عالم الصحافة
أبدت صحف أميركية اهتماما كبيرا بالأزمة السورية المتفاقمة، وقال بعضها إن الدبلوماسية تبقى الخيار الأفضل للحل، وذلك رغم الخلافات بين النظام والمعارضة في جنيف2، وتساءلت أخرى عن كيفية تجميع أجزاء سوريا التي مزقتها الحرب الأهلية المستعرة منذ قرابة ثلاث سنوات.فقد قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في افتتاحيتها إن الدبلوماسية تبقى الخيار الأفضل لحل الأزمة السورية المتفاقمة ولوضع حد للحرب الأهلية المستعرة بالبلاد منذ قرابة ثلاث سنوات.وأضافت الصحيفة القول إنه رغم الخلافات الكبيرة بين موفدي النظام السوري ومندوبي المعارضة، فإن مؤتمر جنيف2 الذي بدأ الأربعاء الماضي يشكل بحد ذاته فرصة نادرة للبحث عن حل للأزمة.وقالت الصحيفة إنه رغم انخفاض سقف التوقعات في جنيف2، من الممكن أن يساعد على وقف القتل في سوريا وعلى تسريع إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري وعلى وضع الأساس لحل سياسي للأزمة المستعصية.وأشارت الصحيفة -في مقال للكاتب كولين غرافي- إلى أن التقارير عن جرائم الحرب المنسوبة للنظام السوري من خلال قتل وتعذيب المعتقلين يمكن استخدامها دليلا ضد الرئيس السوري بشار الأسد.وأوضحت الصحيفة أنه لا أحد يعرف أسماء الضحايا، ولكن أرقامهم معروفة وآثار التعذيب على أجسادهم ظاهرة، مضيفة أنه ينبغي للذين يمعنون في القتل في سوريا من أجل الحفاظ على السلطة أن يعلموا أنهم يتحملون مسؤولية أفعالهم، وتساءلت عن جدوى الانتصار في الصراع إذا كانت النتيجة الجلب للوقوف أمام المحكمة في لاهاي.من جانبها تساءلت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور عن كيفية تجميع أشلاء الوطن السوري، وقالت في افتتاحيتها إنه إذا استمرت المباحثات المباشرة بين النظام والمعارضة، فإن الهدف يجب أن يتمثل في إيجاد حكومة انتقالية بحيث تحظى بشريعة إجراء انتخابات في البلاد.وأضافت الصحيفة أن سوريا تشهد فراغا سياسيا، ما يتطلب وجود ضغوط خارجية من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي بين الطرفين المتنازعين.وأوضحت أن الرئيس السوري بشار الأسد دعم الأغلبية السنية في البلاد، وذلك بسبب سياسته القمعية القاسية واستخدامه لأساليب التعذيب والأسلحة الكيميائية ضدهم، وأن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يعاني أيضا من الانقسامات ويلقى التجاهل من جانب بعض جماعات «المتمردين» التي تقاتل في سوريا.وأضافت الصحيفة أن الأسد يلقى دعما من إيران، وأن طهران تسعى للحل في سوريا من خلال الانتخابات، ولكن الطرفين عادة يلجآن لتزوير الانتخابات في بلديهما، ولذا فإن أي انتخابات للحل في سوريا يجب أن تجري تحت رقابة أجنبية وفي ظل وقف تام لإطلاق النار في البلاد.ورجّحت الصحيفة أن يسفر مؤتمر جنيف2 عن اتفاق على حكومة انتقالية في سوريا يكون لديها القوة الكافية على إجراء انتخابات وتشمل قادة ومسؤولين يحظون بالاحترام من الطرفين المتصارعين.في السياق، أشارت صحيفة واشنطن تايمز إلى مؤتمر جنيف2 وقالت إنه ما أن انطلق حتى هدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالانسحاب.من جانبها تحدثت مجلة تايم عن المأساة التي يعانيها اللاجئون السوريون، وقالت إن اللجوء قد يبدو مؤقتا في بداية الأمر، ولكنه سرعان ما يتحول إلى معاناة دائمة.