ماذا تعاني؟ وفي الأخير يتم إعطاؤنا ورقة طبيبة والغرض من كل هذا الفلوس وبس.. ونتمنى منهم الاهتمام بصحة الطالب والتأكد من أنه صحيح لا يشكو من أي مرض خطير ومعد والعمل على فحصه بحق المهنة التي يعملون بها.وأضاف : من خلال صحيفة 14 أكتوبر نوجه رسالة إلى الجهات المعنية والمسئولة عن هذا الأمر ونقول لهم إذا كانت صحة الطالب في مقدمة اهتماماتكم فأدوا أمانتكم كما يجب .[c1]تشخيص نظري [/c]وأما الطالب مهيوب عبد الله حمود محمد ناجي من أبناء محافظة إب - المستوى الأول قسم انجليزي قال: كنا نسمع بان هناك فحصاً يتم قبل التحاق الطالب بأي كلية أو جامعة، في البداية تم دخولي إلى الطبيب من اجل إجراء الفحص المطلوب مني، وتم التشخيص نظريا بأنني سليم ولا أعاني من أي مرض، وبعدها تسلمت ورقة طبية باني سليم رغم أني دفعت مبلغ رسوم هذا الفحص تقريباً 1500 ريال .وأضاف: على الجهات المعنية إجراء كافة الفحوصات المطلوبة لجميع الطلاب الجدد المتقدمين للكليات وعلى وجه الخصوص الطلاب الوافدون من خارج اليمن من أجل أخذ الحذر من أنهم غير حاملين لأي مرض خطير أو معد لكي لا ينقلوه إلى باقي زملائهم في الكلية لذلك من الضروري الاهتمام الكبير بعمل هذا الفحص قبل الدراسة من أجل الحد من انتشار الأمراض المعدية بين الطلاب.[c1]نحتاج إلى مركز طبي متكامل[/c]ومن جانبه قال الدكتور الخضر لصور: نحن بحاجة إلى مركز طبي متكامل يقوم بفحص الطلاب سواءً الدارسين في الجامعة أو ما بعد الجامعة فيما يخص الدراسات العالية و من خلال ملاحظتنا للمركز للأسف طبعاً مع احترامنا للقائمين عليه فإنه لا يقوم بالدور المناط به خاصة في مجال الفحص كما تم التحدث مع رئيس الجامعة.. وأضاف: حسب ما سمعت من عميد كلية الطب من شروط تأسيس أي كلية وجود عيادة داخل الكلية ، وقد تم تدشين العمل بهذا الأمر في كلية الطب ونتمنى تنفيذ هذا الإجراء في بقية الكليات.[c1](1000) ريال مقابل التطبيب وليس الفحص[/c]في نهاية تحقيقنا توجهنا إلى مكتب مديرعام مركز الرعاية الصحية بجامعة عدن حيث التقينا الدكتور محمد سالم برعية الذي تحدث إلينا قائلاً: في البدء أشكر صحيفة 14 أكتوبر لحرصها على ملامسة قضايا الطالب الجامعي ونود هنا أن نوضح أن (1000) ريال هو ليس مقابل فحص طبي وإنما مقابل رسوم تطبيب خلال فترة دراسته مابين (4 إلى 6) سنوات في بعض كليات جامعة عدن حيث يتحصل الطالب على الفحص الطبي والمعاينة التشخيصية والعلاجية وهذا يكون بشكل مجاني خلال فترة دراسته.. وواصل الدكتور حديثه قائلا : في العام القادم سيتم رفع مبلغ الرسوم وهذا بموجب قرار رئيس الجامعة والسبب في ذلك ارتفاع أسعار الأدوية والمحاليل المختبرية الطبية وبلغت نسبة الزيادة حوالي (50 %) شملت الزيادة كل شيء في الجامعة حتى رسوم استمارة القبول الخاصة بالطالب الجامعي وقد بلغت قيمتها من (1000 إلى 3000) ريال وهذا سيطبق من العام القادم حيث ستكون قيمة رسوم التطبيب من (1000 إلى 1500) ريال.. وفيما يخص فحص الطالب الوافد من الخارج ليس مسئوليتنا فهي مسئولية مركز الرعاية بوزارة الصحة لأنه لا تتوفر لدينا الفحوصات المطلوبة مثل "الإيدز والكبد وغيرها من الأمراض المعدية" وبالتنسيق مع مكتب وزارة الصحة بعدن تم إحالة جميع الحالات سواء الموفدين للخارج أو القادمين للدراسة في جامعة عدن عبر وزارة الصحة لعمل الفحوصات اللازمة.وأردف : لدينا نظام يخص أساتذة وموظفي الجامعة نأخذ منهم اشتراكاً شهرياً (700) ريال والموظف (50) ريالاً شهرياً مقابل علاج مجاني .[c1]تحسين الخدمات الصحية[/c]وعند سؤالنا له حول مشروع بناء عيادة في كل كلية، قال : نتمنى تنفيذ هذا المشروع ولكن لا أحد يقفز على الواقع فالإمكانيات هي التي تحدد ذلك ونحن نعاني ظروفاً صعبة ونحاول في جامعة عدن قدر الإمكان أن نتماشى مع إمكانياتنا وظروفنا ولكن عندما تتوفر الإمكانيات من لا يرغب بتحسين الخدمات الصحية في الجامعة ؟وبالنسبة لطلاب الجامعة نواجه مشكلة معهم فيما يخص الإجازات خلال امتحانات الطلاب فبعض الطلاب يحضرون إلى المركز لأخذ ورقة طبية من غير أعذار ، نحن نقدر كل طالب مريض ونشكر رئيس الجامعة على تشكيله للجنة طبية من أجل فحص الطلاب لتعميد أي إجازة ومع الأسف عمادة الكليات يحولون الطلاب إلى المركز ومن المفروض أن يعملوا على التوضيح للطالب في بداية العام الدراسي الجديد بشأن النظام الصحي ونحن نؤكد لأبنائنا الطلاب أننا نحرص بالتأكيد على صحتهم ومستواهم العلمي بدرجة كبيرة .
|
ءات
الفحص الطبي قبل الجامعة .. هل هو اهتمام صحي أم عملية شكلية ؟!
أخبار متعلقة