لا اعتقد أن بلادنا في حاجة إلى وقوف السماء بجانبها مثلما هي الآن.. لقد وصلت بلادنا إلى مرحلة دقيقة جداً بعد أن فقد الكثير من أصحاب الكلمة والشأن (أخيار وشرفاء اليمن) قول كلمة الحق والأمانة والشجاعة عما يحدث في بلادهم الآن ولا يمكن احتماله بأي حال من الأحوال من اغتيالات واختطافات ومن كثرة الفتاوى الجديدة التي يشنها قضاة اليوم الجدد ولا تمت للدين الإسلامي بصلة (حشر الدين في السياسة) مع أن الدين الحنيف ـ دين يسر وليس عسر.لقد تجاوزت حملات الدعاية التي يشنونها الترويج لتصبح فزاعات زادت من حيرة المواطن.. تلك الحيرة التي أصبحت ممتزجة بالخوف ومغموسة في الرعب من مستقبل مجهول غارق في الدماء.إن ما يحدث الآن في صعدة وفي بعض المحافظات من اغتيالات ونسف بالأحزمة وجرائم انتحارية كما حدث في المجمع العسكري بالعرضي وغيره أمر شاق على النفس وأمر جديد علينا نتمنى أن تأتي النجاة من السماء وتخلصنا من هذا الكابوس.. فطبيعة شعبنا وأهالينا هي التسامح والحياة في هدوء.لا نريد أن يجري في بلادنا مثل ما جرى ويجري في أرض الكنانة جمهورية مصر العربية الشقيقة،نتيجة للسياسة المغلفة لرجال الدين وفتاواهم في مصر واختراقهم في جميع الأجهزة الحكومية والهيئات وسرادق العزاء والأفراح والتكتلات والائتلافات الشبابية والحقوقية والنشطاء وغيرهم ممن يلعبون على جميع الحبال لمصالحهم فقط.. لا نريد أن نحذو حذوهم فبلادنا فيها من القضايا والمشاكل ما يكفيها ويزيد.منها باختصار الاغتيالات والاختطافات والتكفير ونسف أنابيب النفط وإحراقها الصحراء والبلاد والعباد في أمس الحاجة لقيمته وكذا تحطيم أبراج الكهرباء وتقطع الطرقات ونهب السيارات ومكاتب البريد ومحلات الصرافة بالإضافة إلى مواكب الأفراح في أواخر الليل التي تنتشر في الشوارع وتجلب الإزعاج واستخدام (الآلي) في إطلاق الأعيرة النارية مما يتسبب في الاغتيالات العشوائية (نيران صديقة) كما يتسبب في الارتباك المروري لساعات طويلة ولا أحد يستطيع الاعتراض لأنه لا يدري ما هو رد الفعل..هل يعقل أن تقف هذه المواكب بعرض الشوارع وفوق الجسور لكي يقوم العريس والعروس وأهاليهما بالتقاط الصور رغم أنف جميع المارة ولو يضربون برؤوسهم بالجدران؟.إننا في حاجة إلى من هم أكثر صدقاً ومصداقية في زمان أهل الكذب، ليعبروا بنا المرحلة ويبدو وكأنهم لم يكفهم ما كنا نعيشه أكثر من 50 عاماً من البؤس والضياع وسرقة أحلامنا وطمس هويتنا قبل نهب ثرواتنا لنبدأ مرحلة جديدة، جعلوا كل المسارات التي يمكن أن نتوجه إليها كلها خوف ورعب من المستقبل القادم. أياً كانت توجهاته. وكأن من يستكثر على، هذا الشعب المسكين الذي صبر على الصبر ـ وصبر على نفاد صبر الصبر وأمتحن كثيراً،أن يبدأ حياة جديدة يستحقها أكثر من غيره لأنه أكثر الشعوب التي قدمت كل شيء من أجل أن يحيا أبناؤها ونأمل ذلك من مؤتمر الحوار الوطني الذي أنهى جلساته على خير لصالح الوطن والمواطن.. هذا الشعب يحتاج أن يحيا أبناؤه في كرامة ولابد أن يستعيد مكانته التي يتشبث بأطرافها الذين فقدوا مصالحهم الذاتية يريدون القفز عليها وأن كانوا قد نجحوا قليلاً ولكنهم واهمون باستكمال خططهم ومؤامراتهم الجهنمية فهل يعي أهل الواقع ضرورة أن نحافظ على بلادنا ونسترد مكانتها قبل أن نندم جميعاً؟ وليتنا نستيقظ قبل فوات الأوان.إن أملنا كبير في قائد مسيرتنا الديمقراطية والتنموية المشير المناضل عبدربه منصور هادي (أبو ناصر).إن يمن التاريخ العظيم الحنونة على أبنائها تئن اليوم مما يفعله بها الجاحدون من أبنائها في الداخل والخارج الذين لا يريدون لها أمناً ولا استقراراً فتارة يطلقون الشائعات المغرضة والاختلافات والمناكفات المصطنعة لهز استقرارها وتارة يريدون خنقها وزعزعة أمنها بافتعال المسيرات والإرباكات والفوضى والاختطافات والاغتيالات والأعمال الإجرامية الشائنة الخبيثة وتارة يرتكبون جرائم كبرى في حقها بإحداث تخريب أو سرقات أو قتل الأجانب وخطف الأطفال وابتزاز أسرهم، هل ذلك يتم صدفة أو بتفكير فردي إنه مخطط ينفذ لإرهاب الدولة اليمنية وشعبها والإصرار على عرقلة الحوار الوطني وعلى عرقلة عمل الحكومة وإفشال جهود الرئيس هادي في التغيير والإصلاحات ومكافحة الفساد والتهريب بأنواعه المختلفة وترتيب البيت من الداخل وهي أولى خطوات البناء السليم للمستقبل.. والذين يمنون أنفسهم بأن تبقى اليمن عليلة ويسعون للعبث بقلبها ويصرون على أن تبقى مترنحة ضعيفة واهمون..واهمون.
|
آراء
واهمون.. واهمون
أخبار متعلقة