أبارك لأبناء شعبنا العظيم نجاح مؤتمر الحوار ، وإن كان بودي أن أحتفظ بهذه التهنئة إلى مابعد تنفيذ مخرجاته لعلمي أن شعبنا اليمني العظيم يريد أن يلمس تغييراً حقيقياً وانجازاً شاملاً على أرض الواقع.الحوار قيمة حضارية وحدث رائع بذاته، لكن ما سيجعل مؤتمر الحوار الوطني إنجازاً حقيقياً هو تنفيذ مخرجاته، إن التزامنا الأخلاقي والوطني والثوري سيتجلى فقط بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، كاملة دون نقصان أو تقسيط، فورية دون تسويف أو ترحيل، هذا واجب الجميع ومسؤولية الجميع، إن بالتنفيذ من قبل السلطة الإنتقالية وإن بالضغط والرقابة من خارج السلطة.ليس على السلطة الانتقالية أن تلهينا بالقول إن مؤتمر الحوار إنجاز عظيم بذاته وعدم فعل شيء بعد ذلك، عليها أن تتجه الآن لوضع خطة مزمنة تفصيلية بالأيام والأسابيع لتنفيذ المخرجات وتقييم عملية التنفيذ وإصلاح أي خلل مباشرة، ومعاقبة المعرقلين وتغيير المقصرين في أدائهم .ليس على المعارضين أن يقضوا وقتهم بمهاجمة مخرجات مؤتمر الحوار جملة وتفصيلا، بسبب بعض البنود التي يرونها سيئة وغير صحيحة أو تلك التي تتناقض مع معايير الحكم الرشيد وتتصادم مع مبادئ حقوق الانسان، عليهم مهاجمة تلك البنود السيئة فقط ، لكن وفي الوقت نفسه سيكون عليهم بذل جهود مضاعفة للمطالبة بتنفيذ المخرجات الجيدة وهي كثيرة وعظيمة جدا.إن مرحلة ما بعد مؤتمر الحوار الوطني هي استحقاقات ومهام ومدة زمنية، المدة الزمنية بدأت للتو، أما المهام فهي كثيرة وهامة للغاية نصت عليها الوثيقة الختامية وتقارير فرق مؤتمر الحوار، حددت الوثيقة لإنجاز بعضها مدة معلومة قدرها عام في حين أسندت للدستور وقانون الانتخابات القادمين مهمة تحديد المدة اللازمة لإنجاز البعض الآخر.تحفل تقارير فرق مؤتمر الحوار بالكثير من القرارات الكافية لإقامة دولة وطنية حديثة قوية ورشيدة ومستقرة في حال تنفيذها، علينا أن نجعل من تلك البنود الجيدة العظيمة برنامجنا النضالي خلال الفترة القادمة، جميعنا عليه أن يفعل ذلك، افراداً وحركات شبابية ثورية وجماهيرية ومنظمات وأحزاباً.فلنبدأ بما هو أكثر أهمية، مكافحة الفساد وضمان الشفافية والمساءلة والنزاهة في المؤسسات العامة وإكمال هيكلة الجيش والأمن، بالتزامن مع انجاز مشروع الدستور وقانون العدالة الانتقالية، علينا أن نفعل ذلك خلال أشهر .. لم يعد هناك متسع من الوقت..
مبارك لأبناء شعبنا نجاح مؤتمر الحوار
أخبار متعلقة