عــدن ظلمت ولابــد أن تأخذ حقها بالـــــمشاريـــع الاستراتيجية
تحقيق/ أيمن عصام سعيدالبنى التحتية واجهة كل الدول الحضارية، لذلك اهتمت عدن بتشييد وتوسيع وسفلتة الطرق لكي تخفف من حوادث السير المرورية من أجل الدفع بعجلة التنمية وتسهيل وتأمين المواصلات الداخلية.ومدينة عدن التي كانت الأفضل في الجزيرة العربية ابان حقبة الاستعمار البريطاني وبعد الاستقلال ، كشفت الامطار وطفح المجاري في مختلف مديريات المحافظة عيوب البنية التحتية بغياب الصيانة الدورية مع اختفاء منافذ تصريف الامطار في بعض شوارعنا مما تبين ضعف التنفيذ في مشاريع الطرقات ورصف الاحياء السكنية التي تمت خلال السنوات الأخيرة فظهرت عيوب فنية ورداءة في جودتها. وانتشرت الحفر بكل طرق عدن .14أكتوبر التمست معاناة المواطنين في صعوبة التنقل بين مديريات المحافظة جراء الخراب الذي طرا على طرقات المحافظة وأجرينا تحقيقاً ميدانياً عن تداعيات انهيار الطرقات على مستوى المحافظة وخرجنا بالحصيلة التالية:بداية جولتنا الميدانية كانت مع مجموعة من السائقين والتقينا بالأخ/ سمير اليعقوبي الذي قال: إن الطرقات في مديرية المنصورة مدمرة بنسبة80% وهي بحاجة إلى انقاذ مايستطيعون أنقاذه بعمل ترميمات سريعة حتى لا يتفاقم حجم الضرر بالأخص خط سجن المنصورة كونه يعد الشريان الرئيسي لكل أزقة المديرية.وقال عبدالرحمن سالم محسن شيخان : عن أي طرقات نتحدث الإسفلت أصبح شبه معدوم، ونواجه كل يوم مصاعب جمة للتنقل بين المديريات بسبب الحفر والازدحام الخانق وكلتا الحالتين تؤثر على سياراتنا وعلى المواطنين المارين بقصد قطع الطريق من جهة لأخرى وخصوصاً المسنين، وصمت للحظات وبعد تنهيدة هزت السكون الذي خيم علينا قال : أن الموت يتربص بنا في كل مكان ومكتب الأشغال العامة بعدن والسلطة المحلية بالمحافظة همهما الوحيد ملء الجيوب بحفنة من المال متناسين الأمانة المرمية على عاتقهم اتجاهنا، كم من حبيب فقدناه بسبب الحوادث المرورية ، والأعلام كم كتب إلا أن بؤرة الفساد متشابكة مع تشابك المصالح و النتيجة خراب بكل متر في شوارعنا.معالجات سريعةوتقول سميرة الماس : كل يوم نقول غداً سيكون أفضل ولكن للأسف الخراب الناجم عن الإهمال يسير بخطى متسارعة من سيئ إلى اسوأ ، كنت اعتقد إني عشت وترعرعت في مدينة حضارية حسب قول أبي عدن كانت.. وكانت وآمنت بما قاله لي أبي رحمه الله لأني لم اعش سنوات ازدهار عدن.واستطردت قائلة : هل يعقل أن الأخوة في السلطة المحلية بالمحافظة وعلى رأس هرمهم محافظ عدن لايرى ما آلت إليه طرقنا من تشوهات بسبب طفح المجاري حتى أصبحت تشكل مستنقعات جالبة للأمراض وحفراً بكل الطرقات أصبحنا لا نأمن على أنفسنا حتى الطريق الذي اسلكه كل يوم إلى بيتي مع الوقت أصبح شبه رملي والإسفلت غاب عنه بشكل كبير ناهيك عن الأمطار التي كشفت عيوب عمل المهندسين والمقاولين وقلة أمانتهم اتجاه وظائفهم.