في السياق أيضا، أشارت صحيفة نيويورك تايمز -في مقال للكاتب سيرغي شميمان- إلى ما وصفته بانخفاض سقف التوقعات لجنيف2، وذلك في ظل سعي النظام السوري لمناقشة كيفية وقف «الإرهاب» الذي يعني به النظام المعارضة من المعتدلين وغير المعتدلين، في مقابل إصرار المعارضة على تنحية الأسد.ــــــــــــــــــــــــــــــ[c1] انفتاح العالم على إيران يحبط إسرائيل[/c]بعد أيام من بدء تطبيق الاتفاق النووي المؤقت الذي توصلت إليه إيران والدول الكبرى بشأن برنامج طهران النووي، عبرت النخب الإسرائيلية عن قلقها إزاء فرص نجاح المسار الدبلوماسي في تفكيك هذا البرنامج.ودعا البروفسور يحزكيل درور، الذي يوصف بأنه «أبو الفكر الإستراتيجي الإسرائيلي» صناع القرار في تل أبيب إلى الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المسار الدبلوماسي في تحقيق الرهانات المعقودة عليه، وفي حال لم تقم واشنطن حدة بشن هجوم على إيران.وفي ورقة صادرة عن «مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية» التابع لجامعة بارإيلان، قال درور إن إحباط المشروع النووي الإيراني يمثل مصلحة إسرائيلية إستراتيجية، مشدداً على أن نجاح إيران بإنتاج سلاح نووي سيشعل سباق تسلح نووي خطير بالمنطقة يفقد إسرائيل تفوقها النوعي.وعلى الرغم من أن درور يرى أن إيران سترد على الهجوم الإسرائيلي، فإنه يحذر من المبالغة في تقدير حجم الرد الإيراني. وتوقع أن يفضي الهجوم الإسرائيلي على إيران إلى تدهور علاقات تل أبيب مع واشنطن والمجتمع الدولي. مشيراً إلى أن مواجهة هذه النتائج تتطلب طرح مبادرة إسرائيلية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.وفي مقال نشرته «إسرائيل اليوم» استهجن دان مرغليت (كبير معلقي الصحيفة) سعي عدد من الشركات الأوروبية إلى الاستثمار بإيران في وقت تقلص من مستويات استثمارها بإسرائيل، معتبراً أن هذا السلوك سيشجع إيران على التشدد في المفاوضات على الاتفاق النهائي.وأشار مرغليت إلى قرار اتخذته عدة شركات للتقنيات المتقدمة في ألمانيا بمقاطعة نظيراتها في إسرائيل «في الوقت الذي تقف هذه الشركات في طابور طويل أمام بوابات إيران لانتظار فرصتها في الاستثمار هناك».وفي السياق ذاته ، قالت كيرنو مرتسيانو موفدة القناة الثانية الإسرائيلية إلى منتدى دافوس إن الإيرانيين حققواً «نصراً دبلوماسياً واضحاً» على إسرائيل، مشيرة إلى أن تحذيرات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من مخاطر نووي إيران لم تترك انطباع لدى معظم الذين حضروا أعمال المنتدى.وفي تقرير بثته القناة الليلة الماضية، أشارت مرتسيانو إلى أن «هجوم الابتسامات» الذي يواصله الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف «يؤتي أكله» متوقعة أن تمثل جلسات المنتدى «نقطة تحول فارقة نحو تعزيز مكانة إيران الدولية وتحسين وضعها الاقتصادي».ولفتت مرتسيانو الأنظار إلى أن حرص ممثلي الدول والشركات الأجنبية على التقرب من طهران جاء على الرغم من المواقف المتشددة التي عبر عنها روحاني وظريف، والتي أكدا فيها أن إيران لن تقوم بتفكيك أي من منشآتها النووية.من ناحيته، قال المعلق بالقناة يهود يعاري إن «الانفتاح العالمي على إيران لم يسفر بعد عن حدوث تحول إيجابي فارق في أوضاعها الاقتصادية».وأضاف خلال مشاركته في برنامج «أستوديو السبت» أنه طالما لم تحدث زيادة كبيرة على إنتاج النفط، فإن الأوضاع الاقتصادية في إيران ستظل تراوح مكانها. وطهران تنتج حالياً مليون برميل فقط من النفط يومياً، مشيراً إلى أنها كانت تنتج قبل العقوبات ما بين أربعة وخمسة ملايين برميل.