محطات ثقافية
لا أجفف ينابيع الحقيقة مطلقاً حين أقول وبأعلى صوتي أننا نعيش كساداً ثقافياً وفكرياً عربياً لا حدود له في ظل توقف المهرجانات الفنية والإبداعية والثقافية، وانحطاط الفكر إلى (مستنقعات) المدافع والصواريخ وصرخات البنادق والقنابل التي اعتلت مسرح الأحداث والآمال العربية.أعلم أن ثمن الحرية باهظ وباهظ جداً ولكن ليس إلى حد أن الغي تاريخ وطني الثقافي والفكري والحضاري ومدلولات حضوره الإنساني والوجودي، أعتقد أن (المفكر العربي) يعيش حالة تخبط شديدة ودوامة صراع مميتة لن تنتهي الا بترسيخ العمل السياسي (الديمقراطي) واحترام (الرأي) وتطلعات الجماهير.لا يمكن أن تستمر العقلية (القبلية) ولغة (القوة والصميل) كعنوان للمراحل القادمة وصيغة سياسية (لإدارة) البلاد والعباد، ماعاد ذلك ممكناً في ظل (التحول الديمقراطي الكوني) أو العالمي وعولمة كل الاتجاهات والمسارات في حياة هذا الشعب أو ذاك.في ظل عالم يحكمه الشباب وثورة الاتصالات والمعلومات وبقايا ركائز الأمس التي أمنت (بحتمية التغيير) وضرورات الانتقال إلى فضاءات (الرأي والرأي الآخر) وإيجاد بدائل لمفهوم العلاقة بين (المواطن والدولة) فمن حق المواطن أن يشارك في بناء وصناعة الدولة وقيادتها ولزاماً على الدولة أن تفسح المجال له ليعيش هذا (الحق) وتعود هي إلى صفوف (المواطنة) وحتى لا يفرض عليها الأمر بالقوة وتصبح كبراقش التي جنت على نفسها أو تقوم لتؤذن في مالطا.أننا اليوم في أمس الحاجة إلى (حوار عربي - عربي) يعيد صياغة (مفهوم بناء الدولة) على أسس علمية وسياسية وان نباشر في وضع الحلول وتضميد جراح المجتمعات قبل ان يفرض الامر بالقوة من الشارع .. الأسد الجريح.عن نورس الفنون الجميلة .. دكتور محمد دائل الفنان الدكتور محمد عبده دائل رئيس قسم الفنون الجميلة ومؤسسه بشهادة الكثيرين يقدم سيمفونية جميلة أو انه كعادته يرسم لوحة فنية رائعة ومتميزة تستحضر معاني العطاء الإنساني والفكري والإبداعي في أرقى صورة ممكنة.انه وبعيداً عن أي مجاملة أو مسح جوخ يقود تحولاً نوعياً وتاريخياً في حركة الفن التشكيلي ومسارات فنية أخرى بمحافظة عدن وينعش الآمال في إعادة الاعتبار وتضميد جراح الحقل الفني والثقافي واستعادة الق الحس الجمالي والإبداعي في صفوف الجماهير ومفاصل حركة وعيها الحضاري والإنساني.نأمل من قيادة جامعة عدن ممثلة بالقدير عبدالعزيز بن حبتور رئيس الجامعة تقديم كل الدعم والمساندة للدكتور دائل وطاقم التدريس في قسم الفنون الجميلة (أخر العنقود) أسرتي أسرة كلية الآداب وقلت أسرتي لأنني كنت احد تلاميذها في سنوات ضلت وارتسمت فوق جدران القلب والوجدان .. نبض الذاكرة.التجار اليمنيون .. لماذا يجافون الحقل الفني والإبداعي؟يقيناً أن التجار الأعزاء في بلادنا يتحملون مسؤولية تطور وتقدم كل مسارات الحياة في المجتمع بما فيها مسار الواحات الثقافية والفنية والإبداعية التي ظلت لعقود طويلة وطويلة جداً تعاني من إهمالهم وتقاعسهم وعدم الاكتراث لما يدور في فلكهم الموبوء بشحة إمكانيات الدولة وتعطل آليات عملها المؤسسي في هذا الجانب الحيوي الهام من حياتنا.أتمنى من أعماق قلبي أن يسهم إخوتنا التجارة في الدفع بالعمل الثقافي والفني والإبداعي برؤى جديدة ومتجددة تعبر عن أهمية وجودهم وحركة وعيهم الحضاري والإنساني الذي يرسم مع باقي فئات المجتمع والناس (دولة عصرية) تستحضر قيم الدولة المدنية وآفاق تطورها اللاحق.وهذا سيفيد الجميع وسيحمي مصالحهم لان البلطجة ولغة القوة والعنف والسوقية التي نشاهدها نابعة من حدة تنامي (الجهل) والفقر وغياب الوعي ورسوخ الشخصية الوطنية (المعتدلة) التي تاهت من لحج التطرف والبلادة وعدم الإحساس بالمسؤولية.الأستاذ فؤاد هويدي يعود إليها إلى ارض الوطنرغم انه ام يكمل علاجه عاد إلى عدن الأستاذ الفنان فؤاد هويدي حيث منعته الظروف الصحية الحالية من إجراء أي جراحة على أن تجرى له جراحة بعد عدة أشهر إذا سمحت ظروفه الصحية بذلك وكذا إمكانياته المادية و (الحليم تكفيه الإشارة) اقصد وزارة الثقافة طبعاً.عرفاناً بما قدمه النجم الهويدي مدير المسرح في عدن للحقل الثقافي والإبداعي وإثرائه لحركة وعي الجماهير عبر مساقات فنية عديدة وألوان إبداعية محفورة في ذاكرة ونبض ووريد المجتمع والناس.كما نأمل من الجهات المسؤولة الأخرى ذات العلاقة والأخوة الأعزاء في البيوت التجارية الكبيرة تضميد جراح فناننا المبدع فؤاد هويدي وهو جزء من رسالتهم في الحياة ودورهم الوطني والإنساني لحماية المجتمع من التفكك والتشظي وانتشار اكبر لظاهرة العداء والأحقاد والكراهية المناطقية التي إعادتنا إلى القرون الوسطى.رغم الحرب السورية .. شادية تغنيرغم الحرب الدائرة في سوريا الحبيبة .. سورية البطولة والمقاومة والألق الجمالي والإنساني .. قدمت قناة دراما السورية برنامجاً (طويلاً عريضاً) عن النجمة العربية القديرة شادية أستحضر كل أعمالها الغنائية الرائعة والخالدة في حياتنا العربية المجيدة.لأنه لم يخلق بعد من يستطيع أن يحرمنا من حقنا في الحياة وتراثنا وتاريخنا ومجدنا الفني والإبداعي والثقافي ودورنا العتيق والنبيل في إثراء الواقع الحضاري والإنساني وأعلا شأن الإنسان وقيم وجوده وبنائه وحبه وعشقه وحريته.ستظل فنوننا وآدابنا وفكرنا وثقافتنا العربية الأصيلة حاضرة بقوة في المشهد الإنساني ولن يستطيع أي مرجوج أو أحمق غبي بليد أن يمحونا من ذاكرة الزمن والتاريخ.