وأضافت الماس أن هناك إشاعة صادرة من الصرف الصحي تنذر بخطر قادم بانهيار البنية التحتية لشبكة مجاري عدن؟!! واني أصدقهم القول فالطفح بكل مكان أراه وترونه انتم ونلتمسه والسلطة المركزية متفرجة حتى يأتي علينا يوم ويغرق أهل عدن بقاذورات الصرف الصحي مثل محافظة الحديدة لان هذه المواد تفرز مواد عضوية تساعد على قلع الإسفلت من مكانه ولابد أن تكون هناك معالجات سريعة لا الترقيع للطرقات. ويقول الأخ/عمار عادل (سائق تاكسي) وبصوت أجش: سياراتنا تتدهور بشكل مستمر وكل قرش نكسبه بعد طلوع الروح يذهب بكل سهولة لمحلات قطع الغيار وبشكل مستمر بسبب رداءة الطرقات .. حفر بكل مكان ومياه راكدة بسبب الأمطار ومجارٍ طافحة واكثر ما يغيظك هو موضة المطبات من يفتح له محل يعمل (مطب).وبعبرات متقطعة تنم عن الأسى الذي ارتسم على وجهه قال: أن مصدر دخلي الوحيد هذا التاكسي أعيل أمي المسنة التي أكل المرض جسدها الضعيف وأبي الذي لا يقوى على العمل وبيتي (الشكا لغير الله مذلة) كل هذه المعاناة تشكل عائقاً تخطف النوم من عيني كل ليلة وتؤرقني كثيراً، وأتمنى من المحافظ ومكتب الأشغال العامة والطرق بعدن أن يلتمسوا معانات عديمي الدخل، وغيري كثير بعدن وإعطاءهم ابسط مستحقاتهم باهتمامهم بمتطلبات حياتهم الرئيسية للتخفيف عن معاناتنا بإصلاح الطرقات ومعالجة انسدادات المجاري ورفع مستوى الصحة هذا حقنا عليهم وإلا فلايتركوا مناصبهم لكفاءات تخدم المواطن.من جهته يقول عبدالقوي صالح سائق باص أجرة: نحن أصحاب الباصات الأجرة والمشتغلون على الخطوط الداخلية بين المديريات الأكثر تضرراً من هذه المطبات والحفر والأحجار المتناثرة على الطرقات، حيث نتعرض لهذه الحفر أكثر من مرة والأشغال العامة لم تضع حلولاً جذرية لهذه الحفر، فنحن هنا نريد ان نعرف هل أرواح الناس رخيصة بالنسبة للمقاول ومكتب الأشغال العامة؟! وأريد ان أترك رسالة إلى الأشغال العامة أن يراقبوا الله في أرواح الآخرين وممتلكاتهم الخاصة، وأيضاً في الإسفلت الذي لا يقاوم سوى شهر فقط بسبب عدم مطابقته للمواصفات المطلوبة.إهمال الطرقات خلال العشرين عامامن جهة رجل المرور جميل سالم عيدروس قال: ان شارع السجن وشارع جولة العاقل ومطعم الحمراء كل هذه الشوارع قد تم استلام مخصصاتها في خليجي 20 وكانت ضمن برنامج التطوير آنذاك ، وبحسب خبرتي الميدانية كرجل مرور ان توسعة شارع السجن لاتفي بالغرض ولايمكن لها ان تحد من الزحمة خصوصاً في اثناء الذروة (ساعات الظهيرة ) او المواسم من العيادات الطبية الخاصة فكان لابد لمكتب الانشاءات من عمل دراسة جذرية متكاملة بانشاء كباري على مستوى محافظة عدن نظراً للكثافة السكانية وزيادة المركبات التي ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الاخيرة.