عروض مسرحية
علي عبدالله الدويلةيقول الفنان الكبير يوسف وهبي (وما الدنيا إلا مسرح كبير أعطني مسرحاً كبيراً جيداً أعطيك شعباً مثقفاً طيب الأعراق).في الوقت الذي يواجه الشعب المصري أزمة المشهد السياسي والاجتماعي برمته يتآمر رجال الأعمال والأموال وتجار العملة والسماسرة والمتطفلون على الفنون الإبداعية ويحاولون بكل الأساليب الدنيئة تشويه وتزييف الكثير من حقائق الأمور التي تتناول أهم وأبرز القضايا الإنسانية منها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وأهدافها البعيدة إجهاض مجمل المفاهيم والقيم المادية والمبادئ الإنسانية والسلوكيات الأخلاقية وتصفية المؤسسات الثقافية التي تدعمها الدولة على سبيل المثال (مسرح الدولة) الذي يمثل القطاع العام حيث كان يباشر مسرح الدولة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر دوره الحقيقي السياسي والاجتماعي والثقافي واستطاع نشر الثقافة الإنسانية ويدعم وحدة الفكر والوجدان القومي من خلال بعض العروض المسرحية الهادفة التي تحمل في جوفها الكثير من الأفكار والآراء الإنسانية من حيث الشكل والمضمون الفني الرائع يحاول مسرح الدولة المحافظة على وجوده ومكانته الرفيعة في الوسط الفني على الرغم من الفساد الإداري وغياب الشعور القومي بالانتماء للأرض وللتراث الثقافي الأصيل.وإذا كانت دعوة تصفية مسرح الدولة وتحويله إلى علبة من علب الليل وبؤرة تتناول فنون الهزل والمتعة الرخيصة في أيدي صيارفة الفن وسماسرته فإن الدفاع الوحيد عن مسرح الدولة يكمن في استرداده لوعيه وممارسة وظيفته الإبداعية والسياسية والاجتماعية باعتباره حقاً للشعب وواجباً على الدولة التي تدير النظام الإنساني وتسوس شؤون الشعب حيث ترتبط الهموم والمشاكل السياسية والاجتماعية بالأزمة الاقتصادية الخانقة وكل هذه الظواهر السلبية تتجسد من خلال هذا المسرح الرسمي الذي يعالج هموم وقضايا الشعب الذي تنتمي إليه وتعبر تعبيراً صادقاً ومباشراً عن آلامه وآماله وتتصدى لكل تيارات الهدم والفساد التي تنعكس على كيان مسرح الدولة ذاته. لقد أثارت مسرحية حزب أيوب في الوسط الفني المسرحي ضجة إعلامية من خلال شخصية أيوب التي تواجه الأنماط الانتهازية بعد عجزه عن تقديم مستندات الملكية للأرض ويوجه أيوب نقده الجاد والجريء لكل أنماط المرشحين الذين يتاجرون بهموم وقضايا الشعب ويصعدون فوق بطونهم ورقابهم ويقتلون أحلامهم الوردية في العدل والرخاء والحرية وفي الأخير يتهم أيوب كل الأحزاب السياسية والثقافات البرجوازية التقليدية السائدة باحتراف أساليب الغش والخداع، ويصبح البديل الوحيد هو حزب الشعب الذي يعتبر صانع القرار السياسي يعبر تعبيراً صادقاً عن حرية الإنسان وعدالته الاجتماعية وآمال الأمة.