إعداد/ عوض علي بن حدادلقد كثرت الأخطاء التي يقع فيها الأطباء في المجتمع اليمني وأصبحنا نقرأ ونسمع ونشاهد الكثير من القصص التي يذهب ضحيتها الكثير من المواطنين اليمنيين ولعل ذلك يعود إلى التسيب وعدم تطبيق النظام الصارم الذي تتطلبه هذه المهنة الإنسانية وكذلك انعدام الشعور بالمسؤولية الكبيرة سواء من الكثير من المنتسبين لمهنة الطب ومن نقابة الأطباء أو من الجهات المنظمة والمشرفة على ممارسة الطب كوزارة الصحة . وفي ظل مثل هذا التسيب والإهمال وانعدام المسؤولية برزت الكثير من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الأطباء في بلادنا، حيث نجد أن هذا المريض قد فقد بصره وذاك فقد أحد أطرافه وآخر أصيب بعاهة مستديمة وغيرهم فقد حياته إلى غير ذلك من الأضرار الجسيمة والقاتلة التي تسبب فيها الأخطاء التي يقع فيها بعض الأطباء.ولا شك أن الطبيب الناجح هو الذي يستطيع التوصل إلى التشخيص السليم للحالة المرضية المعروضة عليه وبالتالي فإنه على ضوء ذلك يضع العلاج المناسب لتلك الحالة ومثل هذا الأمر لا يستطيع تحقيقه إلا الطبيب الكفؤ الذي يتمتع بالمؤهلات العلمية والعملية ويلاحظ أن الكثير من الدول لا تسمح بفتح عيادة خاصة إلا لمن يحمل مؤهل الماجستير مع خبرة لا تقل عن خمس سنوات كحد أدنى، وفي بلادنا نجد الانتشار الواسع للعيادات وفي مختلف التخصصات وربما في بعض الأماكن تفوق كثرتها كثرة البقالات ولكن الكثير منها لا يقدم الخدمات التي تتناسب وما يدفعه المواطن لها مقابل الفحوصات والكشف الطبي بل إن حالته قد تزداد سوءاً بعد أن يستخدم العلاج الذي وصف له من الطبيب وهذا يعود إلى عدم قدرة هذا الطبيب وتوصله إلى التشخيص السليم للحالة المعروضة عليه والدليل على ذلك أن العديد من الحالات التي تذهب إلى الخارج للعلاج ويتم عرض التشخيص المرضي لها على الأطباء هناك يبدون استغرابهم من سوء التشخيص الذي لا يتفق مع حقيقة الواقع المرضي ويرمون بذلك في سلة المهملات.وأذكر في هذا السياق أن أحد المرضى في إحدى المحافظات اليمنية كان يعاني من ألم شديد في بطنه فلما عرضوه على قسم القلب بالمستشفى تم تشخيص مرضه على أنه يعاني من مرض في القلب وكانت تصرف له أدوية على هذا الأساس ولكنه لم يستفد منها وظلت حالته تزداد سوءاً وكان من حسن حظه أن أحد إخوته يعيش في ألمانيا منذ زمن طويل فأرسل له تأشيرة دخول وعند وصوله إلى هناك عرضه على طبيب مختص فأكد لهم بعد الفحص أن قلبه سليم وأنه يعاني من تقلصات حادة في المعدة تسببها بعض المأكولات كالسمك وبالتالي يتأثر القلب من ذلك، حيث نظم له الطبيب الأكل ولم يشعر بالألم الذي كان يعاني منه ثم رتب له زيارة إلى طبيب أعلى منه كتب له بعض الأدوية المناسبة لحالته ثم عاد إلى اليمن وهو في أحسن صحته.وفي الأخير وأمام ظاهرة تفشي الأخطاء الجسيمة التي يقع فيها بعض الأطباء ويذهب ضحيتها الأبرياء وفي ظل ضعف الرقابة والمحاسبة على ممارسة هذه المهنة الإنسانية المهمة فما أحوج المجتمع اليمني إلى وجود جمعية لحماية المريض من الأخطاء الجسيمة والقاتلة لممارسة المهنة. ومع ذلك لابد أن أشير إلى أن في مجتمعنا الكثير من الأطباء الناجحين والذين يمارسون عملهم بكل كفاءة واقتدار وهؤلاء هم تاج على رؤوسنا جميعاً.
تفشي الأخطاء الجسيمة في مهنة الطب
أخبار متعلقة