واضاف عيدروس قائلاً : تم اهمال الطرقات خلال العشرين عاماً وبشكل ممنهج من قبل بعض المتنفذين في السلطة المركزية وهو ما القى بظلاله بشكل سلبي على المواطن المغلوب على امره واصابه بالإحباط والتذمر وكثرت الحوادث المرورية وكل هذا بسبب تفشي الفساد في مؤسسات الدولة عبر تمرير الصفقات بين اصحاب النفوذ والكل يلتمس هذا من خلال الطرقات شبه المعدومة، واصبح الموت يتربص بالسائقين في أي لحظة بسبب انتشار الحفر بكل الطرقات على مستوى المحافظة.غائبون كغيابهم في متابعةمشروع السفلتةواستطرد : فقد حاولنا مراراً وتكراراً التواصل مع مدير عام مؤسسة الطرق والجسور بعدن ، ولكن لم نجده وذهبنا الى نائبه المهندس راشد ويتهرب منا بحجة انه مستشاره لا نائبه وتارة يقول انه المدير المالي للمؤسسة فلا نعلم هل تعرفون بمشاكل الناس أو أنهم غائبون كغيابهم في متابعة مشروع السفلتة في مدينة المنصورة ، وإذا كانت قيادة المؤسسة غائبة فمن الذي سوف يحضر لكي يتابع اعمال الترميم والمقاولة بكل الأصعدة، وإذا كان الحال هكذا فيجب عليكم أن تصحوا من سباتكم وتهتموا بالمسؤولية لكي تستحقوها .عدم الالتزام بتصاميم الخلط المختبريوحول تصاميم الخلط المختبري قال : شددنا رحالنا للتنقل بين طرقات المديريات ولحسن حظنا لاحظنا اعمال الترميم في شارع السجن بمديرية المنصورة والتقينا بالمهندس عبدالناصر عبدالحافظ مدير ادارة المشاريع بالمؤسسة العامة للطرقات والجسور بعدن فقال : ان الاسباب عديدة لظهور التموجات والهبوط في الطرقات فقد يكون نتيجة لرداءة العمل مع غياب الدور الاشرافي الصحيح او ناتجاً عن خلل فني متعلقة برداءة المواد التركيبية مع عدم الالتزام بتصاميم الخلط المختبري، أي غياب جهات مشتركة لانها كلها عوامل متداخلة ومترابطة مع بعضها البعض ادت الى تلاعب المقاول بالشكل الفني, مضيفاً ان التصنيف القديم لجودة الاسفلت ضعيف ولايوجد أي تصنيف حالي حول هذا الامر خصوصاً عند مؤسسة الطرق والجسور.أسباب تداعيات الهبوط و الشقوق انتابني القلق لقول المهندس عبدالناصر وانتقلت الى مختبرات مكتب الاشغال والتقيت بالمهندسة اميمة محمد شرف مدير ادارة المختبر قائلة: ان عملنا محصور في فحص العينات واعطاء النتائج بانها صالحة او غير صالحة للمشاريع الجديدة من الطرقات والخرسانات، والبحث المختبري عن أسباب تداعيات بعض الطرقات من الهبوط او الشقوق او التموجات ونرفع تقريراً بذلك أي ان عملنا جهة مختبرية ليست جهة اشرافية ولايحق لنا أن نوقف أي مشروع اذا كانت النتائج سلبية لان دورنا يقتصر على رفع النتائج والبحث عن الاسباب. واشارت الى ان هناك عيوباً تتعلق بدقة التنفيذ من قبل المقاول والمشرف ومسؤوليتنا متعلقة باعطاء نتائج الجودة بالتصميم لخلطة الاسفلت وكم من المعايير، واوضحت أميمة ان أي اختلال بمقادير التصاميم يتحمل مسؤوليتها المقاول والجهة الاشرافية على المشروع لان احتكاكهم بالمشاريع ميدانياً عكسنا تماماً.واما عن التأكد من العينات التي تحضر الى المختبر انها من نفس المشروع الذي ينفذه المقاول للتأكد من سلامة العينة وموقعها قالت لايمكننا التاكد هل العينة من المشروع ام لا لان مشرف المشروع هو من ياتي الينا بالعينة وهذا عائد على ذمته ان كانت ماخوذة من ارض المشروع او من مكان آخر موضحة ان دور المختبر بحثي لارقابي على المقاولين او المهندسين المشرفين على الاعمال الميدانية.غياب التنسيق بين الجهات الخدميةوطرقنا باب المهندس أحمد أدن مدير ادارة اشراف الطرقات بمكتب الانشاءات فقال : ان الاسباب الحقيقية لتدمير الطرق هي عدم التزام ميناء عدن بالأوزان المسموحة لها لنقل الحاويات على ظهر الشاحنات ناهيك عن عدم الزام سائقي القاطرات بخط السير المحدد لها امام مرأى ومسمع رجال المرور وتساهلهم معهم في النقاط الامنية المنتشرة على مداخل ومخارج كل المديريات من اجل حفنة من المال، ومن العوامل ايضاً (الدامر السائل) المنتج من قبل مصافي عدن مواصفاته بالكاد تصل الى مستوى الجودة بالحد الادنى واقولها اذا تحسن هذا المنتج تحسن اداء المقاولين والمشرفين بشكل افضل.واضاف ادن : من العوامل المساعدة لتخريب الطرقات غياب التنسيق بين الجهات الخدمية ورجال المرور ورجال الامن ومكتب النقل وقال : لو التزم كل بدوره لما وصل الامر الى هذا الشكل، وغياب الصيانة الدورية للطرقات وذلك لغياب المخصص لها منذ 2001م أي ان غياب برنامج صيانة الطرقات يؤدي الى تهالكها ويجب ان يكون البرنامج بشكل دوري وسنوي ولابد ان تكون هناك فرق ميدانية ترصد حال الطرقات بكل مديريات المحافظة ورصد ميزانية تشغيلية خاصة لهذا البرنامج. واكد انه خلال العامين المنصرمين الحوا بشدة لتفعيل هذا البرنامج قائلاً اننا التمسنا معظم الطرقات بحالة شبه متدهورة وعلينا انقاذ مايمكن انقاده وفي عام 2013م تم رصد مبلغ (250) مليوناً ومنتظرون ان يتم رفدنا لهذا العام بمبلغ(500) مليون لمشاريع الصيانة مع العلم انه قبل عامين لم تكن هناك أي برامج لصيانة الطرقات بل كان التوجه الى ربط المديريات والاهتمام بالشوارع الرئيسية وتوسيع الطرقات.ويرى ادن ان دورهم كإدارة اشرافية مهمتها الحصر من خلال النزول الميداني لتقييم حال الطرقات على مستوى المديريات الثمان ورفع تقرير بحجم الاضرار ومتطلبات الصيانة والمواد المحتاجة لها وكان اجمالي حصر الضرر في الطرقات بمبلغ مليارين ومائة الف.واكد قائلاً : رفعنا تقريراً كاملاً للمدير العام المهندس حسين عوض العقربي وهو بدوره رفعه للمحافظ والوزارة والى صندوق الصيانة، ودورنا ينتهي برفع التوصيات، اما قرار اين توجه اعمال الترميمات فهو قرار سياسي من قبل سلطة المحافظة في اختيار الاماكن التي تريد الصيانة حسب المبالغ المرصودة لاعمال الصيانة.وعن دور المختبر في النزول الميداني لمراقبة اعمال الخلطات وطبقات أساسات الاسفلت قال : نعم لهم دور بالنزول الميداني ومعهم مندوب يقوم بجلب العينات الى المختبر وان عملنا دون المختبر منقوص.وطرحنا له وجود بعض التموجات في الشوارع الرئيسية مثل خط المعلى في الشوارع الخلفية وخط جبل حديد وعند جولة العاقل ورد قائلاً: ان التقرير المرفوع من قبل المكتب بين ان اسباب وجود التموجات والحفر في هذه الخطوط اولاً الحمولات الزائدة على ظهر القاطرات مع وجود تسرب في انبوب الماء في خط جبل حديد الذي يمر تحت الاسفلت ساعد بدرجة اساسية في خلخلة اساسات الطريق مما ادى لوجود التموجات اما عن خط جولة العاقل فإن المد والجزر الذي يمر تحت التربة كان السبب الرئيسي لوجود التموجات اما شارع المعلا الخلفي فسببه الانسدادات المزمنة في مياه الصرف الصحي التي كان لها دور في خلخلة التربة وادت الى وجود الهبوط في بعض المناطق.وأكمل حديثه قائلاً: ان العمر الافتراضي لاي طريق هو 15عاماً شرط ان يلقى الصيانة ثلاث مرات خلال 15عاماً وان غابت اعمال الصيانة خلال الفترة الزمنية المحددة لعمر الطريق تكون كلفة صيانته كبيرة وهذا ما نتجرعه نحن الان بسب غياب اعمال الصيانة لكل الطرقات منذ عام2001م تقريباً واصابع الاتهام تشير الينا وان عدنا لحقيقة الامر لوجدنا ان السبب متعلقة بغياب برامج الصيانة في كل الطرقات.تأسيس مجلس تخطيط المدينةوقال المهندس حسين عوض العقربي مدير مكتب الانشاءات والطرق بعدن ان المكتب يولي اهتمامه للمشاريع الاستراتيجية التنموية 2013م والهادفة الى تحسين البنية التحتية في المجالات الخدمية واعطائها الاولوية في الخطط والبرامج التنفيذية لعدن لعام 2014م ولعل اهمها مشروع الطريق البحري بتكلفة اجمالية 34 مليون دولار .وعن اعمال الصيانة في شوارع محافظة عدن قال: نحن خلال الاشهر الماضية نفذنا اعمال الصيانة بمديرية التواهي (من جولة حجيف الى جولة الفتح) ورصفنا الاحجار خلف قاعة ليلتي بمديرية المعلا وحالياً يتم الاشراف على الشوارع الداخلية بمدينة ريمي بمديرية المنصورة.واضاف عقربي لدينا اعمال جارية لاستكمال مشاريع خليجي20 سفلتة شوارع صيرة الغربية والعمل جار به وبوتيرة عالية .واستطرد في حديثه قائلاً : في السنوات الاخيرة تم اهمال الشوارع الداخلية بالمديريات وكان الاهتمام بالشوارع الرئيسية التي تربط مابين المديريات وهذه الفكرة اثرت سلباً على المواطن لان المواطن يحب ان يرى امام بيته شوارع جميلة مسفلته خالية من الحفر والمجاري الطافحة. مشيراً الى ان المكتب يقف اليوم امام اهم المشاكل نظراً لما بمرت به البلاد من ازمة سياسية واقتصادية طرحت آثارها سلباً على الحياة الاجتماعية وما ترتب عليه في الحالة الامنية ماأدى الى توقف المشاريع بسبب قلق المقاولين من بدء الاعمال.ضعف الميزانية التشغيليةوتحدث قائلاً: ان ابرز المعوقات متركزة في ضعف الميزانية التشغلية المرصودة للمكتب مقارنة بالميزانية المرصودة لمكتب صنعاء وبحقيقة الامر فان ميزانيتنا لاتساوي ثلث ميزانية مكتب صنعاء، وقال : رفعنا الميزانية التشغيلية المطلوبة للمكتب وطرحناها على مكتب المحافظ المهندس وحيد رشيد وذهبنا معه للعاصمة صنعاء والتقينا بالوزير وقدمنا له المقارنة مابين الميزانيتين ومازلنا منتظرين البث بالموضوع.وعن اسباب ضعف الميزانية لمكتب عدن قال: ان السبب الرئيسي متعلق بسياسة التهميش والتدمير الممنهجة التي كانت تمارس على ابناء المحافظات الجنوبية من قبل بعض المتنفذين في السلطة المركزية ابان الحقبة السابقة للاداراة القديمة للمكتب، الا اننا متفائلون بتجاوب الوزير بان يولي لمكتب عدن الاهتمام الذي يستحقه ومنحه الميزانية التشغيلية التي يستحقها مثل الميزانية التشغيلة المرصودة لمكتب صنعاء.وعن معاناة المواطنين قال: ان كل المشاريع التي يشتكي منها المواطن بعدن مشاريع مركزية والاشراف عليها مركزي، وعن قشور الجسر الجديد الذي لم يدخل الخدمة قال : بناء الجسر بالخط البحري كان الاشراف مركزي عليه 100% من صنعاء، والطبقة الخارجية التي تراها بالعين المجردة على قاعدة الجسر طبقة عازلة لاضرر ولاضرار عليها وكان يجب على المقاول بعد انها ء مشروع بناء الجسر ان يعمل على ازالة هذه الطبقة الخارجية بدلاً من ان تسيء الفهم لدى المواطن البسيط ان المشروع فاشل.اما بخصوص جسر البريقة فهو جسر حديدي بمعونة يابانية وكان لنا وجهة نظر لهذا الجسر وقلنا للسلطة المركزية بالمحافظة بانه لايصلح ان يكون هذا الجسر هنا بالمدينة فانه مخصص للاستخدام بالارياف.واكد العقربي انهم لم ينجحوا بهذا المشروع خصوصاً ان موقع الجسر في نقطة خروج ناقلات النفط من مصافي عدن والجسر لايحتمل اوزاناً ثقيلة، واوضح ان هذا المشروع كان مركزياً وباشراف مركزي من صنعاء ولم يكن للمكتب أي دور ولم يستمعوا لوجه نظرنا وموقفنا حول هذا الامر.والان نحن بصدد تنفيذ استراتيجية جديدة بأن لاينفذ مشروع بعدن الا باشراف من داخل المكتب.انشاء مجلس تنسيق المدينةواستطرد قائلاً: لابد من الاستفادة من تجربة صنعاء بإنشاء إدارة خاصة للتخطيط والمشاريع ودورها قائم بعمل الدراسات المكتملة للمشاريع، حيث وصلت الميزانية التشغيلة بصنعاء الى مليار ريال وهذا ساعدهم في دراسة مشاريع كبيرة وتنفيذها على ارض الواقع، وقد عقدنا اجتماعاً مع المحافظ ووكيل المحافظة واستعنا بخبرات لتطبيق هذه التجربة لتنفيذها بعدن من اجل حل اشكالية التنسيق مابين مؤسسات الدولة في المحافظة وانشاء مجلس تخطيط للمدينة يتكون من مدير عام مكتب الانشاءات ومدير عام المياه والاتصالات والكهرباء من اجل المواكبة في تنفيد المشاريع لبناء البنية التحتية الاساسية، الااننا للاسف نصطدم بواقع مرير ( بانه لاتوجد لديهم ميزانية لمواكبة العمل في المشاريع). شبكة المجاري متهالكةوعن الطرقات أشار عقربي الى أن هناك عدة عوامل ساعدت على تهالك الطرقات ويتحمل الصرف الصحي بعدن المسؤولية الكبرى في انهيار البنية التحتية بعدن وذلك بسبب طفح المجاري وهي مواد عضوية تتفاعل مع المواد المركبة في الإسفلت وعند تفاعلها تؤدي إلى قلع الإسفلت والجهة المعنية على علم بذلك لاننا دائماً نرفع مذكرة بذلك الى الجهة المسؤولة على الشبكة ننذرهم بكارثة قد تقع في أي لحظة ويكون تعليقهم بانهم لايستطيعون ان يقدموا أي حلول فعلية لان الشبكة متهالكة. واكد ان غياب الحلول الجذرية لوضع شبكة الصرف الصحي تجعل عملنا يذهب في مهب الريح لابقاء عدن بمظهرها الحضاري، ويقول آخر تقرير وضع على مكتبنا من قبل ادارة الاشراف ان خط ساحل ابين سيحدث به هبوط كبير ابتداء من مسجد الخير حتى نقطة العلم معللين سبب الهبوط بانهيار شبكات الصرف الصحي .اما مايخص الصيانة الدورية فانها غائبة عن عدن منذ عشر سنوات وان وجدت تكون مركزية من صنعاء سواء المقاولة او حتى الاشراف على اعمال الصيانة وغياب الصيانة الدورية من قبل مكتب الانشاء بعدن متعلق بعدم رصد ميزانية لصيانة الطرقات من قبل الوزارة، وتم بحمد الله بعد الالحاح المستمر من قبل المحافظ المهندس وحيد رشيد للقيادة المركزية بصنعاء لتفعيل برنامج الصيانة في المكتب تم منحنا العام المنصرم مبلغاً محدوداً ونفذنا اعمال الصيانة في بعض الطرقات في مديريتي التواهي والمعلا ومازلنا بانتظار رصد الميزانية الجديدة لبرنامج الصيانة.واوضح المهندس عقربي : هناك ضعف في التعزيزات المالية المرصودة في مكتب الإنشاءات وغياب دور مجلس تخطيط المدينة لمواكبة المشاريع للتنسيق بين المكاتب الخدمية (الكهرباء والاتصالات والمياه والصرف الصحي).موروث كبير من السلبياتوخلال جولتنا الميدانية لاحظنا موروثاً كبيرا من السلبيات متربعة في بعض مؤسساتنا الحكومية بغياب التنسيق الإداري فيما بينهم، مع تفسير بعض النظم واللوائح التنظيمية كل حسب مصلحة عمله متناسين الهم الأكبر الذي يعانيه المواطن من غياب متطلبات حياته الأساسية ، فكل مؤسساتنا بعدن تشتكي من ضعف الميزانية التشغيلية، مقارنة بالموازنات التشغيلية المرصودة لأمانة العاصمة بكل فروع مكاتبها (كل يغني على ليلاه ) لذا نرجو من السلطة السياسية بصنعاء أن تولي اهتماماً اكبر لعدن ومكاتب وزاراتها بها.ونجد أن هناك بعض المؤشرات الخطيرة التي بدأت تطفو على السطح تنذر بكارثة صحية وإنسانية مع غياب أعمال الصيانة لشبكات المجاري والطرقات والصحة ولابد ان يلتفتوا لعدن بحضارتها ومدنيتها التي عرفها سكانها وتعايشوا معها ومنحها حقها الطبيعي بعد أن عانت عدن وأهلها من التسويف بمصالحها من خلال التهميش والتدمير الممنهج لكل ماهو جميل وإعادتها إلى هويتها التي سلبت منها خلال عقدين من الزمان.رسالة لمكتب الإنشاءاتنتمنى تفعيل دور مختبرات المكتب ميدانياً للرقابة على المواد التركيبية وعلى طبقات الطرقات من بداية المشروع حتى يتم تسليمه لضمان سلامة المشروع، لأننا لاحظنا أن عمل المختبر محصور في رفع النتائج فقط ، ولا يتكبد عناء التأكد من مصدر العينات الحاضرة هل من موقع المشروع أم لا.ولضبط المقاولين والجهة الإشرافية على المشاريع فلابد ان يكتمل عمل الفريق بإشراك مختبري ميداني يعمل على الرقابة للمواد المستخدمة في المشاريع حسب احتياجات المشاريع ولضبط دقة سلامة المشاريع القائمة في عدن ميدانياً.